تنظيم "داعش"

يستمر الجدل الدولي في شأن طرح الحكومة التركية إنشاء منطقة عازلة شمال سورية، حتى أنَّ حرب التصريحات وصلت لحد تهديد إيران لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وتركيا، بأنَّ أي انحراف في بوصلة الحرب على "داعش"، وتحولها في اتجاه الحكومة السورية، ستكون عواقبه وخيمة، حسب مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، فيما شنّت طائرات التحالف الدولي تسع غارات على مواقع تنظيم "داعش"، في محيط مدينة عين العرب "كوباني".

وأكّد الناطق باسم الحكومة الروسية أنَّ "إنشاء منطقة عازلة لن يتم إلا بقرار من مجلس الأمن الدولي"، مشيرًا إلى أنَّ "سيناريو ليبيا لن يعاد في سورية"، فيما أعلنت الحكومة السورية، على لسان وزير الشؤون الاجتماعية كندة الشماط، أنَّ "الحكومة لن تتخلى عن المواطنين السوريين في عين العرب، وأنهم في صميم اهتمامها".

وميدانيًا، تواترت أنباء عن سيطرة تنظيم "داعش" على السجن الرئيسي في مدينة عين اعلرب "كوباني"، وفيما يؤكد تنظيم "داعش" سيطرته على معظم أحيائها، ترجح مصادر ميدانية كردية تواجد قوات الحماية الكردية في قلب المدينة حتى الأن.
وكثف التحالف الدولي غاراته على عين العرب، صباح الجمعة، حيث قصف السجن الرئيسي.
يأتي هذا فيما أشارت مصادر محليّة في ريف دمشق إلى أنَّ "الخلاف بين الفصائل في الغوطة سيؤدي حتمًا إلى سقوط كل البلدات بالطريقة نسها".

وتتقدم القوات الحكومية على محاور زملكا وعربين والمتحلق الجنوبي، فيما شهدت عربين قصفًا عنيفًا جدًا من الطائرات الحربية، أدى إلى مقتل أكثر من 38 شخصًا، بينهم مدنيين.

ونشرت تنسيقات الغوطة صورًا للقتلى، واتهمت القوات الحكومية بارتكاب مجزرة، وتعمد قصف المدنيين، ونعت الفصائل المسلحة 19 من مقاتليها، قتلوا على جبهة جوبر في مدينة دمشق.

وفي القلمون، درات معارك في جرود رنكوس بين فصائل تابعة لـ"جبهة النصرة"، وفصائل إسلامية من جهة، والقوات الحكومية وعناصر "حزب الله" اللبناني من جهة أخرى، ولم يتمكن أي طرف من تحقيق تقدم.

إلى ذلك، بثّ التلفزيون الرسمي السوري تقاريرًا مباشرة على الهواء من منطقة رنكوس، وأكّد سيطرة الجيش الحكومي وعناصر "حزب الله" على كامل المنطقة.

وأبرز الناطق باسم الجيش أنّ "العملية في رنكوس والقلمون مستمرة"، مشيرًا إلى أنَّ "الفصائل المسلحة، على انتماءاتها كافة، ستقضي الشتاء في الجرود العالية، ولن تتمكن من السيطرة على أية قرية صغيرة أو مزرعة".

وفي دمشق، تبدو معركة جوبر شبه منتهية، ووصلت القوات الحكومية إلى دوار المناشر، ومحيط جامع طيبة، تحت غطاء ناري كثيف، يسمع صداه في جميع أنحاء العاصمة.

وكشف مصدر في القوات الحكومية أنّ "منطقة جوبر قد قسمت إلى 4 قطاعات، كلها محاصرة ومعزولة عن بعضها"، مؤكدًا أنّ "العمليات الجارية هدفها تمشيط المنطقة وتفجير كل المباني المفخخة".

وناشدت فصائل من "جيش الأمة"، في بيان لها، جميع المقاتلين في الغوطة "التوجه إلى منطقة جوبر، لصد ما سمته بـ(السيل الجارف)".

وحمّل البيان المتخاذلين المسؤولية عن سقوط جوبر الحتمي، ومن قبلها عدرا والمليحة، متّهمًا "جيش الإسلام" بـ"بيع دماء الشهداء"، حسب تعيبر البيان.

وشهدت بلدة ميدعة شرق دوما اشتباكات عنيفة بين فصائل "جيش الأمة" و"شهداء الغوطة" من جهة ومسلحي "جيش الإسلام" من جهة أخرى.

ومن الجنوب السوري أيضًا، أطلقت القوات الحكومية صواريخ وبراميل متفجرة على مدينة الحارة، في درعا، والتي سيطرت عليها القوات الحكومية، ما أدى لسقوط العديد من القتلى، منهم سيدتان وستة أفراد من عائلة واحدة.

وتستمر معركة "ذات السلاسل"، بين فصائل "الجيش الحر" وفصائل إسلامية من جهة والقوات الحكومية من جهة أخرى، لطرد القوات الحكومية من درعا البلد، لكنها لم تحقق تقدمًا على هذا الجانب، وما زالت المعارك مقتصرة على ريف درعا، في مناطق النعيمة وجاسم والصنمين.

وقصفت طائرات القوات الحكومية قرى قريبة من الشريط الحدودي في الجوﻻن المحتل، لاسيما بلدتي كودنة والبريقة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.