الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تفاقم الوضع في جنوب شرقي تركيا، مع تصاعد في أعداد القتلى أثناء معارك بين القوات الحكومية ومسلحي حزب "العمال الكردستاني". حيث تزامن ذلك مع فتح جبهة ديبلوماسية قد تؤجّج التوتر التركي -الروسي، إذ حظي رئيس حزب "الشعوب الديموقراطي" الكردي صلاح الدين دميرطاش باستقبال حافل في موسكو، حيث انتقد خلال لقائه وزير "الخارجية" سيرغي لافروف، إسقاط أنقرة مقاتلة روسية فوق الحدود السورية. لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف دميرطاش بأنه «ناطق باسم تنظيمات متطرفة».
 
وأعلن الحزب الكردي مقتل 24 مدنيًا في الاشتباكات الدائرة منذ الأسبوع الماضي في جنوب شرقي تركيا، والتي حشدت السلطات لها حوالي 10 آلاف جندي وشرطي، تدعمهم دبابات ومدافع ومروحيات. وأشارت وسائل إعلام مطلعة إلى مقتل 168 من مسلحي «الكردستاني» خلال ثمانية أيام، علمًا بأن الاشتباكات أوقعت دمارا هائلا، وسبّبت تهجير حوالي 200 ألف كردي من منازلهم.
 
ودخلت موسكو على خط النزاع التركي – الكردي، إذ أوضح لافروف لدميرطاش إن روسيا تدعم البرنامج السياسي لحزبه، مضيفُا «سلوكنا إزاء العمل الذي نفذته الإدارة التركية الراهنة، فيما يتعلق بالمقاتلة الروسية التي كانت تنفذ مهمة ضد التطرف لا ينطبق بأيّ حال على سلوكنا تجاه الشعب التركي».
 
ولفت إلى أن موسكو «ستضع في اعتبارها تقويمات حزب الشعوب الديموقراطي» فيما يتعلق بالوضع في سورية، مشيرًا إلى أن روسيا مستعدة للتعاون مع الأكراد الذين يقاتلون تنظيم «داعش». وتابع «نعلم أن هناك أكرادًا عراقيين وسوريين، بين مَن يقاومون "داعش" وجماعات متطرفة أخرى تحمل سلاحًا».
 
وأبلغ دميرطاش لافروف أن حزبه «انتقد تصرّفات الحكومة، عندما أُسقطت المقاتلة الروسية»، وزاد: «لا ندعم تدهور العلاقات مع روسيا. قد تحدث مشكلات بين الدول، لكن علينا دوما ترك الأبواب مفتوحة، ومحاولة تسوية المشكلات بأساليب الديموقراطية». مشددًا على «وجوب إيجاد حلّ (للأزمة الروسية - التركية)، لئلا تتضرّر شعوبنا».
 
وأعلن دميرطاش عزمه على فتح مكتب تمثيلي لحزبه في موسكو، يشكّل نافذة روسية على أكراد الشرق الأوسط. لكن وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلت عن ديبلوماسي روسي إن القانون لا يسمح لـ «حزب الشعوب الديموقراطي» بفتح مكتب تمثيلي في موسكو، مستدركًا أنه يستطيع أن يتمثل بشخصية معيّنة أو منظمة غير حكومية.
 
وأثارت زيارة دميرطاش لموسكو غضب السلطات في أنقرة، إذ انتقد أردوغان «ساسة ينطقون باسم تنظيمات متطرفة تهدد أمن تركيا وسلامتها». ودعا الى «وقفهم عند حدهم»، وزاد، «كنا نعتقد بأن معارضين في تركيا يقفون إلى جانب الروس، انطلاقًا من توافق أيديولوجي فيما بينهم. لكن إسقاط المقاتلة الروسية أوضح أن تأييد ليبراليين وقوميين ويساريين للروس، ليس نابعًا من توافق أيديولوجي، بل من عدائهم للأمّة والدولة في تركيا».
 
واعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن دميرطاش «يبحث دومًا عن التعاون مع أعداء تركيا». وسأل «لماذا يذهبون في هذا الوقت إلى بلد بيننا وبينه أزمة، بسبب انتهاكه المجال الجوي لبلادنا؟».
 
وتحدث ساسة وصحافيون مقرّبون من أردوغان في وقت الذي بدا أن الملف الكردي بدأ يخرج عن السيطرة، ميدانيًا وسياسيًا، عن استعدادات لاستئناف المفاوضات مع زعيم «الكردستاني» عبد الله أوجلان. لكن المعارضة اعتبرت أن الحكومة تريد صداما بين أوجلان والقادة العسكريين في «الكردستاني»، فيما ذكرت مصادر في «حزب الشعوب الديموقراطي» أن الأخير يستعد لطرح مبادرة سياسية جديدة على البرلمان، تتضمن نظام حكم ذاتي للأقاليم في تركيا.
 
وأعلن وزير "النقل" التركي بن علي يلدريم تضرّر خمسة طائرات بانفجار في مطار «صبيحة غوكتشين» في الشطر الآسيوي من إسطنبول، أسفر عن مقتل عاملة نظافة وجرح أخرى. مشيرا إلى أنه من المبكر تحديد سبب الحادث، مشددًا على أن «لا ضعف في تدابير الأمن».
 
واندلعت مواجهات عنيفة، الاربعاء بين الشرطة وناشطين يساريين مسلحين، خلال تشييع ناشطتين قتلتا برصاص الشرطة فجر الثلاثاء. وشارك المئات، وبينهم نواب معارضون، في حي غازي في تشييع يليز ارباي وشيرين اوتر، اللتين قتلتا خلال تبادل إطلاق النار مع الشرطة. حيث تحدى المشاركون في الجنازة الشرطة برفع لافتة ضد الحكومة. كما وضع النعشان اللذان لفا بعلم أحمر عليه مطرقة ومنجل في مقبرة قريبة ثم أسقط نحو 15 شخصًا ملثمين ويحملون بنادق كلاشينكوف، طائرة من دون طيار كانت تراقب الموكب.
 
وردت الشرطة بإطلاق الغازات المسيلة للدموع وفتحت خراطيم المياه على الحشد. وأصيب أربعة شرطيين بجروح طفيفة خلال تبادل إطلاق النار وفق وكالة أنباء دوغان. حيث قتلت الشرطة يليز ارباي وشرين اوتر خلال تبادل إطلاق النار ليل الاثنين إلى الثلاثاء في حي شعبي في اسطنبول وفق دوغان.
 
وقالت السلطات التركية إن المرأتين عضوان في الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني المحظور، مضيفة انهما متورطتين في هجمات أو محاولات هجوم في اسطنبول.
 
من جهة أخرى قُتلت امرأة وأصيبت أخرى بجروح من جراء انفجار لم يُعرف سببه، أمس، في ثاني مطار دولي في إسطنبول، وسط حالة إنذار قصوى فرضتها تركيا على إثر عدة اعتداءات دامية.
 
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن عاملة صيانة توفيت متأثرة بجروح أصيبت بها في الرأس من جراء الانفجار الذي وقع في مدرج مطار صبيحة غوكتشين ليل الثلاثاء-الأربعاء والذي لم تعلن أسبابه بعد.
 
وأضافت الوكالة أنه تم إرسال عدد كبير من رجال الإطفاء والشرطة على وجه السرعة إلى المكان مدعومين بمروحية. وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى انهم كانوا يراقبون مداخل المطار ويفتشون السيارات المركونة في الجوار وهم مجهزون ببنادق هجومية وسترات واقية من الرصاص. وذكرت وكالة الأنباء دوغان أن ثلاث طائرات لحقت بها أضرار في دائرة 350 مترًا.