بقلم - جهاد الخازن
بعض الشعر العربي القديم
قال طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً / ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له / بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد
لعمرك ما الأيام إلا معارةٌ / فما اسطعت من معروفها فتزود
وقال غيره:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا / متى أضع العمامة تعرفوني
وقرأت:
يا أطيب الناس ريقا غير مختبر / إلا شهادة أطراف المساويك
قد زرتنا مرة في الدهر واحدة / ثنّي ولا تجعليها بيضة الديك
أجار بدوي ضبعاً فقامت في الليل وبقيت بطنه وشربت دمه فقيل:
ومن يصنع المعروف في غير أهله / يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
صخرة إمرأة الحصين الكلابي كانت تبحث عن زوجها فقيل:
كصخرة إذ تسائل في مراح / وفي جرم وعلمهما ظنون
تسائل عن حصين كل ركب / وعند جهينة الخبر اليقين
فمن يكُ سائلاً عنه فعندي / لسائله الحديث المستبين
وقال شاعر:
المستجير بعمرو عند كربته / كالمستجير من الرمضاء بالنار
وقرأت:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة / ولكن عين السخط تبدي المساويا
وقرأت أيضاً:
رأيت النفس تكره ما لديها / وتطلب كل ممتنع عليها
وقيل في قبّرة:
يا لك من قبّرة بمعمر / خلا لك الجو فبيضي واصفري
وكان رجل من العرب يعبد صنما فنظر يوماً الى ثعلب يبول على الصنم فقال:
أربٌ يبول الثعلبان برأسه / لقد ذُلّ من بالت عليه الثعالب
وقرأت:
سوف ترى إذا انجلى الغبار / أفرس تحتك أم حمار
وقال شاعر:
حسن قول نعم من بعد لا / وقبيح قول لا بعد نعم
وقال غيره:
أعلمه الرماية كل يوم / فلما اشتدّ ساعده رماني
وكم علمته صوغ القوافي / فلما قال قافية هجاني
وقال شاعر آخر:
أولئك إخوان الصفا رزئتهم / وما الكف إلا أصبع ثم أصبع