المساعدات الإنسانية الإماراتية

تحرص دولة الإمارات على إرساء أسس التنمية والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة انطلاقًا من مبادئ راسخة تؤكد مسؤوليتها في محيطها العربي والخليجي وهذا ما رسخ صورتها عنوانا للدعم ومساعدة الأشقاء في قلوب ملايين العرب من المحيط إلى الخليج بالإضافة إلى مساعدة مختلف الشعوب .

وأصبحت الإمارات عنصرًا فاعلًا في جهود المواجهة الدولية للتحديات الإنسانية وباتت حاضرة بقوة في مجالات المساعدات الإنسانية ومساعدات الإغاثة الطارئة وطويلة الأمد في مناطق العالم كافة.

وكانت الإمارات من أوائل الدول التي سارعت لإغاثة اليمن ومساعدته في محنته ودعم استقراره والحفاظ على وحدة أراضيه والوقوف إلى جانب الشعب اليمني وتقديم أوجه الدعم المختلفة من أجل تحقيق آماله وطموحاته للبناء والتنمية والاستقرار ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية .

وقدمت الإمارات مساعدات إنسانية لليمن استجابة للأزمة الإنسانية التي يعانيها الأشقاء اليمنيون بلغت نحو 744  مليون درهم ما يعادل 202 مليون دولار أمريكي خلال الأشهر الأربعة الماضية.

واحتلت الدولة المرتبة الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن لعام 2015 حيث بلغ إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية التي وجهتها الدولة بتوجيهات قيادتها الرشيدة لليمن ما قيمته / 508.7/ مليون درهم / ما يعادل 138.5 مليون دولار أميركي من إجمالي قيمة مساعدات دول العالم خلال هذه الفترة من العام الجاري والبالغة / 1.650 / مليار درهم / ما يعادل 449.5 مليون دولار أميركي.

وتصدرت الإمارات بذلك الدول التي تجاوبت مع الأزمة الناتجة عن التطورات الأخيرة في اليمن - وفقا للبيانات الصادرة عن خدمة التتبع المالي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة - لتستأثر الإسهامات والمساعدات التي قدمتها الدولة ومؤسساتها الإنسانية بتوجيهات قيادتها الرشيدة ما يقارب / 31 / في المئة من إجمالي مساعدات دول العالم خلال الأزمة اليمنية في العام 2015.

وقدمت الدولة مساعدات غذائية إلى أكثر من 181 ألف عائلة يمنية - ما يقارب 1.1 مليون شخص من أبناء الشعب اليمني الشقيق، وقدر مجموع حجم المساعدات الغذائية 29 ألف طن شملت مليونا و 450 ألف سلة غذائية وبلغ إجمالي قيمة المساعدات الغذائية الإماراتية العاجلة نحو 188 مليون درهم وتشمل الحبوب والزيوت والأغذية المحفوظة وغيرها من الإمدادات الغذائية.

وبلغت قيمة المساعدات الإماراتية التي تم توجيهها منذ بدء الأزمة في مجالات الطاقة وتوفير الكهرباء وإصلاح ما تضرر من إنشاءات وشبكات إمداد الطاقة الكهربائية واللازمة لاستمرار المعيشة لأفراد الشعب اليمني الشقيق نحو 314 مليون درهم، كما بلغت قيمة المساعدات الطبية العاجلة والأدوية نحو 122 مليون درهم ومساعدات خدمات الدعم والتنسيق بنحو 46 مليون درهم فيما بلغت قيمة المساعدات الإماراتية لتوفير مياه الشرب والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي نحو 41 مليون درهم ومساعدات الوقود نحو 14مليون درهم إضافة إلى مواد إغاثة متنوعة بقيمة 12 مليون درهم وقطاع النقل بنحو سبعة ملايين درهم.

وساهمت في تقديم المساعدات بناء على توجيهات القيادة الرشيدة، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة سقيا الإمارات ومؤسسة الرحمة للأعمال الخيرية وبيت الشارقة الخيري.

وتنفيذًا لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة للشعب اليمني الشقيق الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء نتيجة الأحداث المؤسفة التي تشهدها اليمن، تم تسيير جسر جوي خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي على خمس دفعات شمل تسع طائرات محملة بمواد غذائية وتموينية وصحية لمد يد العون والتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق.

