دمشق - نور خوام
عرض الرئيس السوري بشار الأسد العفو الكامل عن مقاتلي المعارضة مقابل تخليهم عن السلاح وقال في مقتطفات نشرتها الرئاسة السورية على مواقع
التواصل الاجتماعي «الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي قانونيا ودستوريا، واستنادا إلى مصلحة الشعب السوري والمبدأ الذي تقوم عليه أي دولة هو أنه
لا يسمح لك، كمواطن، أن تحمل الأسلحة الرشاشة وتلحق الأذى بالأشخاص أو الممتلكات وكل ما عليك فعله هو التخلي عن سلاحك، سواء أردت الانضمام إلى
العملية السياسية أو لم تكن مهتما بالعملية السياسية، ولم يكن لديك أي أجندة سياسية، لا يهم» مؤكدا «هذا هو كل ما نطلبه. نحن لا نطلب شيئا.
وكما قلت، فإننا نمنحهم العفو الكامل، وقد حدث ذلك، وانضموا إلى الجيش السوري، وبعضهم انضم إلى الحياة السياسية».
ووعد الرئيس السوري بالعمل على انجاح الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم السبت الماضي. وأعلن الثلاثاء في مقابلة مع التلفزيون الالماني العام ،
ردا على سؤال عما سيفعل والحكومة السورية لجعل وقف اطلاق النار مستقرا: «ان الارهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الاولى.ونحن، كجيش سوري
نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق، هذا ما نستطيع فعله» مستطردا «لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الاخر».
وتشهد الهدنة السورية التي دخلت يومها الخامس الأربعاء، محاولات دولية حثيثة للحفاظ عليها ومنعها من الانهيار بسبب الانتهاكات التي تشهدها في
أكثر من منطقة، والتي طالبت المعارضة السورية بوضع آليات دقيقة لمراقبتها.
وأكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء وقوع هذه الخروقات وانه تبذل جهود للتحقق منها، واعتبر أنه لا أدلة تشير على أنها ستزعزع وقف
العمليات القتالية معلنا" أنه في حين توجد تقارير عن انتهاكات إلا ان الغالبية العظمى من مناطق سورية شهدت انخفاضا في العنف. وكشف كيري ان
«الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على مناقشة تقارير الانتهاكات بعيدا عن الصحافة» وانه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على العمل على آلية
لضمان أن تقتصر الضربات الجوية في سورية على "داعش" وجبهة النصرة. واضاف وزير الخارجية الأميركي انه قلق بشأن تقارير بأن الحكومة السورية تضع
عراقيل أمام تسليم المساعدات الانسانية ويأمل بأن تمنع موظفيها وجنودها من أخذ أدوية أو إمدادات أخرى من الشحنات.
و دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى اغلاق الحدود السورية مع تركيا لقطع امدادات من وصفهم بـ«الارهابيين» التي تصلهم من الخارج بما في
ذلك عبر قوافل المساعدات الانسانية. وأعلن امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف الثلاثاء «بالطبع لا يوجد مكان للارهابيين او
المتطرفين في اتفاقيات وقف اطلاق النار او في عملية التسوية السياسية».واضاف في نص رسمي بالانجليزية لخطابه «من المهم للغاية قطع
امدادات الارهابيين التي تأتي من الخارج ولتحقيق هذا الهدف يجب اغلاق الحدود السورية- التركية لان العصابات تتلقى الاسلحة عبر هذه الحدود
وضمنها برفقة قوافل المساعدات الانسانية».
واعلنت وزارة الدفاع الروسية نشر المزيد من الطائرات بدون طيار ومحطتي رادار في قاعدة «حميميم» في ريف اللاذقية في سورية لمراقبة الوضع
الميداني بشكل عام وخاصة «الهدنة».وذكرت في بيان صادر عنها إن «القوات المسلحة الروسية أنشأت منظومة استطلاع في سورية تسمح برصد التطورات في
منطقة النزاع بالكامل، مشيرة إلى أنه من أجل تكثيف الرقابة يتم الاعتماد على طائرات بدون طيار ومجموعات أقمار صناعية ووسائل تقنية أخرى
للاستطلاع».
وطالب سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية، بنظام رقابة أدق لرصد انتهاكات وقف إطلاق النار .وقال «إن
الهدنة في سورية خطوة إيجابية نحو الطريق الصحيح إذا ما تم الحفاظ عليها» وأضاف « إن الوضع يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الدول المتفقة على الهدنة
تعي بأن هناك العديد من الانتهاكات على الأرض». وتابع قائلا" «لا بد من وجود قوة تمنع انتهاكات روسيا والنظام السوري المتكررة، الهدنة خطوة
إيجابية ولكن لا اعتقد أن روسيا والنظام قادران على الالتزام بها». وكشف مكتب موفد الامم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا الثلاثاء
ان محادثات السلام الهادفة الى انهاء النزاع في سورية ستستأنف في التاسع من مارس بدلا من 7 من الشهر نفسه.وقال المكتب في بيان ان "محادثات السلام
السورية ستستأنف بعد ظهر يوم التاسع من مارس" مضيفا ان "موعد 7 مارس 2016 كان مقررا في البداية لاستئناف محادثات السلام" الا ان التاجيل كان
ضروريا "لاتاحة الوقت الكافي لمعالجة مسائل لوجستية وعملية".
وأعلن مساعد وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري: ان وزراء دفاع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بحثوا امكانية توغل
بري في سورية خلال اجتماعهم قبل نحو أسبوعين لكنهم لم يتخذوا قرارا. وأوضح في مقابلة هاتفية من الرياض الثلاثاء «لقد نوقش الأمر قبل نحو
أسبوعين في بروكسل.. نوقش على المستوى السياسي لكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية».وأضاف «بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار بشأن عدد القوات وكيف سيتم
ارسالها والى أين سيتم ارسالها؟ سنشارك في ذلك»، ومضى قائلا «ينبغي أن ندرس الأمر على المستوى العسكري بشكل مستفيض مع الخبراء العسكريين لضمان
أن تكون لدينا خطة».وأكّد عسيري ان المملكة العربية مستعدة الآن لقصف تنظيم داعش من قاعدة انجيرليك الجوية في جنوب تركيا حيث وصلت أربع مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي. وأضاف أن المقاتلات لم تشارك حتى الآن في أي هجمات. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية: ان السعوديين تحدثوا في السابق عن امكانية ادخال قوات برية الى سورية لقتال تنظيم داعش لكن توجد مسائل كثيرة يجب مناقشتها بشأن توغل محتمل.