لندن - كاتيا حداد
كشف الطبيب النفسي البريطاني الشهير ديفيد رونالد، عن تجربة إصابته بالجلطة الدماغية، مبرزًا الخطوات التي اتبعها في سبيل الشفاء من المرض واستعادة الذاكرة، موضحًا أهم الصعوبات التي واجهته والأسباب المهمة التي أدت إلى إصابته.
وأكد الطبيب رونالد، في كتابه الجديد "كيف تمكنت من إنقاذ دماغي"، أنه كان مُثقلًا من طبيعة عمله المؤلمة، إذ يواجه الكثير من الصعوبات المالية، الأمر الذي تسبب في إصابته بالسكتة الدماغية، مشيرًا إلى أنَّه لم يعي ما حوله إلا عندما أفاق ووجد نفسه في قسم الطوارئ في المستشفى، وأخبره الأطباء بأنَّه أصيب بجلطة دماغية.
وفيما يلي مقتطفات حصرية من كتابه الجديد، الذي يصف فيه ماحدث له
"أواجه صعوبة في معرفة أين أنا، إنه ببساطة أمر محير بالنسبة لي، كإني في لغز أحتاج لربط الخيوط المختلفة معاً لاكتشاف أين أنا".
"أجلس وسط صف من الكراسي البلاستيكية البيج، وعندما اشيح برأسي أجد زوجتي، آنا، بتجلس بجواري. وتصطف الكراسي البيج على الجدران. وهناك أشخاص آخرين، منتشرين في جميع أنحاء الغرفة، يتصفحون المجلات أو ينظرون الى الأسفل، لديهم شعور أنهم لا يريدون أن يكونوا هنا".
"أسمع صوت تنبيه يأتي من مكان ما إلى يميني، والناس تتحرك من خلال باب أوتوماتيكي، وأري امرأة خلف نافذة زجاجية، يبدو عليها علامات الضيق، ويبدو أنها لم تسرح شعرها الأسود منذ فترة، تتحدث عبر الهاتف وتأخذ ملاحظات، وبين الحين والأخر يذهب ناس ليتحدثوا اليها، وتتضايق عند اقترابهم منها، كما لو أنها لاتريد حقاَ التحدث معهم".
"يبدو وكأننا في نوع من غرفة الانتظار، ولكن أنا لا أعرف لماذا، أنظر من حولي، هناك ملصقات على الجدران مع بأحرف بارزة مثل: " تغلب على السعال"، و"أسباب مكافحة العدوى، وغسل اليدين" وغيرها من الامور".
"أشعة الشمس مائلة من خلال النوافذ على الحائط، يبدو وكأنه ضوء الصباح، وفي أحد أركان الغرفة، على طاولة منخفضة، وهناك أكوام من المجلات، فأذهب لإلتقاط مجلة " كانتري لايف" ، ""country life ثم أعود للجلوس مرة أخرى ".
" وإلى يساري، أجد طفلة تئن، وأرى امرأة ورجل مع طفلة عمرها أربعة أو خمس سنوات، يبدو عليهما علامات التعب والإرهاق، من تهدئة ومداعبة الطفلة التي تبكي طوال الليل، ويرفعها والدها على حجره، وتبدو الطفلة متوترة، وتحمل الأم كتاباً للأطفال، وتقرأ لها، وتستمع اليه الطفلة لفترة من الوقت، وهي تتململ، وتبكي مرة أخرى"
"كيف وصلت الى هذه الغرفة؟ بدأت ذاكرتي تستعيد جزءاً مما حدث، كأنه صورة من المنام، فتقود آنا السيارة وأنا أتقيأ من نافذة السيارة، هل حدث هذا بالفعل، أو أنا تخيل ذلك؟".
"أرى آنا وهي تبكي بهدوء: خديها ورديين؛ عينيها حمراوتين، انها حزينة عن شيء، ولكن لا أعرف شيئ، ربت بذراعي على كتفها، وقلت لها بلطف، كل شيئ سيصبح على مايرام، ثم هدأت قليلاً".
"ونحن نجلس هناك، أشعر كما لو كنت أنا في فقاعة صوت، فلا نسمع الضوضاء المحيطة بنا"
"ثم اصطحبنا الأطباء وانا جالس على كرسي متحرك من خلال ممر أصفر طويل، مع طاولة جانبية وكرسي معدني مرتفع، والرفوف على طول الجدران".
"وطلب مني شاب يقول إنه طبيب الجلوس على الكرسي، بينما كان يقف أمامي، وكان يرتدي ملابس عادية، ويبدو عليه علامات التع ، يتحدث ببطء وبهدوء، يبدو أنه يريد العودة الى المنزل، وسألني "نحن في أي يوم من أيام الأسبوع؟"، لقد نسيت وبالكاد أتذكر، فأجبته ربما اليوم هو الأربعاء ، أو الثلاثاء.
"لا أعرف كم أمضيت من الوقت مع الطبيب ، وربما دقيقة أو اثنتين، وأشعر بشعور محير، هل أنا في حلم أو علم؟".
"وفي الممر أخبرني رجل وامرأة أني سأقوم بعمل الاشعة المقطعية، لم أقم بذلك من قبل، و لكنني أثناء عملي، كنت أقرأ تقاريرالأشعة المقطعية في ملفات المرضى، تفصل آثار إصاباتأو مرض في الدماغ".