دبي ـ الإمارات
قالت شركة إيرباص إنها تعتزم التخلي عن استخدام بطاريات الليثيوم أيون من النوع الذي أدى إلى تعليق طيران بوينغ 787 دريملاينر، والعودة إلى استخدام بطاريات كادميوم نيكل التقليدية الجافة الأوسع استخداما في العالم، في طائرات إيرباص 350. وأوضحت الشركة أن سبب اتخاذ هذا القرار هو "الرغبة في تفادي حصول مزيد من التأخير في تسليم أولى طائرات أي 350"، وسط غموض حول ما إذا كانت التحقيقات في مشاكل بطاريات بوينغ ستفضي إلى تغييرات في القواعد التنظيمية. وأشارت ناطقة باسم الشركة إلى الاتجاه نحو "تطوير تقنية الليثيوم أيون، لكن نتخذ هذا القرار اليوم لحماية الجدول الزمني لإدخال أي 350 في الخدمة". وكان مسؤولون في الصناعة وشركات التأمين وهيئات السلامة قد ذكروا أن هناك شكوكا على المستويات العليا في إمكانية التنبؤ بأداء هذه التقنية، في وقت يعكف فيه المحققون على بحث أسباب الحوادث التي أدت إلى وقف رحلات طائرة بوينغ 787 دريملاينر. ومن بين هذه الحوادث حريق على متن طائرة 787 في بوسطن حين كانت على الأرض، وحصول مشكلة في طائرة أخرى في اليابان وهي في الجو. وتخشى صناعة الطيران أن يؤدي عدم معرفة أسباب اشتعال بطاريات الليثيوم أيون إلى قلق السلطات المسؤولة عن سلامة الطيران وعدم إجازة عمل الطائرات التي تستخدمها. وقال محللون إن الثقة في الطائرات المستخدمة للبطاريات على المحك بعد تأخر تسليم طائرة إيرباص 380 العملاقة، وبعد تأخر تشغيل طائرات بوينغ دريملاينر لمدة أربع سنوات. وقالت إيرباص إنها ستستخدم بطاريات الليثيوم أيون في رحلات الاختبارات فقط، لكنها ستستبدلها ببطاريات تقليدية عند التسليم ومن أجل الحصول على ترخيص الطيران من السلطات المسؤولة. ويشير القلق الذي تشعر به إيرباص إزاء بطاريات الليثوم أيون إلى الصعوبة التي تواجهها بوينغ حاليا في إقناع السلطات المسؤولة بالولايات المتحدة للسماح لطائرات 787 دريملاينر بالعودة إلى الطيران. وقال مطلعون إن بوينغ تسعى إلى إصلاح الخلل بوضع البطاريات في إطار مقاوم للحريق، لكن من غير المعروف ما إذا كانت السلطات ستقبل ذلك دون معرفة الأسباب الرئيسية لاشتعال البطاريات. وقد استخدمت بطاريات الليثيوم أيون في أجهزة استهلاكية كثيرة مثل الحاسوب المحمول وفي الهواتف، لكنها أدخلت حديثا في التطبيقات الصناعية مثل استخدامها في الأنظمة الكهربائية في الطائرات وفي تخزين الطاقة في محطات استغلال طاقة الرياح. ومن أهم مميزات هذه البطاريات خفة وزنها وكفاءتها العالية، لكنها تعتبر ذات حساسية عالية للاستخدام السيئ، كما أنها ممكنة الاشتعال. وكانت إيرباص قد حذرت في مارس/آذار عام الماضي من أن المخاطر الناتجة عن استخدام مثل هذه البطاريات يجب أن يسترعي اهتمام كل صناعة الطيران.