لندن ـ كاتيا حداد
أوضحت خبيرة التطرف في جامعة نوتنجهام ترنت الدكتورة ناتاشا أندرهيل ، في حوار صحافي أن أحدث هجوم لتنظيم "داعش" يعكس القوة الإستراتيجية للمجموعة، وخططها لمزيد من التحرك.
وأضافت الدكتورة أن هذه الحملة الجديدة تسلط الضوء على حقيقة أن "داعش" ليس ضعيفًا كما أعلنت الحكومة الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وأن الخطر الرئيسي لهذه المجموعة يمكن في تخطيطهم الإستراتيجي ومعرفة وقت التراجع.
وأشارت إلى أن السيطرة على تدمر يعني تقدمًا كبيرًا في خطة "داعش" لإقامة الخلافة عبر العراق وسورية، وأن القطع الأثرية سيتم تدميرها كوسيلة لتجريد البلاد من تاريخها وتمكين "داعش" من إعادة بناء سورية بالطريقة التي تريدها، بدون علامات تاريخية أو صلة مع العالم الحديث.
ظهرت صور مثيرة للقلق على موقع "تويتر" تظهر جثث المدنيين الذين تم قتلهم بوحشية على يد "داعش" بعد اجتياح تدمر، حيث قتل مقاتلو "داعش" تسعة أطفال بالرصاص بالقرب من الموقع الذي تاريخه أكثر من ألفي عام، وقاتل التنظيم القوات الحكومية في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن "داعش" يسيطر على أكثر من 95000 كيلو متر مربع من سورية، مضيفًا أن المجموعة موجودة الآن في محافظات "حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، دمشق، ريف دمشق، درعا والسويداء".
وأفاد عبد الرحمن أن الاستيلاء على تدمر يعني أن "داعش" يسيطر الآن على أكثر من نصف سورية، مشيرًا إلى أن هناك فيديو يبرز قيام مسلحي "داعش" بإضرام النار في صورة ضخمة للرئيس السوري بشار الأسد بعد اجتياح مدينة تدمر الأثرية.
ونفى حاكم المقاطعة الوسطى في حمص في تصريحات صحافية وجود أنباء عن تدمير المواقع التاريخية، مشيرًا إلى أن عدد سكان مدينة تدمر يبلغ 65 ألف شخص، وفر منهم حوالي ألف و300 شخص، ويحاول عدد أخر الفرار.
ويعتقد أن المتشددين يسيطرون على مقر القاعدة الجوية والسجون ومقر المخابرات العسكرية في تدمر ويركز "داعش" الكثير من اهتمامه على تدمير الآثار القديمة والمعالم الأثرية، أطلق هجومًا في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لاجتياح موقع اليونسكو للتراث العالمي.
وتحتوي مدينة تدمر على القطع الأثرية الشهيرة في العالم والمعالم الأثرية التي قد يتم تجريفها على يد "داعش" وفقًا لمخاوف "اليونسكو" حيث دمر "داعش" بالفعل مواقع من العصر الروماني الآشوري في العراق.