وزير "الخارجية" السعودي عادل الجبير

شدد وزير "الخارجية" السعودي، عادل الجبير، على أن بلاده لا تزال مستمرة في حث المجتمع الدولي، واستخدام نفوذها مع كل الأصدقاء، على الوصول إلى تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني "الإسرائيلي"، كي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، مضيفًا أن بلاده مستمرة على هذا النهج لحين تحقيق مطالب الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
ووصف الجبير، في المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير "الخارجية" التونسي، الطيب البكوش، الذي عقد في مقر وزارة "الخارجية" التونسية، الخميس، علاقات السعودية وتونس، بأنها علاقات قديمة، وهي علاقات متينة وقوية مبنية على أسس الاحترام المتبادل وعلى رؤية استراتيجية موحدة فيما يتعلق بمواجهة التطرف، بالإضافة لما يتعلق بكثير من القضايا.
 
وأضاف وزير "الخارجية" السعودي أن المحادثات التي تمت مع نظيره التونسي تطرقت إلى أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وبحث سبل التعامل مع الأوضاع في العراق واليمن، بالإضافة إلى سبل إيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا، وأهمية التصدي للتطرف، وتكثيف الجهود بين الدول في هذا المجال.
 
وقال الجبير، حول التحالف الإسلامي لمحاربة التطرف، إن «التحالف الذي تم تشكيله، والذي انضمت إليه أكثر من 35 دولة إلى حينه، هو تحالف سيكون لكل الدول، هدفه مواجهة التطرف من نواحٍ أمنية وعسكرية من جهة، ومن ناحية فكرية من جهة أخرى».
 
وأشار الجبير إلى أن الانضمام إلى التحالف طوعي، موضحًا أن على كل دولة أن تختار ما الذي ستقدمه من دعم أو ما الذي ستطلبه من مساعدات من الدول الأخرى، مفيدًا بأن التنسيق سيكون بين الدول الإسلامية فيما يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات وتوفير المعدات في المجال الأمني، مشددا على أنه لا يمكن القضاء على التطرف من دون توحيد الصف فيما يتعلق بالتعاون الدولي، مؤكدًا أن التحالف يهدف أيضًا إلى إبراز أن الإسلام يرفض التطرف، وهو ضحية للتطرف، وأن الإسلام في مقدمة الحضارات التي تحاربه.
 
وأكد الجبير أن تونس ستستفيد من هذا التحالف، مشيرًا إلى أنها تواجه مشكلات من قبل تنظيم "داعش" المتطرف الذي بدأ يأتي من سورية إلى ليبيا وإلى تونس، لافتًا إلى أن تونس عانت من عمليات متطرفة في الماضي، وأن تبادل المعلومات والخبرات والرسائل الفعالة سيخدمها.
 
وبيَن وزير "الخارجية" التونسي، أنه "يمكن لي أن أؤكد أن ما تبادلناه أمس واليوم من حوار حول هذه القضايا جعلنا نعتقد أن مواقفنا متقاربة جدًا حتى لا أبالغ وأقول إنها موحدة، لكن المهم أنها متقاربة جدًا إلى حد أنه يمكن لنا أن نسهم معًا في النقلة النوعية التي نريدها في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق ببؤر التوتر التي تضر بمصالح الشعوب العربية، وتضر بالمصلحة القومية والأمن القومي العربي".
 
ونوَه البكوش إلى أن تطورات الأوضاع في المنطقة وتعقيداتها الإقليمية والدولية تحتم على البلدين تكثيف الاتصالات والتعاون والتشاور في المجال الاقتصادي والأمني وفي المجالات السياسية وغيرها.
 
وعبّر البكوش عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين السعودية وتونس وبالجهود المبذولة من أجل المصلحة، ليس فقط مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وإنما مصلحة الأمة العربية، خصوصًا فيما يتعلق ببؤر التوتر، للخروج من أشكال العنف إلى الحلول السياسية التي تخدم مصالح الجميع.