القاهرة - خالد حسانين
تختلف أوجه السهر وحفلات السمر وأوقات المتعة من منطقة لأخرى في مصر، لكن الجميع سعيد مع حاله، وقادر على إدخال البهجة إلى حياته، ولمن حوله مهما كانت ظروفة المعيشية، حيث تتميز المناطق الشعبية عن الراقية في أسلوب صناعة البهجة. يحرص أهالي المناطق الشعبية على التجمع ودعوة الأهل وأفراد العائلة إلى مأكولات شعبية معروفة لديهم مثل المحشي والكشري، وأحيانًا يقضون أوقات الصيف أمام منازلهم، يتبادلون الحديث مع تناول المسكرات والمشروبات المتنوعه، وفي أيام الجمع يخرجون للحدائق العامة، ويحملون معهم مأكولاتهم الشهيرة من أطباق المحشي والدجاج أو ساندويتشات الفول والطعمية والمشروبات الغازية، ومعهم الأولاد، الذين يلعبون الكرة في أرجاء الحديقة، ومع قرب المغرب يلملمون متعلقاتهم استعدادًا للعودة لمنازلهم ،بعد قضاء يوم جميل مليء بالبهجة والسعادة. وفي المناطق الراقية تجد سيدات ورجال المجتمع يلتقون في أحد الأندية الاجتماعية الشهيرة، منهم من يمارس رياضة الجري، أو يجلسون في دوائر كل مجموعة على حدة يتناقشون في أوضاعهم، ويتبارى كل منهم في ذكر الجديد في حياته، والمباهاة بأحدث ما طرأ عليهم من أوضاع، أو رحلات أومقتنيات قاموا بشراءها، ويذهبون صيفًا إلى الساحل الشمالي، حيث يقضون سهراتهم الصاخبة المليئة بحفلات الديسكو أو حفلات الـ "هاي بارتي"، يتم فيها دعوة نجوم الطرب والغناء، لاسيما من الشباب مثل عمرو دياب، وتامر حسني، وحماقي، وأحيانًا دعوة مطربات لبنان، مثل نانسي، وهيفاء وهبي، وكارول سماحة، حيث يقضون نهارهم على الشاطئ، ويكملون يومهم ليلاً بالسهر حتى الصباح. أما شباب الطبقة المتوسطة فيلتقون على مقاهي وسط البلد يشربون الشيشة (النرجلية)، ومشروباتهم المتنوعة من الشاي والنسكافيه، أوالمشروبات المثلجة، أو يمارسون كرة القدم أيام العطلة في بعض الساحات، ويمكن أن تجد بعض الشباب والبنات يتجولون على كورنيش النيل، يتناولون "الترمس" والحمص، وعيونهم على نهر النيل، يحكون له قصصهم وأحلامهم. وفي الصعيد اعتاد أهل الجنوب على قضاء سهراتهم على صوت القرأن الكريم، حيث يجتمعون في مكان يسمى المندرة، و يمثل قاعة للاحتفالات والعزاء، ويستمعون للقرآن الكريم، عبر بعض المقرئين، سواءًا المعروفين منهم، أو من أهالي القرية، مع تناول الشاي، الذي يعد المشروب الرئيسي لدى غالبية أهل الصعيد.