صنعاء - صوت الإمارات
اشتدت وتيرة المعارك الضارية بين "المقاومة الشعبية" والقوات الموالية للشرعية اليمنية المدعومة من قوات التحالف العربي من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح في مختلف جبهات القتال في محافظة تعز بالتزامن مع سلسلة غارات شنها طيران التحالف على مواقع الجماعة ومعسكراتها في صنعاء ومحافظات حجة وصعدة ومأرب.
وأعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس الثلاثاء، عن تعديل وزاري شمل تعيين اللواء حسين عرب نائبًا لرئيس الوزراء وزيرًا للداخلية، وعبدالملك المخلافي نائبًا لرئيس الوزراء وزيرًا للخارجية، وعبدالعزيز جباري نائبًا لرئيس الوزراء وزيرًا للخدمة المدنية والإدارة المحلية، والدكتور محمد عبد المجيد قباطي وزيرًا للإعلام، وصلاح قائد الشنفرة وزيرًا للنقل.
وكشف مسؤول يمني كبير، أن رئيس الوزراء خالد بحاح رفض التعديل الوزاري الذي أعلنه هادي واعتبره "غير شرعي"، مضيفا أن بحاح سيصدر إعلانًا برفض التغييرات الوزارية لأنها غير شرعية، موضحا أن هادي أجرى التغييرات من دون التشاور مع بحاح الذي يشغل أيضًا منصب نائب الرئيس.
وأطاح التعديل الحكومي بوزير الخارجية المكلف رياض ياسين الذي كان وجوده على رأسها أحد أسباب الخلاف بين هادي وبحاح، حيث كان الأخير يتمسك بالدكتور عبدالله الصائدي، الذي كان في صنعاء المحاصرة من قبل الحوثيين حين كلف هادي ياسين بتولي مسؤوليات الوزارة.
كما أطاح التعديل الحكومي بوزير الداخلية اللواء عبده الحذيفي الذي عينه هادي رئيسًا لجهاز الأمن السياسي (أحد فرعي الاستخبارات)، وسبق للواء حسين عرب أن كان وزيرًا للداخلية في عهد صالح، وهو من القيادات المقربة من هادي.
ميدانيًا، كثفت طائرات التحالف غاراتها على مواقع متفرقة في محافظة صعدة، مستهدفة مدرعات وآليات وتجمعات لمسلحين بالقرب من الحدود السعودية اليمنية. وذكرت مصادر أن مسلحين حاولوا الاقتراب من الحدود بالقرب من الربوعة الحدودية التابعة لظهران الجنوب. وتم قتل العشرات منهم.
وأشارت المصادر إلى أن المسلحين يحاولون في عمليات متقطعة الاعتداء على قرى حدودية تابعة للخوبة، إلا أن القوات السعودية تمكنت من قتلهم وتدمير آلياتهم. وعاودت طائرات التحالف ضرب مواقع تجمعات مسلحة ومخازن للسلاح والقذائف في مديرية حرض ومنطقة عاهم شرق حرض ومناطق حدودية، وسمعت أصوات الانفجارات من مسافة بعيدة من الحدود.
كما أفادت مصادر المقاومة أمس باحتدام المعارك في مختلف جبهات القتال في محافظة تعز وأكدت مقتل وجرح عشرات الحوثيين في المواجهات وغارات الطيران في محيط المدينة والجبهتين الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية.
وأضافت أن قوات سودانية وصلت من قاعدة العند الجوية لتعزيز المقاومة في جبهة "كرش- الشريجة- الراهدة" بين لحج وتعز، بموازاة تقدم كبير للمقاومة والجيش في مناطق ذباب والوازعية ومعسكر العمري واقترابها من ميناء المخا الاستراتيجي.
وشن الحوثيون وقوات صالح قصفًا عشوائيًا عنيفًا على أحياء مدينة تعز من أماكن تمركزهم في مناطق القصر الجمهوري وتبة الكربة بالحرير شرقًا ومن الدفاع الجوي بمدينة النور غربًا.
وأفادت مصادر المقاومة بأن خمسة مدنيين قتلوا في القصف إضافة إلى عشرات الجرحى، في حين شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد في عدد من المباني.
إلى ذلك، جددت مقاتلات التحالف غاراتها على معسكر الصواريخ في منطقة فج عطان في صنعاء ومنطقة النهدين العسكرية المحيطة بالقصر الرئاسي وسمع دوي انفجارات ضخمة جراء الغارات التي طاولت معسكري "ريمة حميد" و"عمد" ومنطقة المحاقرة في مديرية سنحان جنوب العاصمة.
وذكرت مصادر المقاومة أن القوات المشتركة للتحالف والجيش والمقاومة استعادت مواقع في منطقتي "كرش" و "الشريجة" في الجبهة الجنوبية والشرقية لتعز وتقدمت إلى منطقة "الجديد" في الجبهة الساحلية الجنوبية الغربية الواقعة جنوبي المخا.