طرابلس - فاطمة سعداوي
دوَّت أصوات انفجارات في مدينة طرابلس خلال الليل الفائت، واوضح سكان من العاصمة الليبية، أن أصوات هذه الانفجارات ناجمة عن محاولة مجموعة مسلحة تتبع وكيل وزارة الدفاع في حكومة علي زيدان بينهم القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة خالد الشريف، إقتحام منزل المعتصم القذافي الذي تتخذ منه كتيبة باب تاجوراء مقرا لها.
كما سمعت أصوات مماثلة في منطقة زناتة حيث مقر "قناة النبأ"، مشيرين إلى أن أصوات إطلاق النار في تزايد.
وكانت قوة من الجماعات المتطرفة تتكون من 15 سيارة مسلحة تابعة لـ"داعش" بالهجوم على حقل الخليج النفطي بالقرب من "مرادة" وسط ليبيا، وفقا لمصدر عسكري في المنطقة.
وتم التصدي للمجموعة "الإرهابية" من قبل سرية مرادة المقاتلة التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية، وتمَّ تدمير سيارتين لـ"داعش" واستشهد 2 من أفراد السرية في وقت تستمر فيه الاشتباكات بشكل متقطع.
وأكد مصدر عسكري بغرفة عمليات سرية مرادة لحماية الحقول النفطية (حوض مرادة – زلة) سقوط خمسة قتلى وسبعة جرحى جراء المواجهات المسلحة مع مسلحي التنظيم بقارة جهنم 50 كيلو غرب بلدية مرادة، مساء السبت.
وأوضح المصدر، أن سرية مرادة المقاتلة فقدت خمسة قتلى هم، عبدالمالك الشريف بوخريص، سعد جبريل مرسال، وعلى محمد خليفة، وأحمد مصباح الورفلي، وعبداللطيف مومن الزواوي، كما أصيب محمد حسين السويح، وفؤاد محمد نصر، ومفتاح مهدي الزروق، وخليفة محمد بوبكر، وهيثم أحميد بوزينب، وخليفة جبريل بورمضان، ومحمد النعاس الهيشي.
وتابع المصدر، أن السرية فقدت الاتصال ببعض الجنود، بينما وصل عدد من أبناء رأس لانوف والعقيلة وإجدابيا- ترجع أصولهم لمنطقة مرادة- إلى موقع الاشتباكات وحاليا جاري العمل على تنظيم صفوفهم تحسبا لأي طارئ. وأكد ، أن هناك قتلى وجرحى وخسائر مادية في صفوف التنظيم دون الإفصاح عن إحصائية بالخسائر، بجانب الحصول على ذخائر وأسلحة بقارة جهنم.
يُذكر أن سرية مرادة المقاتلة فقدت عصر السبت علي أمحمد بوزينب ومحمد مصباح الورفلي جراء في المواجهات المسلحة مع تنظيم "داعش" بمحيط حقل 47 البيضاء جنوب مرادة 70 كيلو مترا وحقل تيبستي التابع لشركة الهروج، كما فقد الاتصال مع حسون صالح خليفة الزواوي الذي عثر على سيارته شمال حقل البيضاء أثناء طريق عودتة إلى بلدية مرادة، ولم ترد عنه أي معلومات حتى اللحظة.
من جهته أعلن آمر غرفة العمليات الجوية وآمر قاعدة "بنينا" عقيد طيار ركن محمد المنفور في تصريح مساء السبت، أن غرفة العمليات في القوات الجوية التابعة للجيش الليبي نفذت عدة عمليات جوية بمحيط مصنع الإسمنت في الهواري في اتجاهات الشمال والغرب لإعطاء الفرصة للقوات البرية للتقدم .
وأوضح المنفور أن اليوم الأحد سوف نستهدف مناطق جديدة في بنغازي وفضل عدم ذكرها لأسباب أمنية . وأكد أن قاعدة بنينا تعمل بكامل قوتها بنسبة 100% والأيام القليلة القادمة سنكون جاهزين لعمليات اقتحام في بنغازي ودرنة وبإذن الله سوف ننظفها بالكامل من الإرهابيين وسيكون اتجاهنا القادم إلى سرت .
سياسياً، أكد رئيس البرلمان الليبي المعترف به دوليا، عقيلة صالح السبت، على مواقفه المرتكزة على "ثوابت وطنية ودستورية وقانونية"، محذرا من عمل حكومة الوفاق تحت سيطرة الميليشيات. وطالب المجلس الرئاسي بالمثول أمام البرلمان الشرعي، معربا عن استعداد البرلمان للتعاون مع الحكومة بشرط عدم المساس بالجيش والمؤسسات الشرعية.
وقال إن مواقفه تتلخص بأنها ليست "ضد الوفاق والوئام والتصالح بين الليبيين"، مضيفا، في بيان متلفز، "حين نتدارس مسألة تشكيل حكومة الوفاق نرحب بذلك من حيث المبدأ غير أننا لا يجب نوهم أنفسنا في تصور أن حكومة الوفاق يمكن أن يكتب لها النجاح إذا لم تكن منسجمة مع تطلعات" الشعب الليبي".
وذكر صالح أن بعض أعضاء المجلس الرئاسي لا يعترفون بمجلس النواب و"تصريحاتهم مريبة بخصوص الجيش"، قبل أن يتحدث عن سلسلة ثوابت وطنية يجب الالتزام بها. وأوضح أنه في حال عدم حضور بعض الأعضاء، فإنهم هم المعرقلون ويجب استبعادهم، مشيرا إلى ضرورة النظر في تعديل الإعلان الدستوري حتى يتضمن الاتفاق السياسي.
كما طالب صالح رئيس الوزراء بعرض أسماء أعضاء حكومته أمام المجلس لينظر الأخير بعدها بمنح الثقة، على أن تؤدي الحكومة اليمين الدستورية أمام مجلس النواب في حال حظيت بالثقة. وشدد رئيس البرلمان على "أنه لا يجوز أن تعمل الحكومة التوافقية في حماية المليشيات في طرابلس، بل يجب "أن تمارس عملها تحت حماية الجيش والشرطة "حتى تخلى العاصمة من الميليشيات المسلحة".