بقلم - جهاد الخازن
قال شاعر:
النفس تكلف بالدنيا وقد علمت / ان السلامة منها ترك ما فيها
والله ما قنعت نفسي بما رزقت / من المعيشة إلا سوف يكفيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها / ودورِنا لخراب الدهر نبنيها
كم من عزيزٍ سيلقى بعد عزته / ذلاً وضاحكةٍ يوما ستبكيها
وقال شاعر:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له / وتتقي مربض المستنفر الحامي
وقال رجل ضربه أحفاده وأدموه:
إن بنيّ ضرجوني بالدم / شنشنة أعرفها من أخزم
من يلق أبطال الرجال يُكلم / ومن يكن ذا أودٍ يقوم
وأنتقل الى بعض النثر وقول طويس الذي يضرب به المثل في الشؤم:
ولدت يوم مات الرسول، وفطمتني أمي يوم مات أبو بكر، وبلغت الحلم يوم قتل عمر بن الخطاب، وتزوجت يوم قتل عثمان، وولد لي يوم قتل عليّ بن أبي طالب
أعود الى الشعر ومن أجود ما قرأت:
قل ما بدا لك من زور ومن كذب / حلمي أصمّ وأذني غير صماء
وقرأت:
تأنّ ولا تعجل بلومكِ صاحباً / لعل له عذراً وأنت تلوم
وقالت إمرأة ولد لها ثلاث بنات فهجرها زوجها:
ما لأبي الذلفاء لا يأتينا / وهو في البيت الذي يلينا
غضبان ان لم نلد له البنينا / وإنما نعطي الذي أعطينا
فلما سمع الرجل هذا الكلام عاد الى زوجته
وقال قراد بن أجدع للنعمان بن المنذر:
فإن يكُ صدر هذا اليوم ولى / فإن غداً لناظره قريب
الفرزدق قال بعد أن طلق النوّار:
وكنت كفاقئ عينيه عمداً / فأصبح لا يضيء له النهار
وقال غيره:
فأصبحت لا أستطيع رداً لما مضى / كما لا يردّ الدرّ في الضرع حالبه
الكسعيّ كسر قوسه وندم فقال:
ندمت ندامة لو أن نفسي / تطاوعني إذاً لقتلت نفسي
تبين لي سفاه الرأي مني / لعمر الله حين كسرت قوسي
قال جرير:
إني لأرجو منك خيراً عاجلاً / والنفس مولعة بحب العاجل
السمؤال قال:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه / فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها / فليس الى حسن الثناء سبيل
تُعيِّرُنا أنّا قليل عديدنا / فقلت لها إن الكرام قليل