واشنطن - رولا عيسى
حذر خبراء الاستخبارات من امتلاك تنظيم "داعش" لخط ساخن على الإنترنت 24 ساعة يوميًا، لمساعد مقاتليه في نشر رسالته وتجنيد التابعين في كل مناطق العالم تقريبًا.
وأوضح محللو مكافحة التطرف، وجود مكتب للدعم والمساعدة يديره كبار قادة العمليات في التنظيم على مدار الساعة لتزويد مقاتليهم باستخدام الاتصالات المشفرة بهدف التهرب من السلطات.
وأثارت هذه الخدمة، التي كانت تستخدم على مدار عام، قلق مسؤولي الأمن حيث أنها تسمح للآلاف من التابعين للتنظيم بالحركة والتخطيط للعمليات متخفيين.
وتطورت قدرات إنترنت "داعش" تطورًا واضحًا، ولعبت دورًا محوريًا في تنظيم الهجمات حول العالم، بما فيها الأعمال الوحشية في باريس الجمعة والتي خلفت 129 قتيلًا في سلسلة من الهجمات المنظمة.
وظهرت التصريحات حول مكاتب الدعم بعد مئات الساعات من الملاحظة والمراقبة التي أجراها مركز مكافحة التطرف "سي تي سي"، وهو منظمة بحثية مستقلة في الأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة في وست بوينت.
وأفاد المحلل المتخصص في مكافحة التطرف والمؤلف الرئيسي للتقرير أريون برانتلي: "طوروا مجموعة من المنصات والتي يمكنهم من خلالها أن يقوم عنصر بتدريب آخر على الأمن الرقمي لتجنب أجهزة الاستخبارات وهيئات تنفيذ القانون سعيًا إلى هدف واضح، وهو التجنيد والدعاية والتخطيط التشغيلي".
وأضاف برانتلي: "هم يتجاوبون مع التكنولوجيا الدنيوية والدهاء التكنولوجي للارتقاء بالمجتمعات الجهادية والانخراط في مزيد من عمليات التطرف العالمي، والمتعصبون يتعاملون الآن بسرعة الإنترنت أفضل من التواصل من شخص إلى شخص داخل المجتمعات، مما يعطيهم مرونة أكبر للقيام بالعمليات في أماكن بعيدة آلاف الأميال عن مقر داعش الرئيسي في الرقة السورية".
واكتشف مركز مكافحة التطرف، أن نشطاء مكتب الدعم والمساعدة يراقبون عن كثب جميع الأشكال الحديثة للأمن المعلوماتي وبرامج التشفير بمجرد ظهورها، وأنتجوا إصدارات لمعرفة كيفية استخدامها، كما أنهم يقومون بتوزيع البرامج عبر "تويتر" وبقية وسائل التواصل الاجتماعي، ويمدون المقاتلين بالروابط الإلكترونية التي تسمح لهم بالدخول إليها حتى لو كانت هذه الحسابات معلقة، ولكن هناك مهمة مزدوجة لمكاتب الدعم والمساعدة، وهي التجنيد والتمويل وذلك بعد تطوير التواصل مع المقاتلين.
وأردف برنتلي: "بعد رصد مكاتب الدعم والمساندة من خلال المنتديات على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية الأخرى، اكتشف باحثو مركز مكافحة التطرف أن المقاتلين المستخدمين للخدمة كانوا لا مركزيين".
وتابع: "يمكن أن ينتابك التساؤل من أين جاء هؤلاء الدواعش، فعندما قالوا إن المسلمين يتميزون بأداء الصلاة، إنهم يفعلون ذلك في كل مناطق العالم تقريبًا".