دمشق - نور خوّام
جهز تنظيم "داعش" المتطرف "جيش الخلافة" الذي يضم عناصر أجانب ومئة انتحاري واستعد لفرض سيطرته الكاملة على مدينة الحسكة، بالتزامن مع اشتباكاته المستمرة مع الأكراد في عين العرب (كوباني)، في وقت حقق مقاتلو "الجيش الحر" تقدمًا بطيئًا في مدينة درعا جنوبًا. فيما أعلن الجمعة أنَّ وزير "الخارجية" السوري وليد المعلم سيزور موسكو الاثنين.
وكشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عن أنَّ مقاتلات التحالف الدولي - العربي شنت أمس الجمعة عددًا من الغارات على عناصر "داعش" في ريف حلب، حيث تدور اشتباكات بين التنظيم والأكراد قرب عين العرب، لافتًا إلى أنَّ "داعش" قتل 146 مدنيًا خلال يومين.
وأوضح مسؤولون أتراك أنَّ وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري هجوم "داعش" على عين العرب، علمَا أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دان "الهجوم المشين"، وسط نفي تركي للأنباء التي تحدثت عن "تسلل" عناصر "داعش" من تركيا إلى المدينة.
وأفاد "المرصد" بأنَّ الاشتباكات تجددت أمس الجمعة بين "داعش" والقوات الحكومية والمسلحين الموالين جنوب الحسكة، فيما أعلن التنظيم أنَّ عناصره قطعوا طريق إمداد القوات الحكومية بين "الفوج 123" والمدينة بعد سيطرتهم على حاجز البترول جنوب شرقها، كما سيطروا على منطقة الفيلات الحمر ومدرسة معروف قرب حي العزيزية جنوبها، إضافة إلى سيطرتهم على نقطة استراتيجية أخرى شرقها وعلى نصف حي غويران. كما أعلن "داعش" على موقعه على "تويتر"، أنه أطلق سراح السجناء من سجن في مدينة الحسكة.
وذكر "المرصد" أنَّ "داعش" نفذ تفجيرًا انتحاريًا قرب مركز أمني في الحسكة قتل بنتيجته عشرون عنصرًا على الأقل من القوات الحكومية السورية، وأشار "المرصد" إلى أن القتلى قد يكونون من عناصر الأمن الجنائي أو من المدافعين عن المركز.
من جهة أخرى، بيَّن موقع "كلنا شركاء" المعارض، إن قيادة التنظيم زجت بـ "جيش الخلافة"، الذي يضم عناصر من القوقاز والأجانب، بدلًا من "جيش الولاية" في معارك الحسكة، مشيرًا إلى "وصول تعزيزات ومئة انغماسي (انتحاري) إلى أطراف المدينة تمهيدًا لاقتحامها في شكل كامل".
وحض وزير الإعلام عمران الزعبي "السكان القادرين على حمل السلاح والدفاع عن الحسكة في وجه تنظيم داعش"، فيما قال مكتب الأمم المتحدة في سورية الجمعة إن 60 ألفًا نزحوا بسبب المعارك.
في الجنوب، استمرت المواجهات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في مدينة درعا وسط تقدم بطيء في "عاصفة الجنوب" بسبب استخدام القوات الحكومية المدنيين دروعًا، ما أعاق خطط المعارضة. وقال "المرصد" أمس إنه "ارتفع إلى 40 عدد مقاتلي المعارضة الذين قتلوا خلال 24 ساعة من الاشتباكات".
في موسكو، أعلن أنَّ المعلم سيزور روسيا الاثنين للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، وسط أنباء عن تغير في موقف روسيا حيال دور وصلاحيات الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية في حال نجحت جهود إطلاق عملية التسوية.
وبرزت للمرة الأولى خلال الأسابيع الماضية تعليقات في الصحافة الحكومية الروسية حملت تلميحات إلى ضرورة وضع خطط بديلة لمواجهة "انهيار دراماتيكي" مفاجئ للقوات الحكومية، وعكست التعليقات قلقًا من "اليوم التالي".