بيروت - فادي سماحة
طوى لبنان واحدة من الصفحات المؤلمة التي عاشها في الأعوام الماضية، جراء "فيض" الأزمة السورية عن حدوده إلى الداخل، بتحرير 16 عسكريًا كانت خطفتهم "جبهة النصرة" في بلدة عرسال أثناء معارك الجيش اللبناني مع مسلحيها ومسلحي "داعش" في 2 و3 آب/ أغسطس 2014، في صفقة تبادل رعتها وضمنتها دولة قطر.
وقضت الصفقة بإخلاء الجانب اللبناني 13 موقوفًا من الإسلاميين لديه بينهم 5 نساء، وتقديم مساعدات إغاثية للنازحين السوريين في جرود عرسال، وفتح ممر آمن دائم لانتقال الجرحى والمرضى إلى مستشفيات البلدة وخارجها.
وشملت الصفقة إخلاء السلطات السورية، بناء لطلب لبنان، عددًا من السجينات لديها اشترطت "النصرة" تحريرهن، وقالت مصادر أمنية إن بينهن سمر الهندي قريبة زعيم "النصرة" في القلمون أبو مالك التلي، وذكرت مصادر واكبت التفاوض إن الهندي أوقفت في عرسال قبل زهاء شهر لتكون جزءًا من المبادلة، وهي من بلدة أمير "النصرة"، وإن توقيفها ساهم في تعجيل العملية، وتضمنت المبادلة تسليم جثة الجندي محمد حمية الذي كانت "النصرة" أعدمته العام الماضي.
وعمَّت لبنان فرحة عارمة، وخصوصًا أهالي العسكريين الذين لم يتوقفوا عن التحرك على مدى 16 شهرًا للمطالبة بمقايضة أبنائهم بمطالب الخاطفين، وسط مخاوف أهالي 9 عسكريين ما زالوا محتجزين لدى "داعش" في الغموض حول قنوات التفاوض مع قادة التنظيم.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قوله "إن حكومة لبنان مستعدة للتفاوض مع داعش للإفراج عن الجنود التسعة المحتجزين منذ آب 2014".
وعاش أهالي العسكريين، ومعهم كبار المسؤولين، حبس أنفاس على مدى الأيام الأربعة الماضية بعدما تعثر تنفيذ الصفقة السبت الماضي، لبروز شروط من "النصرة" حول التنفيذ، لاسيما بالنسبة إلى توقيت إجراء المبادلة وطريقة التأكد من إيفاء كل فريق بالتزاماته والوجهة التي ينوي السجناء الذين أفرجت عنهم السلطات اللبنانية سلوكها في المفاوضات التي قادها اللواء إبراهيم بتكليف من خلية الأزمة الوزارية التي تشكلت برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام منذ بدء التفاوض بعد عملية الخطف.
وجرى "التسلم والتسليم" من دون أي ثغرة في التنفيذ صباح أمس في منطقة وادي حميد الواقعة في جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية، والتي تقع بين البلدة وجرود منطقة القلمون السورية، حيث كان العسكريون محتجزين. ووادي حميد هو بمثابة "منطقة عازلة" بين المسلحين السوريين ومواقع الجيش اللبناني عادة ما تكون مسرح اشتباكات وتبادل للقصف بين الجانبين.
وبدأت العملية بعيد الثامنة صباحًا بتسليم جثمان الجندي الشهيد حمية التي نقلها الصليب الأحمر اللبناني، ثم بنقل السجناء لدى السلطات اللبنانية. وتقدم مسلحون من "النصرة" إلى وادي حميد رافعين رايات التنظيم وبأسلحتهم للتأكد من الإفراج عن السجناء، ومنهم سجى الدليمي (عراقية) طليقة زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، التي صرحت بأنها قررت البقاء في لبنان تمهيدًا للانتقال إلى تركيا.
وأبلغ سائر السجناء المفرج عنهم الـ13 (من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية) المسلحين قرارهم البقاء في عرسال أو أماكن أخرى من الأراضي اللبنانية.
وأعقب ذلك تسليم "النصرة" العسكريين المخطوفين الذين أدخلوا بثلاث سيارات وتولى عناصر من الأمن العام والجيش اللبناني التأكد من وصولهم بإشراف مباشر من اللواء إبراهيم وحضور وجهاء من بلدة عرسال، أبرزهم نائب رئيس البلدية أحمد فليطي والشيخ مصطفى الحجيري.
ونقل العسكريون بسيارات الصليب الأحمر إلى ثكنة الجيش في بلدة اللبوة حيث استقبلوا استقبال الأبطال ونحرت لهم الخراف وأُلبسوا بزاتهم العسكرية بعد حلق ذقونهم التي كانت أطلقت أثناء أسرهم.
