طيران الإمارات

لاأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن رؤية حكومة دبي كان لها الفضل في تعزيز قُدرات «طيران الإمارات» وبالتبعية، في زيادة إسهامات الناقلة في قوة قطاع الخدمات اللوجستية بدولة الإمارات، هذه القوة التي تأكدت للعالم إبان ذروة تفشي «كوفيد 19» وما نجم عنها من اضطرابات في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية.

واختص سموه «البيان» بتصريحات عن أسباب قوة قطاع الخدمات اللوجستية بالدولة والدور الذي اضطلعت به «طيران الإمارات» تحديداً في بناء وتعزيز هذه القوة، وذلك في إطار سلسلة من التقارير والتحقيقات التي تُسلط من خلالها الضوء على القطاع بعد أدائه الذي أبهر العالم خلال فترة تفشي الجائحة.

واستهل سموه تصريحاته بالحديث عن الأسباب الجوهرية وراء قوة قطاع الخدمات اللوجستية في الإمارات فقال: «تنبع قوة قطاع الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات من عناصر عدة، أولها موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق، حيث تربط الشرق مع الغرب والشمال مع الجنوب. كما تتمتع الدولة ببنية أساسية قوية ومتكاملة، من المطارات والموانئ إلى الطرق البرية والمرافق الحيوية والخدمات الأخرى، وبالإضافة إلى الناقلات الوطنية الأربع، «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران» و«فلاي دبي» و«العربية»، التي تغطي مئات الوجهات في قارات العالم الست، هناك أيضاً عشرات الناقلات العالمية التي تعمل عبر مطارات الدولة برحلات منتظمة. كما تتردد رحلات الخطوط الملاحية الرئيسية بانتظام على موانئ الدولة، التي تعد من أحدث وأنشط المرافق البحرية في العالم».

ترانزيت

وتطرّق سموه بعد ذلك إلى مساهمة قطاع الشحن الجوي في بناء قوة قطاع الخدمات اللوجستية بالدولة، فقال: «تلعب صناعة الشحن الجوي دوراً رئيساً في خدمة قطاع الخدمات اللوجستية، فبالإضافة إلى نقل واردات وصادرات دولة الإمارات من وإلى دول العالم، فإن كثافة حركة الطيران عبر مطارات الدولة جعلت منها مركزاً لعبور البضائع «ترانزيت». كما لعبت حركة الشحن متعدد الوسائط دوراً مهماً أيضاً في قوة هذا القطاع الحيوي، ومنها الشحن البحري ـ الجوي، والبري ـ الجوي، والجوي ـ البري».

وتحدث سموه عن مساهمة أعمال الشحن الجوي لدى «طيران الإمارات» في بناء قوة قطاع الشحن الجوي بالدولة، فقال: «اعتمدت «طيران الإمارات» منذ انطلاقها في عام 1985 استخدام طائرات الجسم العريض، حيث إن أسطولها بالكامل مكون من هذه الطرازات وعلى سبيل المثال، فإن الطائرة من طراز «بوينج 777» بالإضافة إلى حمولتها الكاملة من الركاب وأمتعتهم، يمكنها استيعاب ما يتراوح بين 16 ـ 20 طناً من الشحنات المختلفة، وهو ما يزيد على حمولة طائرة «بوينج 737» أو «بوينج 320» المخصصة بكاملها للشحن».

مزيج

وأضاف سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم أنه ومع توسع أسطول طائرات الركاب، الذي زاد تعداده على 250 طائرة قبل تفشي الجائحة، وتطوير أسطول من الطائرات المخصصة للشحن «11 طائرة بوينج 777F» تحت العلامة التجارية «الإمارات للشحن الجوي»، فقد أصبحت «طيران الإمارات» الناقلة الأولى عالمياً في قطاع الشحن الجوي على مستوى الناقلات العالمية التي تشغل مزيجاً من طائرات الركاب والشحن.

وطورت «الإمارات للشحن الجوي» منتجات خاصة لخدمة مختلف القطاعات، مثل السيارات والخيل وقطع غيار الطائرات والحيوانات المنزلية الأليفة والتجارة الإلكترونية وغيرها، كما هيأت مرافق متطورة في مطاري دبي وآل مكتوم الدوليين للشحن المبرد للتعامل مع شحنات الأغذية الطازجة والزهور والأدوية».

وتابع سموه: «ومع طفرة التجارة الإلكترونية، أطلقت «الإمارات للشحن الجوي» منصة «إيمريتس ديليفرز» لتسليم التجارة الإلكترونية، تتيح للعملاء التسوق من عدة منافذ تجزئة في الولايات المتحدة وتجميع مشترياتهم وشحنها وتسليمها إلى منازلهم أو مكاتبهم. وتدعم هذه الخدمة، التي تتوفر للأفراد والشركات الصغيرة في دولة الإمارات، رؤية دبي في أن تصبح مركزاً عالمياً للتجارة الإلكترونية».