وتمكنت القوات الجوية الإماراتية خلال شهر أيار/ مايو الماضي - في إطار عملية إعادة الأمل - من إسقاط 55 طنًا من المساعدات الإغاثية في عدن لتعزيز مجالات الاستجابة الإنسانية لصالح المتأثرين من الأحداث في اليمن.. وتضمنت هذه المواد 36 طنًا من المواد الغذائية إضافة إلى 19 طنًا من المواد الطبية.

وتنفيذًا لتوجيهات رئيس الدولة وأوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، رصدت الهيئة - خلال شهر آب/ أغسطس الجاري 300 مليون درهم 81 ما يعادل مليون دولار لتعزيز عملياتها الإغاثية وبرامجها التنموية في اليمن نفذت منها ما قيمته 79 مليونًا و75 ألف درهم من البرامج الإنسانية منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن.. وذلك استجابة للنداء الإنساني العاجل الذي أصدرته الأمم المتحدة والذي دعت فيه المجتمع الدولي للتبرع بـ 1.6 مليار دولار لتمويل برامج إغاثة ودعم المدنيين في اليمن.

واستجابة منها للأوضاع الإنسانية على الساحة اليمنية، سيرت الهيئة خمس سفن إلى اليمن نقلت حوالي سبعة آلاف طن من المواد الغذائية والأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية واحتياجات الأطفال والمشتقات البترولية ..

فضلًا عن توفير عشرات الآلاف من الأطنان من المساعدات الإنسانية من الأسواق المجاورة وترحيلها برًا إلى داخل اليمن وإيصالها إلى المتأثرين في مختلف المحافظات المتضررة.

كما سيرت الهيئة إلى اليمن قافلة مساعدات برية خلال حزيران/ يونيو الماضي تضم 57 شاحنة حملت ألفا و368 طنًا من المواد الغذائية الضرورية تكفي احتياجات 30 ألفا و300 شخص في أربع مديريات يمنية هي " العبر و زمخ و منوخ و حجر الصيعر" ..حيث سيرت القافلة بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

ونقلت الهيئة خلال شهر آب/ أغسطس الجاري مكتبها في اليمن من صنعاء إلى عدن تعزيزًا لجهودها في هذا الصدد ووفرت له كل الإمكانات المادية والبشرية واللوجستية للقيام بدوره في الإشراف على توزيع المساعدات ووضع الخطط و تبني المبادرات التي تلبي احتياجات الأشقاء في اليمن و الوقوف ميدانيًا على مجمل الأوضاع الإنسانية و توفير متطلباتهم على وجه السرعة.

وستكون عدن محطة مهمة لانطلاق عمليات الهيئة الإغاثية لبقية المحافظات إلى جانب كونها مركزًا لوجستيًا لتوفير مخزون استراتيجي من المواد الإغاثية التي تصل من الدولة أو التي يتم توفيرها من الأسواق المجاورة .

وقدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لليمن منذ بدء الأزمة حتى الآن، 7800 طن من المواد الغذائية والتموينية والأدوية والمستلزمات الطبية.
وكانت المؤسسة قد أقامت خلال شهر حزييران/ يونيو الماضي جسرًا جويًا و بحريًا شمل 13 رحلة جوية حملت مئات الأطنان من المواد الإغاثية وباخرة بحمولة ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية والتموينية والأدوية والمستلزمات الطبية.

كما قدمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية مساعدات بلغت حجمها 505 أطنان من المواد الغذائية شملت السكر والأرز وزيت الطعام والعدس ومعلبات مواد بقولية وذلك في إطار مشاركتها في جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة في اليمن.
وأرسلت الإمارات خلال آب/أغسطس الجاري على متن طائرتين عسكريتين إماراتيتين وصلتا إلى مطار عدن الدولي جنوب اليمن مواد إغاثية وإنسانية ومعدات وآليات جديدة منها سيارة إطفاء وبعض الأجهزة الفنية المتعلقة بإعادة تأهيل المطار الذي يشرف على تشغيله فريق فني إماراتي متخصص منذ أواخر تموز/ يوليو الماضي.