أبو ظبي ـ مصر اليوم
لحظات من التشويق يعيشها زوار مهرجان الغربية للرياضات المائية، الذين يقررون خوض تجربة الإبحار بالباراشوت أو ما يطلق عليها «الباراثيلنغ»، حيث تعطي شعوراً بالثقة والمتعة في الوقت ذاته، خاصة عندما يطير الشخص في الهواء ويجد نفسه على ارتفاع كبير من فوقه السحاب وتحته مياه البحر، ولم ينكر الكثير منهم تملكه الخوف، لكنه سرعان ما يتبدد، ويعيش روح المغامرة، وكأنه يسبح بأحلامه في سماء المهرجان، الذي تتواصل فعاليات دورته الخامسة على شاطئ مدينة المرفأ من 18 إلى 27 نيسان / أبريل الجاري. عاشت «الاتحاد» تجربة الإبحار الشراعي على ارتفاع مئات الأقدام فوق سطح الماء وكانت تجربة فريدة من نوعها تعطي الشخص مزيداً من الإثارة والمتعة والفرحة والسعادة، خاصة عندما يزيد الزورق من سرعته ويبدأ «الباراشوت» في الارتفاع شيئا فشيئاً عن سطح ماء البحر ولا يربطه بالزورق سوى حبل متين. ورغم احتياطيات الأمن والسلامة، التي يحرص القائمون على التجربة الالتزام بها، إلا أن مشاعر الخوف والرهبة لا يمكن أن تتخلى عمن يجازف ويقرر خوض التجربة، لكن تلك المشاعر سرعان ما تتلاشى ويحل محلها الإحساس بالثقة، ويرغب وقتها الشخص ألا تنتهي التجربة ويظل أطول وقت في أعالى سماء البحر. سرعة الريح وحول تجربة الباراثيلنج، يشير سامح الصغير مدرب رياضة الإبحار بالباراشوت على شاطئ المرفأ إلى أن تلك الرياضة تتطلب سرعة رياح منخفضة، ولا يمكن أن يتم الإقلاع في ظل الرياح العالية كما يمكن تعليمها للجميع لمن هم فوق سن العاشرة وهو السن الذي يسمح للشخص في استيعاب التعليمات والتمسك جيداً بها، ولا توجد أي خطورة من تنفيذها ولا تحتاج خبرة أو مهارة للقيام بها، حيث يمكن لأي شخص تجربتها والإحساس بالمرح، الذي تقدمه لمن يقوم بها، خاصة أنها تتضمن شروط الأمن والسلامة للشخص، حيث يتم ربط الشخص في حبل متين معلق على «طراد»، وبالتالي إحكام ربطه في «الباراشوت»، الذي تتوافر فيه معايير السلامة، ويدخل الطراد إلى الماء، وعندها يطير الشخص في الهواء مربوطاً إلى هذا الطراد في جولة يعود بعدها وقد عاش لحظات من الإثارة التي لا يمكن أن ينساها أبداً. من جانبها حرصت اللجنة العليا لمهرجان الغربية للرياضات المائية على توافر تلك التجربة، ضمن مجموعة من الفعاليات البحرية المثيرة مجاناً للجمهور الكبير، الذي يحرص على متابعة الفعاليات، ولم يتمكن من المشاركة في أي مسابقة، وذلك بهدف إتاحة الحماس والمغامرة للجمهور على اختلاف فئاته العمرية، وتتنوع الفعاليات البحرية، التي يتم تقديمها للجمهور بجانب تجارب الإبحار الشراعي وتعليم وتدريب رياضة «الكاياك» سباق القوارب، وغيرها من الفعاليات المتنوعة الأخرى التي يتم تقديمها يوميا على شاطئ المرفأ. تشويق وأوضح مدير المهرجان عبيد خلفان المزروعي أن اللجنة العليا وضعت نصب أعينها، تحقيق المتعة والتشويق لجميع من يحضر المهرجان، سواء كان من المشاركين أو الجمهور، حيث تم تنظيم المسابقات المتنوعة والمختلفة للمشاركين، وتم توفير متخصصين في رياضة «الكاياك» والإبحار الشراعي، وكذلك الباراثيلنج لتدريب وتعليم من يرغب في خوض هذه التجربة المثيرة التي يدعو جميع من لم يحظ بركوبها من قبل إلى تجربتها، مشيراً إلى استهداف هذه الفعاليات لزيادة الارتباط بالبحر وكسر حاجز الرهبة في نفوس الجمهور، ومساعدة الصغار على تعلم الرياضات البحرية. وتتضمن تجربة الإبحار الشراعي، قيام الأفراد بركوب أحد القوارب الشراعية، التي تعتمد على الأشرعة فقط في تحركاتها وسط المياه، والإبحار بهم في عرض البحر، مع تدريبهم وتعليمهم على كيفية التحكم بهذه القوارب، وآلية توجيهها داخل المياه. وحرص علي إبراهيم أحد زوَّار المهرجان على تجربة الباراثيلنج، حيث يرى أن التجربة فريدة من نوعها ولا يمكن للشخص أن ينساها، حيث