"سوق التنين 2" ألوان من البهجة "الصينية"

ليس بعيداً عن صيرورة دبي، هذه الأيقونة الجامعة لمختلف أنماط الحياة العصرية وأنساق الحركة البشرية التي ترافق التطور المدهش والنمو المطّرد وألق المفاجآت المثيرة، ينتصب سوق التنين2، ثاني أكبر مجمع للمنتجات الصينية خارج الصين، ليحاذي شقيقه الأول "التنين الأكبر" الشاهد على سلالة "تونغ وسونغ" وقصص "المارد الأصفر"، معلناً عن بوابة جديدة لتسويق المنتجات المتنوعة، وأناقة المحال الجديدة وروح المكان العصرية، التي امتزجت فيها الأجواء الصينية بعبق العطور العربية والدخون الشرقية المنبعثة من الأكشاك الصغيرة التي وزعت بعناية فائقة في مختلف منعطفات المركز وردهاته اللامتناهية.
أناقة تستحث الرغبة في الاكتشاف وتثير فضول الزوار لإلقاء نظرة ولو خاطفة على بعض المنتجات التي وزعها أصحابها بإتقان وحرفية وسط البهو الرئيس للمركز، ولفتوا بها أنظار الصغار والكبار، فراحوا يلتمسون مكاناً وسط الزحام الذي ابتدأ يتزايد أمام المحال أو قبالة باعة الأجهزة المنزلية والأدوات المكتبية وأجهزة التواصل ومختلف محال بيع المعدات الصوتية وأجهزة الإنارة ومواد البناء، وحتى المحال المتخصصة في بيع المفروشات والألعاب وغيرها.
رحابة "سوق التنين 2" كانت بادية للعيان، منذ اللحظات الأولى لوصول الزوار وتوزّعهم بأريحية بين مختلف مساحات المواقف الطابقية الشاسعة التي خصصها المركز لرواده، وأرشدت إليها مختلف اللوحات الموزعة على الطريق المؤدية للسوق، لتتجاوز معماريتها المبتكرة أكثر من 5000 سيارة تسهّل على الزوار التوزع في مختلف أرجاء الأماكن المخصصة للسيارات، وسهولة الوصول إلى الأبواب المتعددة للمركز التجاري الجديد، الذي انفتح على وجهات تسوّق جديدة وتصاميم متنوعة لا تبتعد عن رمزية "التنين" وما يحمله هذا الكائن من قوة وغموض جسّدته مختلف الحكايا والقصص الأسطورية القديمة التي ارتبطت بذاكرة الناس.
لا تتوقف متعة الترفيه والتسوّق على جملة المحال التجارية المتنوعة التي استقطبت زوار المركز، أو عنصر التشويق الذي تكفلت به الأسعار المعقولة للبضائع المعروضة فحسب، بل تجاوزتها لتصل إلى باقة من الخدمات الأخرى التي يعرضها المركز على مرتاديه من خلال المصارف المحلية ومكاتب الصرافة العالمية وفروع أهم شركات الخدمات الاتصالية الموزعة في مختلف أرجاء المركز، هذا إلى جانب الصيدليات ومراكز الصحة والجمال الصينية المتخصصة التي يعود تاريخ أغلب فروعها إلى إرث صيني تقليدي موغل في القدم، وشاهد على الأساليب العلاجية الشهيرة التي عرفت بها هذه المنطقة، خصوصاً في علاجات الوخز بالأبر وطب الأعشاب والحمامات التقليدية وغيرها.
في الوقت الذي افتتحت "نوفو سينماز" دار عروضها السينمائية الجديدة في السوق الجديدة، لتضم بوابة السحر الجديدة 12 شاشة عرض اتسعت لأكثر من 1800 مقعد، بعد أن تم تجهيزها بأحدث التكنولوجيا المخصصة لعرض أهم وأبرز الأفلام العالمية، وضمان تجربة سينمائية ممتعة ومميزة لروادها.
ليس من السهل استكمال تجارب الإمتاع والإثارة في "التنين2" من دون الانتباه إلى باقة المطاعم والمقاهي التي وزعت في مختلف أرجاء المكان وفي مداخل المركز، بشكل تنوعت معه قوائم الروائح ومتعة الاكتشاف. وبين قائمة المقاهي التقليدية الصينية "دراغون كافيه"، والعلامات التجارية العالمية التي تعرض على ذائقة زوارها مختلف التجارب العضوية، يضرب رواد الذوق موعداً متجدداً مع مطابخهم المفضلة، ويلتقي الباقون مع طقوسهم اليومية في تناول مختلف أنواع القهوة والشاي الذي خصصت له أشهر المحال الصينية في طرق تقديم أرقى وأغلى أنواع الشاي الأخضر بطرق تقليدية ملهمة تقود الزائر إلى رحلة بحث عن تاريخ هذا المشروب العريق وطرق تطوّره عبر الزمن.
من بين أكثر من 500 محل تجاري وعلامة تجارية معروفة، تنتصب في الطابق العلوي من السوق "قاعة سوق التنين" أو ردهة التنين، حيث تصطف العشرات من الأكشاك الصغيرة التي اكتمل تصميمها وبناؤها بشكل متناسق ينتظر أصحابها وزوار السوق الجديدة، في انتظار انطلاق مؤشرات حركة نشطة من العرض والطلب الخاص بمختلف الإكسسوارات ومستحضرات التجميل والعطور المتنوعة، ومختلف الهدايا الفريدة والبسيطة الكلفة، القادرة على رسم البهجة بفضل حداثة أفكارها وطرق عرضها.