شدد عاملون بمدينة شرم الشيخ بمصر على أن حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي التي تشهدها مصر دفعت العديد من الجنسيات إلى تغيير وجهتهم السياحية من شرم الشيخ إلى إسرائيل، وخاصة سائحي روسيا وألمانيا وبعض دول أوروبا.وقالوا في تصريحات خاصة لـ "العربية نت"، إنه رغم العروض المتميزة التي تقدمها الفنادق والمنتجعات السياحية بشرم الشيخ، لكنها جميعاً فشلت في إعادة الحركة السياحية للمدينة إلى أوضاعها السابقة، رغم أن بعض الفنادق فئة الـ 5 نجوم كانت قد أعلنت عن عرض لقضاء أسبوع بإقامة كاملة بنحو ألف دولار على بعض شركات السياحة الروسية، شاملة تكلفة الحجز والطيران، ورغم ذلك لم تجذب هذه العروض سوى عدد قليل جداً من السياح الروسيين. وقال أحمد جلال، صاحب محل لبيع الهدايا بمدينة شرم الشيخ، في تصريحات خاصة لـ "العربية نت"، إن تراجع عدد السائحين بدأ يظهر على معالم المدينة التي يكسوها الإهمال وعدم نظافة شوارعها، لافتاً إلى تراجع حركة السياحة الوافدة للمدينة بما لا يقل عن 80% مقارنة بالأعداد التي كانت تستقبلها المدينة قبل الثورة. وأوضح أن هذا التراجع أدى إلى عجز أغلب أصحاب المحال عن توفير قيمة الإيجار، التي تتراوح ما بين 3 و4.5 ألاف دولار، حيث كانت مبيعات المحل تصل في اليوم الواحد إلى نحو ألف دولار او ما يعادلها بالعملات الأخرى، ولم نكن نشعر أن قيمة الإيجار مرتفعة، لكن مع تراجع عدد السائحين وانخفاض حركة المبيعات بدأن نشعر بقيمة الإيجار. وأضاف أن بعض أصحاب المحال وافقوا على خفض قيمة الإيجار ولكن بنسب بسيطة تتراوح ما بين 15 و25%، فيما أصر أخرون على عدم خفض القيمة الإيجارية ما دفع عدد كبير من المستأجرين إلى ترك المحال وبيع بضائعهم بنصف الثمن.كانت وزارة السياحة قد أعلنت قبل أيام أن عشرة ملايين و500 ألف سائحا زاروا مصر خلال العام الماضي، بإجمالي إيرادات بلغت 9 مليارات دولار، مقابل نحو 8.8 مليار دولار خلال عام 2011 بنسبة ارتفاع تصل إلى نحو 2.2%.وقال عزيز محمود، موظف بإحدى شركات السياحة بشرم الشيخ، إن حالة عدم الاستقرار دفعت بعض الجنسيات إلى الهروب من شرم الشيخ والغردقة إلى إسرائيل، خاصة وأن السائح لا يفضل زيارة الأماكن الملتهبة أو التي تشهد عدم استقرار أمني.وأوضح أن 80% من السائحين الروس قاموا بتغيير وجهتهم إلى إسرائيل، خاصة وأن الشركات والفنادق الإسرائيلية تضع في اعتبارها الأحداث التي تمر بها مصر وبالتالي كثفت من حملاتها التسويقية والترويجية في الأسواق الأوروبية وتمكنت بالفعل من اقتطاع حصة كبيرة من حصة السياحة التي كانت تفضل زيارة مصر. ووفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فقد بلغ عدد السائحين القادمين إلى مصر من كافة دول العالم نحو مليون سـائح خلال ديسمبر الماضي، بزيادة تقدر بنحو 14.5٪ مقابل 900 ألف سائح خلال نفس الشهر من العام 2011، لكن هذا الارتفاع لم يصل لمستوى شهر ديسمبر من العام 2010، الذى سجل نحو 1.3 مليون سائح.