القرى التراثية

أنعشت برامج الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مشاريع القرى التراثية في مختلف أرجاء المملكة، ما جعل هذه القرى على خارطة السياحة المحلية، ومتنفساً لأهالي كثير من المدن والقرى .

وعملت الهيئة على تشجيع إعادة الحياة للقرى التراثية، من خلال التعاون مع البلديات والأهالي على إعادة ترميم القرى بطريقة مبتكرة ، تأخذ بالاعتبار نواحي الأمن والسلامة، ثم عملت على تشجيع إقامة فعاليات تراثية وترفيهية فيها، حيث شكل ذلك عامل جذب كثير من الزوار.

وأشار مدير عام فرع الهيئة بمنطقة الرياض المهندس عبدالعزيز آل حسن إلى أن الوعي بالحفاظ على القرى التراثية وإعادة ترميمها يزداد بين المجتمعات المحلية في المنطقة وهو ما يلاحظ في أكثر من 10 قرى ومحافظات حالياً إلا أن التركيز على تنميتها من قبل الملاك مازال دون المأمول مثل استثمار بعض المساكن كنزل ريفية أو تراثية أو مطاعم تقليدية.

وتشتهر محافظات منطقة الرياض بتراثها التقليدي وبلداتها القديمة المبنية من الطين والتي احتفظت بتخطيطها القديم وعناصرها المعمارية المميزة قبل أن ينهض أبناؤها بإعادة ترميمها بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

ويتشابه تخطيط القرى التراثية في منطقة الرياض التي تتمركز عادة حول المسجد ومن أهم عناصرها السوق والمحال التجارية والمساكن المتلاحمة والمتلاصقة والتي تعبر عن ترابط السكان مع بعضهم البعض.

ويعود تاريخ قرية أشيقر التراثية إلى أكثر من 600 سنة بحسب الوثائق المحفوظة لدى الأهالي والتي تؤرخ لمجموعة كبيرة من الأوقاف والمساجد والمساكن.

وتقع أشيقر على بعد 200 كم شمال غرب العاصمة الرياض, وتشتهر بمبانيها الطينية وواحات النخيل التي تحتوي حالياً على أحد المطاعم التراثية المميزة، وتفتح أشيقر القديمة بوابتها للزوار خلال إجازة عيد الفطر المبارك وتحتضن خلال هذه الفترة أحد المهرجانات التراثية من ثالث أيام العيد حتى اليوم الخامس.

وكذلك الحال في القرية التراثية في عودة سدير (120 كيلومتراً شمال الرياض ) , التي ستحتضن منذ اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك مهرجان ” حياة منول ” الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار من مدن عدة في نسخه السابقة، إذ أتاحت عروض المهرجان المتنوعة المتعة لكل الفئات العمرية، منها السوق القديمة والأكلات الشعبية وألعاب الأطفال التراثية، إضافة إلى متحف يحوي الكثير من المقتنيات القديمة.

وتأتي فعاليات القرية التراثية في عودة سدير امتداداً لما قدمته خلال الأعوام الأربعة الماضية، بخاصة في موسم العيد وخلال فترة الإجازات المدرسية، إذ تم تشييد القرية بمشاركة عدد من الأهالي الذي أسهموا في ترميم المنازل والمساجد الطينية وبعض المواقع الأخرى، فيما تشهد القرية زيارات متواصلة من وفود محلية وخارجية.

كذلك الحال في الغاط والمجمعة وشقراء التي تشهد إقبالاً من الزوار للبلدات القديمة بها والاطلاع على متاحفها المفتوحة للزوار خلال الإجازة مثل متحف قصر الأمارة بالغاط ، ومتحف بيت السبيعي التاريخي بشقراء, ومتحف بيت الربيعة بالمجمعة, والتي تتبع جميعها للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أو المتاحف الخاصة المصرح لها من قبل الهيئة وتمارس نفس الدور بالتعريف بتاريخ هذه المحافظات وتراثها التقليدي.