رواج سياحيّ في شمال المملكة

تمر مدينة أغادير، التي تعد من أهم الوجهات السياحية في المغرب، بظروف صعبة خلال العام الجاري، حيث أوضحت الأرقام الصادرة عن المرصد السياحي أن المدينة عانت من تراجع في عدد السياح الذين وفدوا عليها إلى نهاية شهر يوليو/تموز؛ وهو ما يكرس من الأزمة التي تعيشها المدينة، بسبب تراجع توافد السياح الفرنسيين على الخصوص.

وحسب الأرقام ذاتها، فإن المدينة الساحلية التي تصنف ضمن أهم الوجهات السياحية عرفت نموا بسيطا بـ4 في المائة في عدد ليالي المبيت في المؤسسات الفندقية المصنفة في المدينة؛ وذلك مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي, وعلى غرار مراكش، فإن أغادير تعاني هي الأخرى من تراجع في عدد السياح الوافدين من فرنسا بنسبة 15.3 %، بالإضافة إلى انخفاض في عدد السياح من بريطانيا بنسبة 13.9 %، وتراجع السياح الألمان بنسبة 3 %, فيما لم تنجح مدينة أغادير في استقطاب السياح الداخليين للمغرب، حيث عرفت تراجعا في عدد المغاربة الوافدين على عاصمة سوس مقارنة مع العام الماضي، حيث لا يشكل هؤلاء إلا الثلث من السياح، وتتراجع هذه النسبة خلال الفترة الممتدة ما بين شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو التي تعد فترة الذروة بالنسبة إلى الموسم السياحي.

وعلى الرغم من حفاظ مدينتي مراكش وأغادير على تصنيف الوجهات السياحية الأولى للمغرب، فإن التوجه الجديد للسياحة الداخلية نحو الشمال جعل مدنا مثل تطوان وطنجة تعرف رواجا سياحيا جيدا خلال الأشهر الماضية من العام الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، حيث ارتفعت نسبة السياح الداخليين إلى وجهة طنجة وتطوان بنسبة 50 %؛ وهي نسبة أكبر من النسبة المحققة خلال العام الماضي.

ويبقى الرهان على السياحة الداخلية هو الكفيل بإنقاذ العديد من الوجهات السياحية؛ ذلك أن وجهة الشمال تعرف، حاليا، نموا ملحوظا بسبب ارتفاع الإقبال عليها من لدن المغاربة؛ بينما تعاني الوجهات السياحية التقليدية من تراجع كبير، خصوصا مراكش وأغادير، بالنظر إلى اعتمادها على السوق الفرنسية بالخصوص والتي تشكل أكثر من نصف السوق السياحية لمدينة “سبعة رجال”.