فيتنام ـ وكالات
السياح يحدقون خلف الشجيرات ويدفعون الفروع جانبا ويتفقدون العشب بعناية. أين تلك الفتحة الآن؟ إن زوار الفوج السياحى الذى يضم سائحين من الصين وكوريا الجنوبية واليابان وكندا وألمانيا ليسوا أكثر حكمة من الجنود الأمريكيين الذين جاءوا إلى هنا قبل 40 عاما وأكثر. فالمداخل الضيقة المؤدية إلى المتاهة الضخمة التى أقيمت تحت الأرض أخفيت ببراعة، حيث يقوم جندى شاب يرتدى حلة ذات لون كاكى بإزاحة بعض أوراق الشجر والشجيرات الصغيرة جانبا قبل رفعه لباب سري. يندفع الجندى للنزول إلى الحفرة، وللحظة لا يظهر منه سوى رأسه فقط قبل أن يغلق غطاء الحفرة المموه وراءه ثم يتوارى عن الأنظار. يحدث ذلك فى نفق "كو تشى" الذى يقع على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال من مدينة سايجون، التى لطالما سميت رسميا بـ"هو شى منه سيتى". هنا فى هذا المكان كانت القوات الأمريكية وحلفاؤها من جنوب فيتنام تكافح لإخراج العدو "الفيتكونج" من شبكة الأنفاق التى جرى تصميمها بمهارة كملاجئ استخدمها الجنود الفيتناميون كقاعدة يشنون منها هجمات حرب العصابات المميتة. وعند القيام بزيارة لنفق "كو تشى" فى الوقت الحاضر فإن ذلك يمنح الزائر شعورا بمتعة مختلطة بالإثارة وحنين إلى الماضى ودرسا فى التاريخ. وربما يجد الكثير من الزوار المناظر مروعة - دهاليز لإطلاق النار باستخدام أسلحة معاصرة وزوار يبتسمون أثناء التقاط صور لهم أمام دبابات بينما يلوحون وهم يمسكون فى ايديهم بقنابل يدوية ومدافع رشاشة. وبطبيعة الحال، هناك عرض لفيلم دعائى اشتراكى يمتدح المآثر الوطنية البطولية للمنطقة، لكن برغم ذلك يجب مشاهدة نفق "كو تشى"، لا سيما وأن الرحلة التى تستغرق ست ساعات بالحافلة من سايجون شاملة المرشد السياحى والدخول لا تتعدى 15 يورو (نحو 20 دولارا).