قام بتلك التجربة في العام الماضي وكان يتخوف منها كثيراً، لكنه بعد إلحاح من أصدقائه قرر أن يخوضها وبالفعل شعر بخوف كبير في بداية التجربة إلا أنه بعد فترة قليلة شعر بمتعة لا توصف عندما بدأ «الباراشوت» في الارتفاع فوق سطح الماء وكان يتمنى أن تستمر تلك الفترة لأطول مدة ممكنة، كما أنه حرص على تكرار التجربة إلا أن المهرجان كان في نهايته، ولم يتمكن من ذلك، لذا قرر أن يسارع مع بداية المهرجان الحالي لتكرار التجربة أكثر من مرة، حتى يستمتع أكثر وأكثر مع تلك التجربة. تجربة ولم يفكر أحمد الحمادي من سكان المرفأ في تجربة «الباراثيلنج» أو الإبحار الشراعي بالرغم من كونه من سكان المرفأ ومعروف عن أهلها أنهم أهل بحر، لكنه لم يشعر برغبة في خوض تلك التجربة حتى قرر منذ يومين أن يجربها مع أصدقائه ووقتها شعر بمتعة كبيرة وسعادة لا توصف، ونصح الشاب الذي يرغب في المغامرة والبحث عن السعادة أن يجرب تلك المحاولة ووقتها لن ينساها وسيحرص على تكرارها مرات عدة. وتشير إباء علي من سوريا إلى أنها زارت المهرجان بالصدفة كون والدها يعمل في المنطقة الغربية، وهي تعمل في دبي وعندما حضرت إليه في نهاية الأسبوع وقررت الأسرة أن تزور مهرجان الغربية حرصت على تجربة الإبحار الشراعي وكانت تجربة ممتعة بالنسبة لها، وبسبب هذه التجربة قررت أن تواظب على ممارسة الألعاب البحرية في الأماكن المخصصة لذلك، حيث تعطي للشخص متعة وراحة نفسية كبيرة بجانب التحدي الذي يشعر به الشخص خلال التجربة. نجلاء الحمادي تسعى لدخول «غينيس» تسعى نجلاء الحمادي إحدى العارضات في السوق الشعبي في مهرجان الغربية للرياضيات المائية إلى الدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن طريق عمل أطول علم للإمارات يحكي قصة الاتحاد وإنجازاته في ظل القيادة الرشيدة ويضم نبذة عن إمارات الدولة المختلفة وتاريخ الإمارات كما يتضمن العلم المصنوع من الساتان صوراً لأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، ونبذة عن المنطقة منذ أن تولى الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثلاً للحاكم في المنطقة الغربية وما شهدتها من إنجازات وتطور في عهده. ولفتت إلى حياكة أول علم نُسج يدوياً بالصوف وكان يحمل اسم مهرجان الغربية للرياضات المائية وكان طوله 4 أمتار، وفي السنة الرابعة للمهرجان قامت بعرض علم من الصوف نسج يدوياً طوله 5 أمتار وعرضه 2.5 متر، وكان يحمل شعار «روح الاتحاد 40»، وفي السنة الحالية تميزت بعرض علم الإمارات بطريقة مختلفة، حيث صنعته من قماش الطباعة بطول 50 متراً عرض 5 أمتار ويتضمن صوراً تسرد حقبة مهمة من تاريخ الإمارات، لكنها لم تتمكن من عرضه داخل موقع المهرجان لضيق المساحة واكتفت بعرضه في اليوم التراثي الذي أقيم في صالة الأفراح في مدينة المرفأ بالقرب من موقع المهرجان، كما أنها شاركت به في العديد من الفعاليات الوطنية. وأوضحت نجلاء أنها سعيدة بهذا العمل الوطني وتتمنى أن يتم تسجيله في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، لتؤكد للعالم مدى عشق شعب الإمارات لوطنهم الغالي وأن كل فرد في المجتمع يسعى بكل طاقته ليكتب ولو حرفا في قصيدة عشق وطنٍ غالٍ على قلوب الجميع يتفانى فيه الكل لتحقيق هدفٍ واحد مشترك ألا وهو رفعة هذا الوطن في ظل قيادتها الرشيدة. وترى أن مهرجان الغربية للرياضات المائية أصبح علامة فارقة في مدينة المرفأ بعد أن نجح في وضع المدينة والمنطقة على الخارطة السياحية، وأصبحت المدينة خلال وقت المهرجان تعج بآلاف الشخصيات المختلفة سواءً كانت خليجية أو عربية أو أجنبية، فالجميع يحرص على متابعة الفعاليات والاستمتاع بما يتم تقديمه من برامج وأنشطة متنوعة ومختلفة طوال فترة المهرجان ليكون بالفعل كرنفالا سياحيا تراثيا قبل أن يكون مهرجاناً رياضياً بحرياً.