نجم لاكراوي

كشف الهجوم على مطار بروكسل الذي وقعت أحداثه الشهر الماضي عن أن واحدًا من المفجرين الإنتحاريين الإثنين هو الإرهابي البلجيكي صانع المتفجرات نجم لاكراوي البالغ من العمر 24 عامًا، والذي كان أحد الأعضاء البارزين في عصابة تنظيم داعش التي إحتجزت لديها رهائن من البريطانيين و الأميركيين قبيل تسليمهم إلى الجهادي جون لإعدامهم, كما أنه كان متورط أيضًا في صناعة إثنين على الأقل من العبوات الناسفة المستخدمة في الهجوم علي قاعة حفلات باتاكلان Bataclan وملعب فرنسـا في باريس العام الماضي.

وربما يكون لاكراوي قد تعرف على البريطاني الإرهابي الجهادي جون وقت أن كان جزءً من الخلية الجهادية، التي إحتجزت لديها في بادئ الأمر الصحفي الأميركي جيمس فولي و المصور البريطاني جون كانتل شمالي سورية عام 2013, وسلمت جماعة لاكراوي لاحقًا كلا الرجلين إلى الجهادي جون وإسمه الحقيقي محمد إموازي الذي قام بذبح فولي والعديد من الغربيين الآخرين خلال صيف عام 2014، فيما يعتقد بأن كانتل لا يزال سجين لدى تنظيم داعش, ووفقاً لآخر إصدارات مجلة دابق Dabiq الخاصة بالجماعة الإرهابية على الإنترنت، فقد تم تجنيد لاكراوي من قبل الإرهابي البارز في تنظيم داعش ويدعي عمرو العبسي والذي تزعم الجماعة بأنه عمل في شمال سورية وكان مسؤولاً عن إحتجاز الرهائن القادمين من دول الغرب.

وأصبح العبسي في وقتٍ لاحق واحدًا من أوائل القادة الجهاديين الأجانب الذين بايعوا زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي, كما وصفت الجماعة المتطرفة في مجلتها الدعائية لاكراوي الذي يشار إليه بأبو إدريس بأنه " في منتهى الذكاء " وأول من يقدم مبايعة للبغدادي في سورية عام 2013، مشيرةً إلى أنه بدأ في التدريب من أجل العودة إلى أوروبا والإنتصار للمسلمين من العراق والشام ( سورية ) على إثر تعرضهم للقصف المتواصل من الطائرات الحربية للغزاة.

وعقب إنتهاء لاكراوي من التدريب، سافر إلى فرنسـا من أجل تنفيذ إحدى عملياته، وقام بإعداد المتفجرات من أجل تنفيذ إثنين من الإعتداءات إحداها في باريس والأخرى في العاصمة البلجيكية  بروكسل, وأسفر تفجير ثلاث عبوات ناسفة داخل مطار ومحطة مترو في بروكسل عن مقتل 32 شخصًا، بينما كانت حصيلة الضحايا في الأحداث الدامية التي شهدتها باريس خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر 130 شخصًا.

ولقي إموازي مصرعه في غارة جوية لطائرة من دون طيار داخل الأراضي السورية في 12 من تشرين الثاني / نوفمبر العام الماضي، ليقوم بعدها لاكراوي وعصابته بإطلاق هجماتهم على باريس وقتل 130 شخصًا من المدنيين, كما أشارت التقارير إلى أن المحققين في بلجيكا قد حصلوا على محادثة مسجلة جرت ما بين لاكراوي و جهة أخرى أجنبية تم الإشارة فيها إلى بريطانيـا أيضاً، لتقوم الأجهزة الأمنية البريطانية الجمعة الماضية بإلقاء القبض على خمسة أشخاص في برمنغهام و مطار غاتويك، والذين يعتقد بأنهم على صلة بعصابة لاكراوي الإرهابية.

وأثارت الإعتقالات مخاوف من أن هناك خلية إرهابية كبيرة قد تم إرسالها من سورية يمكن أن تستهدف المملكة المتحدة. ووفقًا لتنظيم داعش، فإن لاكراوي إنضم إلى مجلس شوري المجاهدين التي أصبحت بؤرة للجهاديين الغربيين بما في ذلك البريطانيين الذين سافروا إلى سورية لمحاربة الرئيس بشار الأسد في عام 2013, وقد إنضم عدد كبير من هؤلاء المقاتلين الأجانب إلى تنظيم داعش عندما تولى البغدادي المسؤولية شمالي سورية.