حملة تضامن مع صحيفة "شارلي إيبدو" في باريس

كشفت سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني المسربة، عن الانقسام الدائر بين صحافيي قناة "الجزيرة" الإنجليزية بشأن تغطية أحداث مجزرة صحيفة "تشارلي إيبدو" الفرنسية.

وأوضحت الرسائل أنَّ بعض صحافيي الجزيرة وصفوا الصحيفة الفرنسية بأنها عنصرية ومتطرفة؛ بسبب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، بينما دافع آخرون عنها، كونها ممثلة للحضارة الليبرالية، لاسيما بعد نشر الصور الأولى لثلاث رهائن من بين أربع، قتلوا في المتجر اليهودي "كوشر" في باريس، الخميس الماضي.

وأعرب رئيس تحرير "الجزيرة" الإنجليزية والمنتج التنفيذي صلاح الدين خضر، في إحدى رسائل البريد، عن غضبه من الدعم العالمي لحادث "شارلي إيبدو"، وفق ما كشفته مجلة "ناشيونال ريفيو".

وأرسل خضر، إلى الصحافيين في القناة، مجموعة من الاقتراحات، يوضح فيها كيف ستكون تغطيتهم لحادثة "تشارلي إيبدو"، طالبًا منهم التساؤل عما إذا كان ما حدث هو حقًا هجومًا على حرية التعبير أم لا، وما إذا كان الهجوم على شخص أو شخصين في المجلة فقط.

وأبرزت المجلة، أنَّ خضر طلب من العاملين مناقشة عبارة "أنا شارلي" كشعار غربي، بعدما انتشرت تضامنًا مع المجلة، مشيرًا إلى أنَّه يعتبر الهجوم على الصحيفة الفرنسية "صراعًا بين مجموعة متطرفة وصحيفة عنصرية".

وأضاف خضر في الرسالة "اصطياد المتطرفين ليس تحديًا شجاعًا، خصوصًا عندما تكون الطريقة الخاصة بك في عمل ذلك أكثر أهمية من الإساءة إلى الملايين من الناس المعتدلين أيضًا، وعندما تحدث استجابة عنيفة، هل هذا خطر حقيقي؟ مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الصراع يقف على مبدأ واحد عمليًا".

وأوضحت المجلة، أنَّ بعض موظفي "الجزيرة" لم تعجبهم رسالة خضر، خصوصًا مراسل القناة في الولايات المتحدة توم اكرمان، الذي أرسل بريدًا إلكترونيًا يرد فيه بأنَّ "الرسوم التي دفعت المسلمين الراديكاليين للقتل يجب أن تنشر؛ لأن القتلة لا يمكن السماح لهم ولو للحظة واحدة أن يظنوا أنَّ إستراتيجيتهم ستنجح".

وأثار رد اكرمان، استياء عدد من مراسلي القناة أيضًا، الأمر الذي دفع محمد فال سالم، للرد عليه قائلًا "أعتقد إذا أهنت 1.5 مليار شخص، فهناك احتمال أن يقتلك منهم شخص أو شخصين".

وتابع سالم "أعتقد إذا كنت تشجع الناس على الاستمرار في إهانة 1.5 مليار شخص، وإهانة مقدساتهم ورموزهم الدينية، فأنت تريد مزيدًا من القتل؛ لأنه مثلما قلت لك ضمن 1.5 مليار شخص سيكون هناك بعض الحمقى الذين لا يلتزمون بالقوانين، ولا يعرفون حرية التعبير".

واستطرد "ما فعلته مجلة "تشارلي ايبدو" ليست حرية تعبير، وإنما اعتداء على رموز دينية خارج مفهوم الحرية وأساءت لأمة كاملة في رأيي، عُد إلى تلك الرسومات وألق نظرة عليها من جديد، ليس على ما تم رسمه، ولكن حول ما تريد الرسومات قوله".