واشنطن ـ رولا عيسى
أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" شروعها بالتحقيق في صحة عدد من لقطات الفيديو التي تظهر امتلاك متطرفي تنظيم "داعش" قطع سلاح أميركية الصنع.
وأشارت تقارير عدة إلى أنَّ الأسلحة التي كانت الولايات المتحدة أرسلتها إلى الجماعات الكردية المحاصرة في مدينة عين العرب "كوباني" السورية، عبر عملية إنزال جوي، يبدو أنَّها ضلَّت طريقها لتنتهي في أيدي مسلحي "داعش".
وأظهرت لقطات الفيديو تلك أحد أعضاء "داعش" يسير في الصحراء الخاوية، حاملًا عددًا من الصناديق معقودة بحبال أحد المظلات وبعدما فتح الصناديق وجد داخلها مجموعة من الأسلحة بعضها صدئ والبعض الآخر جديد، فضلًا عن وجود قنابل يدوية وأقنعة غاز.
وكانت مصادر في "البنتاغون" أكدت البدء بالتحقيقات في هذا الصدد؛ لكنَّها اعترفت في الوقت ذاته بأنَّ مجموعة من الأسلحة التي سلمت عبر عملية إنزال جوي يبدو وأنَّها أضلَّت الهدف ما يُعد أمرًا محرجًا للولايات المتحدة، نظرًا للتكنولوجيا المتطورة التي تعتمد عليها قواتها الجوية في تحديد الأهداف.
من ناحيته، صرَّح المتحدث باسم "البنتاغون" اللواء جون كيربي للصحفيين بأنَّ "المحللين في مقر القيادة المركزية في تامبا، فلوريدا يفحصون مقطع الفيديو والتمعن فيه"، قائلًا "نحن لا نزال نتأكد من صحة الفيديو ونقيّمه، لذا وبكل أمانة وصدق، لا يمكنني أن أعرف إذا ما كانت هذه الأسلحة ضمن تلك التي أنزلت جويًا أم لا".
وبعد أسابيع مضت، أكد كيربي أنَّ "الأسلحة التي بحوزة التنظيم المتطرف في المقطع هي الأسلحة ذاتها التي نسلّمها جوًا، لكنَّني يمكن أن أؤكد أنَّ باقي الصناديق قد سُلّمت إلى الهدف الصحيح".
وأشارت تقارير صحافية، إلى أنَّ متطرفي التنظيم نهبوا سبع دبابات أميركية من طراز "أبرامزM1" من ثلاث قواعد أميركية في محافظة الأنبار الأسبوع الماضي.
يُذكر أنَّ الصناديق تحتوي بنادق يدوية وأجزاء قذائف صاروخية، كما أنَّ بعض المعدات ترجع أصولها إلى شرق أوروبا، ما يبدو أمرًا غريبًا نظرًا إلى أن يتم إنزالها من قبل الأميركيين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقد عمليات الإنزال الجوية الأميركية للأسلحة في المجمل مبررًا بأنَّ "هذا الأمر خاطئ لأنه سيؤدي إلى وقوع الأسلحة في أيدي متطرفي "داعش"".