صنعاء- طارق نصر
تجدَّدت الاشتباكات اليوم الأحد على الحدود اليمنية السعودية بين ميليشيا "الحوثي" والقوات التابعة للرئيس السابق علي صالح من جهة والقوات السعودية من جهة ثانية. وقالت مصادر محلية في الشريط الحدودي لـ "العرب اليوم"، أنه سمعت صباحا أصوات المدفعية الثقيلة على الحدود بين البلدين، يأتي ذلك في حين اتهمت مصادر سعودية ميليشيات "الحوثي وصالح" بخرق الهدنة واتفاق التهدئة على الحدود السعودية اليمنية بعد هدوء نسبي شهدته الحدود خلال اليومين الماضيين.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا الحوثية وأتباع صالح هاجموا موقعاً للجيش السعودي بالقرب من مركز "الربوعة" الحدودي في ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير، وأن مدفعية القوات السعودية قصفت مواقع ميليشيا الحوثي وصالح.
وتزامن هذا التصعيد على الحدود اليمنية السعودية مع قصف ميليشيا الحوثي التي ما تزال تتمركز في مديرية "صرواح" في محافظة مأرب لمستشفى مأرب بثلاثة صواريخ كاتيوشا, سقطت في أماكن متفرقة من محيط المستشفى أحدها أصاب البوابة، ما أدى حسب المصادر إلى مقتل شخصين وجرح سبعة آخرين بينهم طبيب وممرض.
وتعتقد مصادر "العرب اليوم" في محافظة مأرب أن ميليشيا الحوثي تحاول استهداف الوفد الحكومي برئاسة نائب رئيس الوزراء عبدالعزيز جباري والذي بدأ اليوم زيارته لمحافظة مأرب للإطلاع على الأوضاع التي تشهدها محافظتا مأرب والجوف في أعقاب تصفية عواصم المحافظتين وأغلب مناطقهما من الميليشيا الحوثية والقوات الموالية لصالح، والعمل على تطبيع الأوضاع في المحافظتين.
وفي الأثناء جددت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غاراتها الجوية على مواقع وتجمعات لميليشيا الحوثي وصالح في المناطق التي ما يزالون يتواجدون فيها بمديرية الغيل التابعة والواقعة جنوب محافظة الجوف شمال اليمن، وأوضحت المصادر أن الغارات الجوية دمرت عدداً من الآليات العسكرية المدرعة، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا.
وتأتي هذه الغارات في الوقت الذي تتقدم فيه قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتجاه مديرية الغيل لتصفيتها من الوجود الحوثي وإحكام السيطرة عليها بشكل كامل.
وفي محافظة تعز أيضا شنت طائرات التحالف العربي غارات مكثف على مركز مديرية الوازعية جنوب غرب محافظة تعز والتي سقطت يوم أمس في أيدي الميليشيا الحوثية المدعومة بالقوات التابعة لصالح، وقالت المصادر أن طيران التحالف شن 17 غاره على مواقع وتجمعات الميليشيات منذ مساء السبت وحتى ظهر اليوم الأحد، وأشارت المصادر إلى أن إحدى الغارات استهدفت منصة إطلاق صاروخ في جبل خور، فجر اليوم الأحد.
هذا ولا زالت المواجهات مستمرة بين ميليشيا الحوثي والمقاومة في محيط مركز مديرية الوازعيه، حيث تحاول قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية استعادة السيطرة على المواقع التي انسحبت منها وسيطرت عليها الميليشيا خلال اليومين الماضيين.
وعلى الصعيد السياسي أعلن نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخدمة المدنية والتأمينات، عبدالعزيز جباري، الذي يزور محافظة مأرب على رأس وفد حكومي كبير في تصريح صحفي أن "الأيام المقبلة ستشهد عودة الحق إلى نصابه وعودة مؤسسات الدولة إلى أحضان الشرعية الدستورية".
من جانبه كشف ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وجود تطور مهم تجاه الحرب الدائرة في اليمن، وقال أنها تقترب من نهايتها، وأعلن وزير الدفاع السعودي عن وجود وفد من جماعة "أنصار الله" الحوثيين في الرياض للحوار مع الحكومة اليمنية والمملكة السعودية.
وقال الأمير محمد بن سلمان لصحيفة "بلومبرغ" الأميركية إن "هناك تقدماً ملموسا في المفاوضات اليمنية، ونملك اتصالا جيدا مع الحوثيين، وهناك وفد منهم في الرياض حاليا، ونحن ندفع باتجاه استغلال هذه الفرصة على الأرض، وإذا انتكست الأوضاع فنحن جاهزون".
إلى ذلك علم "العرب اليوم" من مصدر مطلع أن الأمم المتحدة تجري التحضيرات الأخيرة لعقد دورات تدريبية للجان التي ستتولى مهام مراقبة إيقاف إطلاق النار في اليمن، وقال المصدر أن هذه الدورات ستبدأ يوم الأربعاء المقبل في الكويت، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة طلبت من الأطراف اليمنية إرسال المتدربين والذين سيمثلون مختلف المكونات السياسية والحزبية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني