تشكو المدن السياحية المصرية، التي تقع على حدود البلاد، منذ قيام الثورة، وحتى الوقت الراهن، من عزوف السياح والمستثمرين عن الذهاب إليها، لاسيما نويبع وطابا. وتقع طابا على حدود مصر مع رأس خليج العقبة، بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ بحوالي 240 كيلومترًا جنوب طابا، وتجاورها مدينة إيلات. وتغلف منتجعات طابا السياحية الجبال، وشريطها الساحلي يتكون من عدد من الخلجان، والبحيرات، ومضيق، وجزيرة، ومن أهم مزارات هذه الجزيرة هو حصن صلاح الدين، الذي رُمم من قبل منظمة الآثار المصرية. أما نويبع، فهي مدينة وميناء مصري، يقع على الضفة المقابلة لميناء العقبة الأردني، وترتبط معها بخط بحري، عبر شركة الجسر العربي للملاحة، ولذا يمر بها الحجاج في موسم الحج. ويقول رئيس جمعية مستثمري طابا – نويبع سامي سليمان، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، أنه "على الرغم من الطبيعة والأهمية لهاتين المنطقتين، إلا أنهم يشكون من عدم وجود أي وفود سياحية، منذ الثورة وحتى الآن، وذلك لغياب الأمن، وعدم الإهتمام الكافي من قبل الحكومة"، وأوضح أن "طابا ونويبع كانتا تستحوذان على ربع عدد السياح المتوافدين إلى مصر"، مشيرًا إلى أنه "كان يفترض أن يكون عدد السياح الزائرين إلى طابا ونويبع حاليًا 2 مليون سائح على الأقل"، مطالبًا القوات المسلحة والشرطة بـ"النظر إلى تلك المناطق بعين الإهتمام، نظرًا لأهميتهم الاستراتيجية، والطبيعية، حيث يوجد فيهما السياحة الجبلية، التي تتعدى أرباحها سياحة الفنادق والشواطئ بمعدل الضعف". ولفت سليمان إلى أنه التقى مع أكبر ثلاثة قبائل هناك، وهم المزينة والطربين واللاحاويات، وذلك من أجل دعم السياحة، ولكن هذا يحتاج إلى دعم القوات المسلحة، وأكد أنه والمستثمرون طالبوا بضرورة إنشاء شركة أمن، يعمل لديها شباب طابا ونويبع، وذلك بمشاركة القطاعات التي لها استثمارات في تلك المنطقة، ومنها البنوك، والزراعة، والفنادق، والبازارات، وكل من يعمل في قطاع السياحة، بالمشاركة مع القوات المسلحة، وذلك لهدف تدريب الشباب، ومنحهم أسلحة مرخصة، مشيرًا إلى أنهم "يسعون حاليًا للعمل على حل مشكلات عدم التمويل من قبل البنوك، وعدم وجود طيران داخلي، وكذا قلة الدعاية للسياحة في هذه المناطق، فضلاً عن الطرق غير الممهده هندسيًا، وعدم وجود الشباك الواحد في المنطقة، والذي يتم من خلاله حل مشكلات المستثمرين مباشرة".