صنعاء ـ صوت الإمارات
بدأت "المقاومة الشعبية" والقوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية، الثلاثاء، عملياتها العسكرية في محافظة شبوة لتحرير آخر المناطق الجنوبية من قبضة "الحوثيين"، فيما تواصل تراجع "الحوثيين" بعد دحرهم في محافظتي إب والبيضاء، وتسارع تقدم وحدات المقاومة شمالًا تزامنًا مع غارات كثيفة لطيران التحالف على مواقع الجماعة وثكناتها العسكرية.
في غضون ذلك، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال لقائه داخل مقر إقامته المؤقت في الرياض، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ تمسكه بدحر القوى الانقلابية وعودة الشرعية وتطبيق مخرجات الحوار الوطني، موضحًا أنّ أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية خصوصًا قرار مجلس الأمن 2216.
وأبرز نائب رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء الدكتور ناصر الطاهري في تصريحات صحافية، أنّ القوات الشرعية طلبت من قيادة قوات التحالف توفير كاسحات ألغام تُوزع على المدن الجنوبية المحررة، لأن ميليشيات "الحوثيين" والرئيس السابق علي عبدالله صالح زرعت عددًا كبيرًا من الألغام التي ألحقت أضرارا بالمواطنين بعد عودتهم إلى منازلهم، إثر تحرير المدن اليمنية.
وأضاف الظاهري، أنّ الجيش النظامي والمقاومة اتفقا منذ بدء عملية "عاصفة الحزم"، على إخراج كبار السن والنساء والأطفال إلى مدينة إنماء القريبة من محافظة عدن، غير أن المتمردين استهدفوها بواسطة القذائف، وقتلوا عددًا من النساء والأطفال أثناء خروجهم من مدينة كريتر.
وشدد على أنّ قوات الجيش والمقاومة تحرز تقدما ملموسا في تعز وصنعاء ومحافظتي إب وشبوة، مشيرًا إلى أنّ القتال مستمر على مختلف الجبهات، وستتم ملاحقة "الحوثيين" حتى صعدة، نافيا وجود أي خلاف بين الجيش النظامي ولجان المقاومة الشعبية، وجميع الأطراف تهدف إلى تطهير بقية المدن اليمنية، ويشهد آب/أغسطس الجاري معارك الحسم لإخراج بقية فلول ميليشيات "الحوثي" والجنود الموالين للرئيس المخلوع علي صالح.
وتابع، أنّ "الحوثيين" خالفوا كل قوانين الحرب، إذ قتلوا الكثير من المواطنين العزل والنساء، وزجوا بالأطفال ودججوهم بالأسلحة الثقيلة، ووعدوهم بالجنة مستغلين جهلهم والفقر الذي يعيشونه، وقلة الموارد الغذائية، موضحًا أنّ المقاومة تمكنت من القبض على عدد من قادة القوات الموالية لصالح و"الحوثيين"، وعدد كبير من الأفراد خلال عمليات التحرير المستمرة في المحافظات الجنوبية.
إلى ذلك، أكدت مصادر في صنعاء خلال تصريحات صحافية، وجود صراع بين ميليشيات "الحوثي" وقيادات في الحرس الجمهوري الموالي لصالح، وبدأت قيادات من المتمردين في تسليم أسلحتها قبيل دخول المقاومة والقوات الشرعية صنعاء، وفي جازان (جنوب المملكة العربية السعودية)، تمكنت القوات البرية السعودية من القضاء على جماعات يمنية مسلحة، والقبض على من تبقى منها.
وأحبط الطيران السعودي، عملية اعتداء مسلحة من عناصر تابعة لـ"الحوثي" وصالح، بعد كشف تحركاتهم في اتجاه حرض، وتمكن مسلحون تابعون للمقاومة الشعبية من القضاء على مجموعة مسلحة في جوار إحدى النقاط التي نصبها "الحوثي" في حرض، كما قصفت المدفعية السعودية مواقع كان يتحصن فيها "الحوثيون" قرب الحدود السعودية.
وتواصلت المعارك بين مسلحي الجماعة و"المقاومة الشعبية"، على جبهات مدينة تعز وأطراف مدينة مأرب، وأكدت مصادر المقاومة في محافظة إب أنها سيطرت على مديريات الشعر والعدين وفرع العدين ومذيخرة؛ ليرتفع عدد المديريات التي طرد منها "الحوثيين" إلى عشرة. كما أكدت أنها تقدمت بعد اشتباكات عنيفة إلى مدينة إب (مركز المحافظة) من جهتين، وتوقعت أن تشهد الساعات المقبلة؛ استكمال تحرير كامل لمديريات المحافظة.
إلى ذلك، شن طيران التحالف سلسلة غارات على معسكر اللواء 55 صواريخ، التابع للحرس الجمهوري في مديرية يريم شمال إب، تمهيدا لتمكين المقاومة من السيطرة على المدينة، كما ضرب مواقع لـ "الحوثيين" في الجوف ومأرب والبيضاء وتعز وأغار على تجمعات لهم على طول الشريط الحدودي في محافظتي حجة وصعدة.