المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية

دعا نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، المواطنين المجتمع ليكونوا سفراء فاعلين للغة العربية من خلال جعلها لغة حياة في المجالات كلها.

وأضاف حاكم دبي، أن اللغة العربية كانت الأبرز في العديد من بقاع العالم، وكانت لغة العلم والمعرفة التي بنتها الحضارة الإسلامية، ونهل منها الغرب. وشدد على ضرورة "أن نتعاون لنعيدها إلى مكانتها التاريخية من خلال العمل على ترسيخها ونشرها، والاستفادة من مميزاتها التي تمنحها المرونة اللازمة لاستيعاب مختلف المعاني في التخصصات المختلفة". كما أشار إلى أننا "في حاجة إلى إعادة صياغة طرق تعاطينا مع لغتنا الخالدة، من خلال تعزيز استخدام اللغة العربية كلغة أولى وإيصالها إلى الأجيال المقبلة بقوتها وجاذبيتها".

وشهد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محمد بن راشد، الخميس، في حضور ولي عهد دبي، حمدان بن محمد بن راشد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الرابع للغة العربية الذي يقام تحت رعايته في فندق "البستان روتانا" في دبي، ويستمر حتى العاشر من أيار/ مايو.

وشارك في الجلسة رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد أحمد المر ووزير شؤون مجلس الوزراء، محمد القرقاوي، ووزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، ووزير الصحة رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، عبدالرحمن بن محمد العويس، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، خليفة سعيد سليمان، وأكثر من ألفي خبير وباحث ومتخصص في اللغة العربية من 75 دولة حول العالم.

وتوجّه ممثل جامعة الدول العربية، الدكتور بدر الدين العللي، في كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية بالشكر والتقدير إلى دولة الإمارات رئيسا وحكومة وشعبا على اهتمامها باللغة العربية وأهلها، وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رعايته الكريمة للمؤتمر، ونقل تحيات أمين عام الجامعة العربية  الدكتور نبيل العربي إلى المشاركين في المؤتمر.

ونوه بدور الجامعة العربية في تعزيز مكانة اللغة العربية إقليميا ودوليا، لافتًا في هذا السياق إلى اعتماد اللغة العربية في العام 1973 كلغة رسمية من اللغات المستخدمة في الأمم المتحدة، وتأسيس مشاريع لخدمة اللغة أهمها المعهد العالي للترجمة للتوجه نحو مجتمع المعرفة، والحفاظ على هويتنا القومية وسط ثقافات العالم.

ودعا إلى الاهتمام بالجاليات العربية في المهجر لترسيخ ارتباطها بأوطانهم، من خلال نشر وتعزيز اللغة العربية، خصوصًا بالنسبة للأجيال الجديدة في بلاد الشتات، والتأكيد على أهمية دور الأسرة في تعليم الأبناء للغتهم الأم، وإنشاء هيئات وطنية على مستوى الوطن العربي تعنى بقضايا اللغة العربية.

وتوجه المنسق العام للمؤتمر الدكتور على عبدالله موسىفي كلمته بعظيم التقدير والعرفان إلى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على مبادراته القومية حيال اللغة العربية، ورعايته لأعمال المؤتمر وتفعيل دوره عربيا ودوليا لاستقطاب الخبراء والباحثين والمختصين في اللغة العربية من عرب وأجانب، باعتبار "أن لغتنا هي عرضنا من اعتدى عليها اعتدى على شرف الأمة وكرامتها".

وأكد الدكتور موسى أن اللغة تتحصن بمبادراته ورعايته الكريمة كقائد عربي أصيل، يؤكد كل يوم أن "لغتنا يجب أن تصان لتظل رمز هويتنا وعروبتنا وتواكب لغة ومتطلبات العصر".

وأشار في كلمته إلى أن المجلس الدولي للغة العربية - الذي أسس وانطلق في العام 2008 من قبل منظمة "اليونيسكو" الدولية وتأسس في لبنان - يعتبر أن اسم اقترن باللغة العربية منذ إطلاق المبادرات التي تخدم لغتنا الأم، وتحفظ لها حقوقها وكرامتها وأهميتها كلغة للحياة والإبداع والتاريخ.

وحيا أمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة، رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية الدكتور فاروق شوشة، في كلمته مبادرات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحرصه الشديد على تعزيز احترام اللغة العربية في الأوساط العربية والدولية من خلال جائزة محمد بن راشد للغة العربية، وإطلاقه الخميس، مبادرة وضع "معجم محمد بن راشد للغة العربية المعاصرة"، إذ "سيكون معجما سنويا يتماشى وتطور العصر ومتطلباته، ويعزز مكانة لغتنا الجميلة كلغة حياة على أن يكون معجما ناطقا، مؤكداً انه بإصدار هذا المعجم ستصحح العلاقة بين اللغة الأم واللهجات العامية في الدول العربية".

وأكد الدكتور شوشة أهمية هذا المعجم بالنسبة للطلاب والدارسين والمدرسين والباحثين، ولكل المهتمين باللغة العربية، خاصة المستشرقين والمستعربين.
ونوه في ختام كلمته "بأن معجم محمد بن راشد سيأتي بعد أكثر من 60 عاما من وضع آخر معجمين عربيين، لهذا تتأكد أهميته بالنسبة لمواكبة اللغة لمتطلبات ومتغيرات العصر خاصة في قطاع المعلوماتية.