جانب من الوفد الفلسطيني

بحث رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية محمد فريد التهامي، الأحد، والوفد الفلسطيني إلى مباحثات وقف إطلاق النار والتهدئة، برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، سبل العودة إلى مباحثات وقف العدوان، وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وذلك بعد موافقة الأخير على المقترح المصري تجديد الهدنة لـ72 ساعة، فيما كشفت مصادر دبلوماسية في القاهرة عن احتمال تنازل حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس" عن البحث في هذه المرحلة مسألة فتح ميناء في غزة، مشيرة إلى أنَّ إسرائيل من جهتها ستفتح معبري الحدود ايرز وكرم أبوسالم، ولكنها ستفعل ذلك برقابة وثيقة.

وأكّد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة في القاهرة، عزام الأحمد، قبيل اللقاء الرابع من نوعه الأحد، أنَّ "الوفد سيجتمع مع القيادة المصرية، وإذا اتضح لنا أنَّ وفد الكيان الإسرائيلي يضع شروطًا لعودته إلى القاهرة، فإننا لن نقبل بأي شرط كان لاستمرار التفاوض".
 
ودعا الأحمد الوفد الإسرائيلي للحضور إلى القاهرة، ليطرحوا ما يشاءوا، مشدّدًا على أنّه "لا يحق لهم أن يفرضوا شروطًا مسبقة أو يقرروا أن يحضروا أو لا يحضروا"، ومجددًا التأكيد على أنه "إذا تأكد عدم حضورهم، الأحد، فإننا سنغادر القاهرة، إلى فلسطين، للتشاور مع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية".
 
ومن ناحية أخرى، يصل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، مبعوثًا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الأحد إلى القاهرة، في زيارة قصيرة، يلتقي خلالها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، صباح الاثنين، ووزير الخارجية سامح شكري، وذلك لبحث الأوضاع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسبل وقف دائم لإطلاق النار .

وفي المقابل، وصف مصدر أمني إسرائيلي، مفاوضات القاهرة غير المباشرة بين إسرائيل والوفد فلسطيني، برعاية مصرية، لتحقيق وقف إطلاق النار، بأنها "معقدة"، مبرزًا أنها قد تستغرق أسابيع، ومشيرًا إلى أنَّ "إسرائيل يمكن أن توافق على فتح المعابر وإدخال الأموال، ولكن لن توافق على عمل المطار، وإنشاء ميناء في غزة"، بزعم أنَّ "حماس قد تستخدمهما لتعزيز قوتها العسكرية".

وبيّن المصدر أنَّ "الوفد الإسرائيلي لن يخرج إلى المحادثات في القاهرة إلا بعد الإعلان عن وقف النار، ولا توجد نية لدى إسرائيل لتجنيد الاحتياط، أو الأمر بدخول بري متجدد".

وأضاف "ستستمر الهجمات من الجو، وستتصاعد إذا لم توافق حماس على التوقف وواصلت إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل"، مشدّدًا على أنَّ "موقف إسرائيل من المفاوضات ينقسم إلى مرحلتين، الأولى يجب أن يحل وقف نار تام، فإسرائيل لا تدير مفاوضات تحت النار، وبعد وقف النار، فإن الموضوع الأول القابل للحل يمكن أن يكون مسألة المعابر الحدودية".
 
وبشأن الحزام الأمني الضيق الذي تحتفظ به إسرائيل في قطاع غزة، بيّن المصدر أن "هذا يمكن أن يتقلص حسب احتياجات الأمن، وإذا ما حوفظ بالفعل على وقف النار".

وعن المراحل المتقدمة للمفاوضات، لفت المصدر إلى أنه "على غزة أن تكون مجردة تمامًا من السلاح"، وأضاف أنَّ "الإمكان الوحيد لقوة مسلحة متفق عليها، مثل الشرطة، هي أن تكون من السلطة، ومقابل فكرة التجريد التي يؤيدها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، توافق إسرائيل على خطة أعمال شاملة لقطاع غزة".

وتابع "يشارك رئيس مديرية التنسيق والتعاون السابق في الإدارة المدنية اللواء فولي مردخاي في الفريق الإسرائيلي المفاوض، وإلى جانبه في الوفد، الذي يترأسه رئيس المخابرات يورام كوهين، يوجد أيضًا رئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس جلعاد، ورئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي اللواء نمرود شيفر، وممثل رئيس الوزراء المحامي إسحاق مولخو، بغية التوصل إلى تجريد قطاع غزة من سلاح المقاومة".
 
وأردف، بشأن المرحلة الثانية من موقف إسرائيل من المفاوضات، "ستركز المفاوضات على تحويل الأموال لإعمار القطاع، والتي ستأتي من قطر والسعودية والإمارات، كما ستتقرر آلية رقابة خاصة، تمنع نقل الأموال والمواد الخام لأهداف عسكرية".

وأبرز المصدر أنه "يدور الحديث عن مفاوضات تستغرق بضعة أسابيع، وفي كل حال لن توافق إسرائيل على بناء ميناء ومطار في قطاع غزة".

إلى ذلك، نفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق ما تناولته وسائل الإعلام بشأن تجديد التهدئة لـ72 ساعة، لاستكمال المفاوضات في القاهرة.

وكشفت مصادر فلسطينية مطّلعة، أنّ جهات في حركة "حماس" بدأت تتجاوب مع اتصاﻻت أجراها مقربون من رئيس حكومة اﻻحتلال الإسرائيلي نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة في غزة.

وأشارت المصادر إلى أنَّ "قياديًا واحدًا على الأقل من حماس في غزة تلقى اتصالاً هاتفيًا، منذ بضعة أيام، من شخصية مقربة من نتنياهو، للتباحث المباشر، للتوصل إلى اتفاق مدته ما بين 5 إلى 10 أعوام في غزة".

وأضافت المصادر أنَّ "الخطوة الإسرائيلية جاءت بعد قناعة أن السلطات الحاكمة في مصر ﻻ تريد اتفاقًا بين غزة وإسرائيل، وأن سعيها لمصالحها الخاصة أكثر من مصلحة الفلسطينيّن، وهناك خشية حقيقية من تدهور الأمور في أية لحظة، وعودتها إلى نقطة اللاعودة، وهي قناعة وصل إليها الأميركيين أيضًا"، حسب قولها .

وأبرزت أنَّ "المحادثات تسير بموازاة ما يجري في القاهرة من مفاوضات، وتحقق تقدمًا أفضل، وبعيدًا عن وسائل الإعلام"، موضحة أنَّ "إسرائيل ﻻ تريد حربًا مع غزة كل عامين، لاسيما مع الأضرار الصعبة التي تصيب صورتها في المشهد العالمي".

وحمّلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن عدم نجاح المفاوضات غير المباشرة، حيث بيّن الناطق باسمها سامي أبو زهري، في تصريح صحافي، الأحد، أنَّ "تصريحات نتنياهو بأن العملية مستمرة تحمله المسؤولية الكاملة عن عدم نجاح مفاوضات القاهرة، وعن كل التداعيات المترتبة على ذلك".