مبايعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز

أعلن التلفزيون الرسمي السعودي، الجمعة، مبايعة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتولي حكم المملكة، وأنَّ الأخير دعا بدوره لمبايعة الأمير مقرن وليًّا للعهد.

ويأتي هذا بعد وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، مساء الخميس، عن عمر ناهز الـ90 عامًا.

ووفقًا لقوانين الحُكم في المملكة، سيتولى شقيق الملك، ولي العهد الأمير سلمان قيادة المملكة خلفًا لأخيه، وستبدأ البيعة من المواطنين للملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز في قصر الحكم في الرياض بعد صلاة العشاء من يوم الجمعة.

وولد الملك الجديد العام 1935 وهو الابن الخامس والعشرين من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية؛ إذ هو أمين سر العائلة ورئيس مجلسها، والمستشار الشخصي لملوك المملكة، كما أنه أحد من يطلق عليهم السديريون السبعة من أبناء الملك المؤسس، وتلقى تعليمه الأولي في مدرسة الأمراء في الرياض.

وبدأ سلمان حياته السياسية العام 1954 أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز، ثم أصبح أميرًا للرياض بشكل رسمي بعد عام واحد إلى أنَّ استقال العام 1960.

وفي العام 1963 أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسومًا ملكيًّا بإعادة الأمير سلمان أميرًا لمنطقة الرياض مجددًا، وفي 2011 صدر أمر ملكي بتعيين الأمير سلمان وزيرًا للدفاع.

وبعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد الأسبق، صدر أمر ملكي باختيار الأمير سلمان وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى كونه وزيرًا للدفاع.

وترأس الأمير سلمان نحو 20 جمعية وهيئة خيرية على هامش حياته السياسية منها رئاسة مجلس إدارة دار الملك عبدالعزيز والأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية والمؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.

وتولى في حياته الكثير من المهام في مجالات الإغاثة خلال الأزمات التي شهدتها المنطقة في مصر والجزائر العام 1956، وفي الأردن وفلسطين العام 1967، ورئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر وسورية في أعقاب اندلاع حرب أكتوبر 1973.

ويمتلك سلمان ما نسبته 10% من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق المالكة لجريدة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من نسبته البسيطة فيها إلا أنه يتحكم باتجاهاتها الفكرية عبر نجله الأمير فيصل.

وبحسب برقية دبلوماسية أميركية العام 2007 م نشرها موقع ويكيليكس، فإنَّ سلمان يرى أنَّ الديمقراطية لا تناسب المملكة "المحافظة" ويتبنى نهجًا حذرًا في الإصلاح الاجتماعي والثقافي.

كما كشفت تسريبات "ويكيليكس"، أنَّ سلمان ذكر في اجتماع مع السفير الأميركي آذار/ مارس 2007 أنَّ الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي يحث عليها الملك عبدالله يجب أنَّ تمضي ببطء خشية أنَّ تثير ردًا عكسيًا من المحافظين.

وفي أغسطس/ آب 2010، خضع الأمير سلمان لجراحة في العمود الفقري في الولايات المتحدة وبقي في الخارج لفترة قبل أنَّ يعود إلى المملكة.