لندن تنير مصابيح أعياد الميلاد

أشعلت كبرى شوارع العاصمة البريطانية لندن الليلة الماضية مصابيح وديكورات احتفالات أعياد الميلاد والعام الجديد لتعطي المدينة مسحة جمالية يراد بها اجتذاب مزيد من السياح ومحبي التسوق في المتاجر الاكثر شهرة في اوروبا.

ولعل اكثر تلك الشوارع شهرة وزحمة في قلب منطقة (ويستمنستر) هو شارع اوكسفورد وشارع بوند مرورا بالتقاطع الرئيسي مع شارع ريجنت حيث تزينت الطرق بحلة من الأنوار جعلت ليل المدينة كنهارها بثريات من مختلف الأشكال والأحجام بعضها يشبه الكواكب فيما رصعت الأشجار بمصابيح صغيرة وكأنها نجوم في سماء صافية.

ففي شارع بوند لوحده استعان القائمون على تنظيم هذا التقليد السنوي بأكثر من ربع مليون مصباح مترابط بنحو 13 كيلومتر من الكوابل الكهربائية وبتكلفة زادت قيمتها عن المليون جنيه استرليني لا لشيء سوى لاجل اجتذاب اعداد كبيرة من السياح الأجانب والبريطانيين بهدف تشجيعهم على التسوق كل بحسب قدراته المادية.

ففي هذه المنطقة التي يعرفها كل من زار لندن لا تبعد متاجر اصحاب الدخل العادي مثل (برايمارك) عن متاجر فخمة وحصرية كمتجر (سالفريدجز) الذي يتزين بديكورات متجددة طوال العام كله قبل ان يشعل مصابيحه الخاصة في هذه الفترة ايضا لتمتزج مع الديكور العام للشوارع والمحلات المجاورة.

وليس من الغريب ان تنفق السلطات المحلية والشركات الراعية مئات الالاف او حتى الملايين من الجنيهات على هذه العملية التجميلية حيث تشير احصائيات رسمية الى ان اجمالي النشاط التجاري في شارع بوند خلال فترة أعياد الميلاد فقط لا يقل عن 400 مليون جنيه استرليني.

ولذلك اعلن منذ يومين اطلاق مشروع توسعة هو الأكبر من نوعه بالمنطقة منذ ثلاثة عقود بقيمة 20 مليون جنيه يهدف الى زيادة المساحة المخصصة للراجلين في الشارع الرئيسي بنسبة 50 في المئة وفتح شارع نيو بوند امام السيارات في الاتجاهين.

ويعد النشاط التجاري في هذه المنطقة من اهم مؤشرات اداء الاقتصاد البريطاني العام الذي يعتمد بنسبة 75 بالمئة على قطاع الخدمات كالفندقة والمطاعم والنقل وتشجيع الاستهلاك خصوصا لدى السياح الأجانب الذين وصل عددهم بين يناير ويونيو الماضيين الى 4ر16 مليون شخص فيما اقتربت نفقاتهم من ملياري جنيه استرليني.