وشاهد أهالي المخطوفين من مقر اعتصامهم في وسط بيروت إطلاق أبنائهم على شاشات التلفزة، وتراوحت ردود فعلهم بين الرقص والزغردة والبكاء فرحًا، في ما غصت خيم الاعتصام بالأقرباء والمتضامنين والسياسيين المهنئين. وانتظر الجميع وصول المحررين إلى السراي الحكومية، حيث استقبلهم رئيس الحكومة تمام سلام يحيط به السفير القطري في بيروت علي بن محمد المري والوزراء أعضاء خلية الأزمة والقادة العسكريون واللواء إبراهيم، فصافحوهم وقبلوهم فردًا فردًا وحمل كل منهم العلم اللبناني على أنغام النشيد الوطني.
وعندما التقى العائدون أهاليهم في القاعة الكبرى في السراي، علا الصراخ وسط القبلات والعناق والانفعالات في لحظة عاطفية مؤثرة.
وألقى اللواء إبراهيم كلمة أكد فيها أن "شروط التفاوض كانت شاقّة وطويلة"، وشكر كلًا من زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري لمساندته والأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله، وأمل بـ "الوصول إلى يوم الفرح الذي نستعيد معه العسكريين المخطوفين لدى داعش".
وأشاد سلام بـ "أبطالنا العسكريين الذين تحملوا وصمدوا وصمدنا معهم وكان الانفراج". وخص بالشكر دولة قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واللواء إبراهيم، ودعا إلى الثقة بالدولة.
وروى عدد من العسكريين لوسائل الإعلام معاناتهم وبقاءهم تحت الأرض في الاحتجاز على رغم قول بعضهم إنهم عوملوا معاملة حسنة، وطالبوا باستمرار التفاوض لإطلاق رفاقهم لدى "داعش"، في ما قال ذوو العسكريين المحتجزين لدى الأخير إنهم فرحوا لإطلاق الـ16 مخطوفًا، وإنهم سيواصلون التحرك لتحرير أبنائهم.
وطغى حدث تحرير العسكريين على الوضع السياسي المنشغل بالاتصالات المتواصلة تمهيدًا لإعلان الحريري دعمه ترشيح زعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية للرئاسة، إذ ينتظر جهود "حزب الله" مع رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لتذليل اعتراضاته بعدما سأل لماذا يرشح الحريري اسمًا من فريق 8 آذار، واجتمع أمس، من فريق الحريري، وزير الداخلية نهاد المشنوق مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في إطار الاتصالات من أجل بحث اعتراض الأخير على دعم الحريري فرنجية.
وأعلنت كتلة "المستقبل" أمس، أن "المبادرة التي يقودها الحريري من أجل إنهاء الشغور الرئاسي "نابعة من حس المسؤولية الوطنية، وتفرض على كل المخلصين دعم هذه الخطوة الإنقاذية تحت عنوان التسوية الوطنية الوفاقية لإخراج لبنان من أزمة الشغور الرئاسي التي باتت تهدده"، كما دعت إلى "استيلاد فرص تؤمن الخروج من مأزق الشغور الرئاسي الخطير الذي لم يعد يحتمل التأجيل، والانصراف بعدها إلى مسيرة إعادة البناء والنمو".
وهنأ رؤساء ووزراء ونواب وأحزاب وشخصيات سياسية وروحية لبنانية العسكريين المحررين بعودتهم إلى وطنهم وأهلهم سالمين، آملين بأن يتم الإفراج عن العسكريين المحتجزين لدى "داعش" قريبًا، وشكر ميشال سليمان كل الجهود التي أدت إلى تحرير العسكريين، واتصل برئيس الحكومة تمام سلام وهنأه على هذا الإنجاز كما هنأ وزيري الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية وكل من ساهم في هذا الجزء من عملية التبادل. وشدّد على "ضرورة استكمال هذا العمل لتحرير من بقي من العسكريين".
وبارك سعد الحريري للعسكريين عودتهم إلى الحرية وأحضان الوطن، قائلًا: "إنها فرحة لكل اللبنانيين وانتصار لصمود الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الضغوط"، ووجّه في سلسلة تغريدات له عبر موقع "تويتر" التحية "لصمود العسكريين الجبار ولصبر الأهالي ومعاناتهم وإصرارهم على تحرير أبنائهم، وتقدم بالشكر والتقدير لكل من شارك في إطلاقهم وإعادتهم سالمين، وخصوصًا دولة قطر".
كما توجه بالشكر إلى رئيس الحكومة تمام سلام وخلية الأزمة ووزارة الداخلية والأمن العام واللواء عباس إبراهيم "لجهودهم المخلصة التي تكللت بالنجاح، سائلًا الله أن "يمن علينا بتحرير بقية المخطوفين، وينعم على أهاليهم بفرحة العودة".
وأكد سليم الحص أن "اليوم، هو يوم مبارك تعم فيه الفرحة كل أبناء الوطن الغيورين والمخلصين في الوصول الى خاتمة مفرحة أنهت مأساة وألم وحزن العكسريين وذويهم وعلى رأس هؤلاء نذكر الرجل المخلص صاحب المهمات الوطنية الصعبة اللواء ابراهيم"، وتمنى نجيب ميقاتي"استكمال تحرير جميع العسكريين والمدنيين المختطفين".
ووجّه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النيابي وليد جنبلاط، التحية إلى اللواء إبراهيم على "جهوده الاستثنائية التي بذلها لإتمام صفقة التبادل للعسكريين بعد شهور من المعاناة والعذاب لأهاليهم وللبنانيين جميعًا على أمل مواصلة العمل للإفراج عن بقية العسكريين المخطوفين". وشكر رئيس الحكومة وخلية الأزمة والوسطاء المحليين بخاصة الشيخ مصطفى الحجيري الذي ساعدت متابعته الحثيثة على حقن الدماء وأحمد وفايز فليطي ونبيل الحلبي وهيئة علماء القلمون وأهالي وفعاليات عرسال، كما شكر دولة قطر على كل "ما قامت به وقد سهل دورها المهم تذليل العديد من العقبات التي طرأت في العديد من المراحل والمحطات".
وصرَّح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع: "وكأن جبلًا نزل عن كتفي هذا اليوم، تهاني القلبية والحارة للأسرى المحررين وبالأخص لعائلاتهم". ونوّه "بجهود رئيس الحكومة واللواء إبراهيم وكل من ساهم في عملية إطلاق جنودنا، وشكري العميق والخاص إلى أمير قطر ودولتها على كل الجهود والإمكانات التي بذلوها في هذا السبيل"، آملًا أن "تستمر مساعي الجميع لإطلاق المخطوفين لدى داعش".
وتوجّه الوزير بطرس حرب بالتهنئة إلى العسكريين وأهاليهم. وأمل بأن "تُتابَع المفاوضات لتحرير كل العسكريين المحتجزين لدى داعش"، متمنيًا "أن يتم توظيف هذا الإنجاز في خدمة لبنان واستقراره وأن نخرج هذه الأمور الدقيقة والحساسة من التداول الإعلامي الرخيص".
وقال وزير العدل أشرف ريفي: "نطوي اليوم جزءًا كبيرًا من هذا الملف وسنتابع الجزء الآخر في التواصل والتفاوض لإطلاق الأسرى لدى داعش".
وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن "لبنان سينفذ التزاماته التي تم الاتفاق عليها مع المسلحين في عملية التبادل". وقال: إن "عرسال بلدة لبنانية محتلة خارج إدارة سلطة أجهزة الأمن اللبنانية الرسمية، وإرادتها ليست لأهلها".
وشكر المشنوق أمير قطر على وساطة بلاده في التبادل، مثنيًا على جهود الأجهزة الأمنية القطرية لإنجاحها. كذلك حيا "صبر الأمن العام اللبناني وجهوده التي ساهمت في تحرير العسكريين".
وأضاف: "ليست هناك قناة اتصال جدية بين لبنان، ممثلًا بجهاز الأمن العام، وداعش، للتفاوض حول العسكريين المخطوفين لديها، ونحن سنطرق كل الأبواب ولن نوفر وسيلة لإطلاقهم".
وأمل وزير المال علي حسن خليل بأن "يتم إستكمال تحرير بقية المخطوفين"، بينما هنأ رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية بتحرير العسكريين، معربًا عن أمله بأن "يتم تحرير الباقين"، كما هنأ رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل العسكريين وعائلاتهم، آملًا بأن يتم تحرير باقي الأسرى.
وهنأ النائب طلال أرسلان الذي نجا من حادث سير تعرض له أمس، "العسكريين وأهاليهم بتحريرهم، وهم الذين واجهوا بصبرهم وعقيدتهم العسكرية الإرهاب الدولي وتجاوزوا محنتهم". كما نوّه "بالجهود الكبيرة والاستثنائية والإنجاز الكبير للواء عباس والأمن العام، لحنكتهم في ادارة هذا الملف، بعيدًا عن أي استثمار سياسي".
واعتبر رئيس الحزب "السوري القومي الاجتماعي" النائب أسعد حردان أن "ما تم تحقيقه، يجب أن يشكل حافزًا للجميع، بتوحيد كل الجهود، لتحصين لبنان في مواجهة الارهاب"، مهنئًا القوى الأمنية والعسكرية وعائلات العسكريين المحررين وعموم اللبنانيين، بـ"الإنجاز".
وهنأ النائب إبراهيم كنعان العسكريين على حريتهم "وعقبال الفرحة الكبيرة بتحرير الباقين"، كما هنأت النائب ستريدا جعجع "جميع العسكريين وأهاليهم ومؤسساتهم، والشعب اللبناني بفك أسرهم"، آملة بأن "يتم الإفراج أيضًا عن بقية العسكريين لدى داعش".
