دمشق ـ نور خوام
تتواصل الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي المدعمة بالفصائل المقاتلة وطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى في المشارف الشرقية لأطراف مدينة تل أبيض وفي الريف الجنوبي الغربي للمدينة.
وتمكنت الوحدات الكردية والفصائل من التقدم في جنوب شرق المدينة، والتقدم كذلك الريف الجنوبي الغربي والسيطرة على قرى جديدة فيها، بالتزامن مع قصف لطائرات التحالف على مناطق متعددة في ريف المدينة، وترافقت الاشتباكات مع تفجير التنظيم لجسري الجلاب وشريعان في جنوب شرق وجنوب غرب تل أبيض، في محاولة لمنع الوحدات الكردية ومقاتلي الفصائل من التقدم.
واستطاعت وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بفصائل مقاتلة وطائرات التحالف، أمس السبت، التقدم مجددًا خلال الساعات الفائتة في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة تل أبيض، على الطريق الواصل إلى بلدة سلوك، والسيطرة على المزيد من القرى، حيث باتت تبعد نحو 5 كم من مدينة تل أبيض الحدودية.
ونجحت في التقدم والسيطرة على نحو 20 قرية في الريف الجنوبي الغربي لمدينة تل أبيض، بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها، بينما لا يزال ما يزيد عن 150 عنصرًا من تنظيم "داعش" متواجدين في مدينة تل أبيض، ويهددون بالانسحاب من المدينة، في حال لم تصلهم تعزيزات عسكرية، والتي من الصعب وصولها إلى المدينة، نتيجة لتحليق طائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة، واستهدافها لتحركات التنظيم.
وكشفت مصادر مطلعة أنَّ محادثة التقطت للتنظيم عبر أجهزة اللاسلكي قبل أيام في الريف الشرقي لبلدة سلوك، طلب فيها عناصر من التنظيم كانوا محاصرين من قبل الوحدات الكردية مؤازرة وتعزيزات لتخليصهم من الحصار، إلا أن أحد القياديين المحاصرين خاطب المجموعة التي كانت تنوي التوجه لفك حصارهم، بأن "قدومكم مخاطرة، ولن تستطيعوا فك الحصار عنا؛ لأنكم لن تتمكنوا من الوصول إلى المنطقة، بسبب تحليق طائرات التحالف في سماء المنطقة، فلا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة من أجلنا، واتركونا نواجه مصيرنا هنا، فنحن جئنا لنيل الشهادة".
في غضون ذلك، ارتفع إلى 3 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق الصناعة وقرب منطقة الملعب في مدينة الرقة، ما أدى إلى سقوط 6 قتلى على الأقل، وإصابة عشرات آخرين بجراح.
ونفذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في قرية أم ولد وبلدتي الصورة والجيزة في ريف درعا، كما ألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدة الكرك الشرقي، وسط تنفيذ الطيران الحربي المزيد من الغارات على مناطق في البلدة، في حين اعتقلت القوات الحكومية، رجلًا من بلدة الحارة على إحدى حواجزها في مدينة دمشق، واقتادته إلى جهة مجهولة بحسب نشطاء في المنطقة.
وفتحت القوات الحكومية نيران قناصاتها على مناطق في وادي بردى، كما قصفت مناطق في الطريق الواصلة بين بلدتي زاكية وخان الشيح في الغوطة الغربية، وسط فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الطريق ذاته، فيما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض أطلقته القوات الحكومية على مناطق في أطراف مدينة دوما في الغوطة الشرقية، كذلك سمع دوي انفجار في أطراف مدينة حرستا ناجم عن انفجار لغم أرضي في المنطقة.
وقتل رجل من مدينة بانياس تحت التعذيب في سجون القوات الحكومية، ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الفصائل الإسلامية من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر بالقرب من اتستراد أريحا اللاذقية، بعد تمكن القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مناطق كانت قد خسرتها أمس بعد انسحاب المقاتلين منها، نتيجة للقصف المكثف من قبل الطيران الحربي والمروحي والقصف العنيف من قبل القوات الحكومية على المنطقة.
ونفذ الطيران الحربي المزيد من الغارات على مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري والمحاصر من قبل "جبهة النصرة" والفصائل الإسلامية منذ أكثر من عامين، أيضًا لقي مقاتل من جند الأقصى مصرعه في اشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في محيط منطقة فريكة في ريف إدلب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وجدد الطيران الحربي قصفه لمناطق في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، وكانت قد تعرضت المدينة قبل ساعات لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي، وأسفر القصف الجوي عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، وبعض الجرحى لا يزالون في حالات خطرة.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في محيط مطار الثعلة العسكري، عند الأطراف الغربية لمحافظة السويداء، والتي تمكنت الفصائل الإسلامية والمقاتلة من التقدم إليها بعد السيطرة على اللواء 52 في درعا الشمالي الشرقي قبل أيام.
وارتفع إلى 4 هم سيدة وطفلها ورجل وابنه عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف من الطيران الحربي على مناطق في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.
وفي سياق متصل، أبلغ تنظيم "داعش" ذوي طفل دون سن الـ 18، بأنهم أعدموه بتهمة "الردة" عقب اعتقاله منذ نحو 6 أشهر في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وأكدت المصادر أن الفتى شقيق قيادي في كتائب إسلامية قتل خلال اشتباكات مع عناصر التنظيم منذ نحو عام.