أبوظبي - فهد الحوسني
أكد رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية السابق حامد كرزاي، على دور دولة الإمارات في تأمين استقرار أفغانستان، وتجاوز الأزمات والحروب عبر بناء المدارس والمستشفيات والطرق والمساجد، مشيراً إلى جامعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أفغانستان التي بنيت بدعم من دولة الإمارات وسميت باسم الراحل الشيخ زايد، جاء ذلك خلال محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مقره في أبوظبي.
وأوضح كرزاي في محاضرته أن "الأحداث التي شهدتها أفغانستان، خلال العقود الأربعة الماضية، أظهرت بجلاء التأثير المدمِّر لتغلغل الأيديولوجيات الأجنبية والإرهاب وما يسمّى الحرب على الإرهاب في البلدان الإسلامية الآمنة والمتآلفة، فضلاً عن تشويهها صورة الإسلام، حيث قدمته الجماعات المتطرفة بأنه رمز للإرهاب وعدم التسامح، وهي صورة بعيدة كل البعد عن الواقع، لأن الإسلام دين السلام والتسامح والمحبة، وقد أغنى الحضارة الإنسانية بالعلوم والطب والفلسفة والأدب والفنون، إلى جانب علوم الدين، التي أكدت أن البشر، في ثقافتنا متساوون أمام الله.
ولفت كرزاي إلى انسحاب الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان، وتراجع الاهتمام الأمريكي بها، تركاها ملعباً لجيرانها وللمتطرفين الذين استغلوا الفراغ الأمني والسياسي في بلادنا فعاثوا فيها قتلاً وتخريباً وتقسيماً وحرقاً للمدارس والآثار الحضارية، مضيفاً "عندما عاد الجهاديون إلى بلدانهم، وانتشر المنظِّرون الراديكاليون في أرجاء العالم الإسلامي وخارجه، خلَّفوا وراءهم ثقافة أفغانستان ونظامها التعليمي مدمَّرَين محطَّمَين.
وأكد كرزاي أن "التطرف والإرهاب ظاهرة سياسية أكثر منها ظاهرة دينية أو اجتماعية، وهي نتاج السياسات الإقصائية والفارغة من الأخلاقيات، والمواجهة معها تكون بدعم العلم والمعرفة والتسامح.
وأوضح الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي أن "مثل هذه المسائل تؤكد مسؤولية المسلمين عن التعريف بالإسلام المتسامح، وأن يقولوا للعالم إن الإرهابيين والمتطرفين لا علاقة لهم بالإسلام أو بأيِّ دين"، مضيفاً "إنني أستخدم منبر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لتأكيد فكرة أساسية، هي أن الإرهاب لا دين له، وأن المسلمين هم ضحايا الإرهاب، وهم أكثر من يعاني التطرف، وأنهم يعملون جهدهم لمحاربته والقضاء عليه، لأنهم أكثر الخاسرين من ويلاته وشروره.
ورأى كرزاي أن "دولة الإمارات تُعَدُّ مثالاً إنسانياً ناجحاً في تعزيز ثقافة السلام والحوار، ومنارة للانفتاح الحضاري، وهي نموذج لنسج قيم الحداثة والعصر بالقيم التقليدية والتراثية والثقافة المحلية، ما جعلها تبني مجتمعاً منفتحاً، يضم نحو 200 جنسية، تحرسه السكينة والأمن والإنجاز والتنمية المتسارعة، الأمر الذي يجعلها مثالاً يحتذى في التقدم ومواجهة التطرف والإرهاب، وهي تلهمنا جميعاً في هذا المجال".