مرونة

وسلّط سموه الضوء على نجاح «طيران الإمارات» في التعامل مع أزمة اضطراب سلاسل الإمداد والتوريد العالمية الناجمة عن تفشي «كوفيد 19»، كما شدد سموه على مدلول النجاح الرائع الذي حققته هذه التجربة في تأكيد مرونة نموذج الأعمال الذي تتبناه الناقلة، فقال: «شهد العالم مع توقف رحلات الركاب الدولية تماماً في أواخر مارس 2020 نقصاً حاداً في سعة الشحن المتوفرة، ذلك أن كميات هائلة من البضائع كانت تنقل على هذه الرحلات. وأكدت «الإمارات للشحن الجوي» منذ بدء انتشار الجائحة التزامها بتيسير حركة التجارة وتسهيل نقل السلع الأساسية إلى أسواق عالمية، بما فيها دولة الإمارات وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها الصناعة، فقد واصلت «طيران الإمارات» نقل المنتجات الغذائية والإمدادات الطبية، إلى الوجهات التي تحتاجها. واستخدمت «طيران الإمارات» طائرات الركاب من طراز «بوينج 777» لنقل الإمدادات إلى مختلف دول العالم، حيث كان يتم تحميل البضائع في عنابر الشحن على الطائرات، ثم استخدمت الخزائن العلوية وبعدها المقاعد لنقل الشحنات الخفيفة، التي كانت في معظمها مستلزمات صحية وطبية، كالكمامات والملابس الواقية والمعقمات».

طاقة شحن

وأضاف سموه: «ومع زيادة الطلب، لجأت «طيران الإمارات» إلى إزالة مقاعد الدرجة السياحية من عدد من الطائرات لتوفير طاقة شحن أكبر. وبلغ عدد هذه الطائرات التي أطلقت عليها اسم mini freighters «شاحنات صغيرة»، 19 طائرة.

ومع بدء إنتاج وتوزيع اللقاحات، كانت «طيران الإمارات» في طليعة الناقلات التي سهّلت وصول جرعات اللقاح من مراكز إنتاجها إلى مختلف دول العالم. وزاد إجمالي لقاحات «كوفيد 19» التي نقلتها حتى مارس الماضي على مليار جرعة.

ويعود الفضل في قدرة «طيران الإمارات» على أداء هذه المهام إلى رؤية حكومة دبي، التي استثمرت في توسيع الأسطول وتطوير بنية أساسية متكاملة في الإمارة».

استجابة

واختتم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، بالحديث عن مساهمة أعمال الشحن الجوي في إجمالي إيرادات «طيران الإمارات» قبل وأثناء وبعد «كوفيد 19»، فقال: «كانت إيرادات الشحن الجوي في السنوات التي سبقت الجائحة تتراوح بين 13% و19% من إجمالي عائدات النقل. لكن «الإمارات للشحن الجوي» حققت أداءً ممتازاً في سنة الجائحة من خلال الاستجابة السريعة للطلب في الأسواق العالمية المتغيرة، حيث أسهمت في السنة المالية 2020 /‏‏‏‏ 2021 بنسبة 60% من إجمالي إيرادات النقل.

ووسعت عملياتها بسرعة، وأعادت بناء شبكة الشحن لتلبية الطلب القوي من الشاحنين، الذين واجهوا أزمة في السعة عندما أجبرت الجائحة الناقلات الجوية على تقليص رحلاتها بشكل كبير.

أداء ممتاز

وفي السنة المالية الفائتة، حققت «الإمارات للشحن الجوي» أداءً ممتازاً، حيث أسهمت بنسبة 40% من إجمالي عائدات النقل، وذلك بفضل قدرتها على الاستجابة السريعة والتكيف مع أنماط الطلب المتغيّرة في الأسواق العالمية غير المستقرة. كما حافظت على تفوقها في الصناعة العالمية من خلال التركيز على عملائها، وتقديم حلول مبتكرة للأسواق والاستفادة من إمكانات أسطولها وشبكتها. وأعادت بناء سعتها وشبكتها، التي تغطي حالياً نحو 140 وجهة، ونشرت بذكاء أسطولها من طائرات الشحن ووسعت عنابر الشحن على طائرات الركاب، لتلبية متطلبات العملاء، ولعبت دوراً مهماً في توفير لقاحات «كوفيد 19» وغيرها من الإمدادات الطبية للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وإبقاء المسارات التجارية مفتوحة أمام الإمدادات الغذائية والتجارة الإلكترونية وغيرها من السلع الأساسية».

   قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

طيران الإمارات تعلق رحلاتها من وإلى نيجيريا أول سبتمبر

طيران الإمارات تعيد تشغيل طائرة A380 إلى بيرث مطلع ديسمبر