أبوظبي– جواد الريسي
كشف مسؤولون أمنيون إماراتيون عن تقنيات متقدمة استخدمت في حل قضايا معقدة، منها تقنية "عين الصقر" التي لعبت دورًا كبيرًا في كشف غموض الجريمة التي ارتكبتها آلاء عبدالله بدر بحق مدرسة أميركية في جزيرة الريم في أبوظبي.
كما كشف المسؤولون عن كاميرات المراقبة المتطورة المرتبطة بغرفة عمليات شرطة دبي، والتي ساهمت في إحباط سرقة مجوهرات قيمتها 12 مليون درهمًا، نفذتها عصابة دولية، إضافة إلى تقنية استخدمت للمرة الأولى في معالجة دليل ضعيف، أسهم في تحويل دفة التحقيق في حادث سير إلى جريمة قتل.
وقدم مدير الإدارة العامة لمكافحة المواد المخدرة في شرطة دبي، العقيد عيد بن ثاني، تجربة "عملية الأنابيب"، وهي قضية مواد مخدرة؛ إذ تم توقيف شخصين قاما بتهريب المواد المخدرة إلى الدولة عبر عدد كبير من الأنابيب المعدنية، مشيرًا إلى أنَّ العملية تتميز بنقطتين مهمتين، هما دقة المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها، والأسلوب الإجرامي المستخدم والاحترافية في إخفاء المواد المخدرة.
وأضاف بن ثاني: "فريق العمل استطاع ضبط كمية كبيرة من أقراص "كبتاغون"، وعددها ستة ملايين و500 ألف قرصٍ، بقيمة 65 مليون درهمًا"، موضحًا أن "عوامل نجاح العملية تتمثل في دقة وصحة المعلومات التي تم جمعها، والتخطيط المدروس للعملية، وتوزيع الأدوار على أعضاء الفريق".
من جهة أخرى، استعرض المسؤول في فريق التحقيق في قضية القتل التي ارتكبتها آلاء بدر عبدالله في جزيرة الريم، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، العقيد دكتور راشد محمد بورشيد، ورقة عمل قدمها في محور مكافحة التطرف في ملتقى أفضل التطبيقات الشرطية الذي تنظمه شرطة دبي.
وذكر بورشيد أنَّ "قضية شبح الريم تعد من أهم القضايا التي حظيت بمتابعة مباشرة من القيادة العليا في الدولة، وأشرف على سير العمل فيها وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد، وتم استدعاء جميع ضباط وأفراد الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية للعمل في هذه القضية، كما استخدمت تقنيات حديثة للغاية، أسهمت في حل غموض الجريمة خلال وقت قياسي؛ منها برنامج "عين الصقر" الذي يعتمد على كاميرات ذكية تغطي طرق وشوارع إمارة أبوظبي".
كما لفت إلى أنَّ "الفريق التقني في القضية قام بتحليل التسجيلات في الموقعين اللذين استهدفتهما المتهمة، وهما مركز تجاري في جزيرة الريم، حيث قتلت مدرسة أميركية، ثم بناية علي وأولاده، حيث وضعت قنبلة بدائية الصنع أمام شقة طبيب أميركي من أصل عربي".
ثم شرح أنَّ "التحدي الذي واجه الفريق التقني بالقضية، قيام المتهمة بإخفاء اللوحة الخلفية للسيارة التي استخدمتها في التنقل من طراز "أرمادا" بعلم الدولة، لذا لجأ إلى تحليل التسجيلات الخاصة ببرنامج عين الصقر، حتى تم رصد اللوحة الأمامية للسيارة، أثناء دورانها وهي في طريقها إلى الخروج من منطقة الكورنيش، ومن ثم تم الربط بين الجريمتين، وتدفقت المعلومات التي قادت إلى ضبط السيارة وتوقيف المتهمة لاحقًا".
وأكد بورشيد أنَّ "جميع الفرق التي شاركت في القضية أدت أدوارًا مهمة، بما فيها الإعلام الأمني الذي عمل بتوجيهات الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في توفير المعلومات في ظل الاهتمام العالمي بالواقعة".
واختتم بأنَّ "فيديو القضية حظي بـ12 مليون مشاهدة عبر "يوتيوب"، فضلاً عن ملايين التغريدات والمتابعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي".