محمد بن زايد يفتتح مدرسة الخدمة الوطنية في معسكر سيح حفير

أكد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تؤمن إيمانًا راسخًا بمحورية مواردها البشرية العاملة في كل المواقع والميادين، في تعزيز مكانة دولة الإمارات، وإعلاء موقعها، ورفع شأنها بين بلدان العالم.

وأوضح أن حرص قيادة الدولة واهتمامها برفع وتطوير قدرات القوات المسلحة، لا يقتصران على امتلاك أحدث المعدات ومواكبة تكنولوجيا السلاح فقط، بل يرتكزان في جوهرهما على إعداد العنصر البشري، القادر على التعامل مع أحدث الأسلحة، وتقنيات الدفاع، في مختلف الظروف بكل جدارة وكفاءة.

وجاء ذلك خلال افتتاحه، الأربعاء، مدرسة الخدمة الوطنية لحرس الرئاسة، في معسكر سيح حفير للتدريب التخصصي، والتي تم إنشاؤها خصيصًا للمجندين المنتسبين للخدمة الوطنية، والمجهزة وفق أحدث أنظمة التدريب والتأهيل.

وذكر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن نهج دولة الإمارات العربية المتحدة ثابت وراسخ في الاستثمار بالإنسان الإماراتي، باعتباره أهم الثروات، حيث وصف سموه أبناء الوطن بأنهم هم الاستثمار الحقيقي.

ورافقه، خلال الافتتاح، الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني.

وكان في استقباله، لدى وصوله إلى المعسكر، رئيس أركان القوات المسلحة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، وقائد القوات البرية اللواء الركن صالح محمد صالح مجرن العامري، وقائد القوات البحرية اللواء الركن بحري إبراهيم سالم محمد المشرخ، وقائد القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء الركن طيار إبراهيم ناصر محمد العلوي، وقائد معهد حرس الرئاسة العقيد أحمد علي البلوشي، وقائد مدرسة الخدمة الوطنية لحرس الرئاسة المقدم فهد سلطان بن سليمان، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة.

وتفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فصول الدراسة النظرية وقاعات التدريب، حيث تابع تطبيقات عملية أداها المجندون باستخدام السلاح مع مختلف المهام والعمليات، بما يعكس القدرات والمهارات التي اكتسبوها، واستمع إلى شرح حول المناهج وأساليب التدريس والتدريب، التي تعتمد على أحدث الطرق والنظم في هذا المجال، والتي تستهدف إعداد المجند علميًا وفكريًا وجسديًا، ليسهم إسهامًا فاعلًا في شتى المواقع والمسؤوليات.

وشملت جولته ميادين التدريب الخارجية، حيث أدى فيها مجندو الخدمة الوطنية مهارات الميدان والمشاة، وفك الأسلحة وتركيبها، إضافة إلى حصص اللياقة البدنية، لرفع القدرات الجسدية، ومنها رياضة الجيوجيتسو.

واطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على المرافق التي يتضمنها المعسكر، والتي تضم السكن الداخلي بتجهيزاته ومرافقه، من الاستراحات والمطاعم والمسبح الأولمبي، والصالات الرياضية المجهزة بكل معدات التدريب والإعداد البدني. بعدها أزاح الستار عن اللوحة التذكارية لمدرسة الخدمة الوطنية، إيذانًا بافتتاحها.

والتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المجندين في الخدمة الوطنية، الذين أوشكوا على إتمام فترة التدريب الخاصة بهم، معربًا سموه عن سعادته بوجود هذه الكوكبة من شباب الوطن في الخدمة الوطنية، وهي تؤدي دورها بكل مهنية وجدية وروح معنوية عالية.

ووجه كلمة للمجندين بدأها بالدعاء للشهداء الأبرار، راجيًا الله عزّ وجلّ أن يتغمد أرواحهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ثم قرأ والحضور الفاتحة على أرواح الشهداء، كما دعا سموه أن يحفظ الله الإمارات ويكلأها دائمًا بالعزة والخير والأمان.

وحيا الروح الوطنية، التي تحلى بها المجندون، مخاطبًا إياهم إن "وجودكم هنا اليوم، أنتم وزملاؤكم في معسكرات التدريب، هو صمام أمان واستقرار لبلادكم".

وأضاف "إخلاصكم وتفانيكم في ميادين العز والشرف، هما دليل قوي على ما تحملونه من حب وانتماء لهذه الأرض الطيبة".

وأوضح أن الدول تبنى وتتطور بسواعد الرجال، الذين يضحون لأجل سمعتهم وسمعة بلادهم، مثل إخوانكم الموجودين اليوم في اليمن، مشيرًا إلى أن الدول ليست بحجمها وتعداد سكانها، بل تقاس بإرادة شعوبها، فلا يستهين أحد بإرادة الرجال في أوقات الشدائد، فالتاريخ شاهد على قصص وأحداث، أثبتت كيف كانت الإرادة والتضحية من أجل الوطن تصنع المعجزات.

ولفت إلى أننا نعيش في منطقة مضطربة ومنذ عقود تشهد توترات وأزمات، ولسنا بمنأى عنها، ولكن بفضل الله وبفضل يقظة ووعي أجهزتنا الأمنية حافظنا على أمننا واستقرارنا، كما بادرنا بالوقوف مع أشقائنا في الخليج وبقية الدول الشقيقة، لدرء المخاطر والتهديدات عن المنطقة، قبل استفحالها وخروجها عن السيطرة.

وأكد أن تسليح وتطوير قواتنا المسلحة في دولة الإمارات، وتعزيز قدراتها، نابعة من رغبتنا في السلام والاستقرار، وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن.

وشدد على أن حماية الوطن والذود عن حياضه واجبان مقدسان، قائلًا إن "حماية الوطن والدفاع عنه هما فرض على كل أبناء الوطن، وهما لم يبدآ مع قيام دولة الاتحاد، بل منذ وجد الإنسان على هذه الأرض، ومن خلال تضحيات الآباء والأجداد، الذين دافعوا عن أرضهم وعرضهم، وتركوا لنا السمعة الطيبة والقيم النبيلة، وعلينا واجب ومسؤولية في مواصلة مسيرتهم، ورفع الراية وتسليمها للأجيال المقبلة، فمثلما نفتخر اليوم بالأولين وبتضحياتهم، وكيف دافعوا عن أرضهم وعرضهم، نريد من أجيالنا القادمة أن تفتخر بأعمالنا ومنجزاتنا وتضحياتنا، لتكون مصدر اعتزاز وفخر لهم".

وذكر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن شعب الإمارات ماضٍ في الوفاء للآباء والأجداد، على ما قدموه من جهد وتضحية وعناء لبناء هذا الوطن الغالي، حتى ننعم اليوم بالخير والأمان، لذلك لابد من الجد والاجتهاد والتضحية والتفاني، حتى يبقى الوطن عزيزًا قويًا للأجيال المقبلة.