وأعرب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، عن "سروره بإطلاق العسكريين بعد المساعي التي قامت بها الدولة اللبنانية بالتعاون مع دولة قطر الشقيقة"، مثمنًا "الجهود التي قام بها المدير العام للأمن العام للإفراج عنهم"، وآملًا بـ"التوصل إلى الإفراج عن بقية المخطوفين لتعم الفرحة كل اللبنانيين".
وشكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان "كل من ساهم في إطلاق العسكريين خصوصًا الحكومة اللبنانية، منوهًا بجهود ومساعي اللواء ابراهيم".
ووجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن "تحية تقدير لكل من بذل جهدًا في هذا الملف، وخصوصًا الزعيم وليد جنبلاط والرئيس سلام والوزير أبو فاعور واللواء ابراهيم". وحيا ذوي العسكريين الذين كانوا "المحرك الأول لهذا الملف بصبر وأناة وألم".
وثمّن العلامة علي فضل الله "الجهود والخطوات العربيَّة والإسلاميَّة الّتي بذلت من أجل إطلاق العسكريين، وعلى رأسها جهود ومساعي اللواء ابراهيم".
وتقدم "حزب الله" بالتهنئة من اللبنانيين جميعًا، ومن أهالي العسكريين المحررين خصوصًا، على "نيل أولادهم الحرية، وخروجهم من أسر العصابات الإرهابية"، آملًا بأن "ينال العسكريون الذين ما زالوا في الأسر حريّتهم في أقرب وقت، كي تعم الفرحة الجميع، ويُطوى هذا الملف الأسود إلى غير رجعة".
وأعربت "حركة أمل" عن ارتياحها الى ما "آلت اليه الجهود التي بذلت في المفاوضات التي خاضتها الدولة اللبنانية وأجهزتها العسكرية والأمنية بحكمة وصبر".
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية أن "الوساطة القطرية نجحت في إطلاق 16 عسكريًا لبنانيًا كانوا مختطفين في جرود عرسال منذ آب العام الماضي، مقابل 25 أسيرًا بينهم 17 امرأة وأطفالهن"، وقالت في بيان: "إن هذه الوساطة جاءت تلبية لطلب من الحكومة اللبنانية، وقد قامت الأجهزة المعنية في دولة قطر بجهود حثيثة ومكثفة من أجل إطلاق الجنود اللبنانيين المختطفين، وذلك بالتعاون مع الأمن العام اللبناني".
ولفت البيان إلى أن "نجاح المبادرات الإنسانية يأتي ثمرة لرؤية دولة قطر التي تعطي الأولوية لحل النزاعات بالطرق السلمية والسياسية"، مؤكدًا أن "الجهود القطرية جاءت انطلاقًا من إيمان قطر الكامل والتام بتحقيق المبادىء الإنسانية والأخلاقية، وحرصها على حياة الأفراد وحقهم في الحرية والكرامة".
كما وجه سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري التهنئة إلى لبنان الرسمي والشعبي ولقيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على تحرير العسكريين.
وأثنى على "الجهود التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم طوال المرحلة الماضية ولا يزال"، وأمل بأن "تُستكمل هذه الخطوة بإطلاق بقية العسكريين المخطوفين وأن يكون ما حصل اليوم فاتحة خير ومرحلة تفاؤل جديدة يشهدها لبنان".
وقال عسيري في تصريح بعد عودته إلى بيروت إن "المملكة العربية السعودية تأمل بأن يستعيد لبنان عافيته على كل الصعد ويؤدي الحوار القائم بين القوى السياسية إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة تثبت الاستقرار وتنعش الاقتصاد وتنظم الحياة السياسية".
أضاف: "إن قيادة المملكة تتابع التطورات الإقليمية عن كثب كما تتابع التطورات الجارية على الساحة اللبنانية انطلاقًا من حرصها الأخوي على لبنان وشعبه لكن من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية كون هذا الأمر شأنًا سياديًا وللأشقاء اللبنانيين وحدهم أن يتخذوا القرارات التي تناسبهم. وبالتالي فإن دور المملكة كان ولا يزال يقتصر على تشجيع كل القوى السياسية على الحوار والتلاقي والسعي من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا للبنان".
وأعرب عسيري عن "أمل المملكة بأن تتمكن القوى السياسية من انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب فرصة لوضع حد للشلل الحاصل في مؤسسات الدولة والذي بدأ ينعكس سلبًا على الوضع العام"، مؤكدًا "أنه مع اي مرشح يجمع عليه الأشقاء اللبنانيون عمومًا والمسيحيون خصوصًا، لأن رئاسة الجمهورية هي الموقع المسيحي الأول في الدولة".