جهاد الخازن

قال ابن عنين:

دخلت على ابن الشهرزوري ليلةً / وقد أغلقت دون الوزير المغالق

فعاينته ولهانَ يرطل فيشةً / وينشدها والخدّ بالدمع غارق

وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا / سوى أن يقولوا إنني لك عاشق

نعم صدق الواشون أنت حبيبة / اليّ وإن لم تصفُ منك الخلائق

وقال إبن الرومي:

أعانقها والنفس بعد مشوقة / اليها وهل بعد العناق تداني

فألثم فاها كي تزول صبابتي / فيشتد ما ألقى من الهيمان

وما كان مقدار الذي بي من الجوى / ليشفيه ما ترشف الشفتان

كأن فؤادي ليس يشفي غليله / سوى أن يرى الروحين يمتزجان

وقالت إمرأة لزوجها:

أدعو الذي صرف الهوى / مني اليك ومنك عني

أن يبتليك بما ابتلاني / أو يسلّ الحب مني

وقال قيس بن الملوح:

ما بال قلبك يا مجنون قد خلعا / في حب من لا ترى من نيله طمعا

الحب والودّ نيطا بالفؤاد لها / فأصبحا في فؤادي ثابتين معا

لا أستطيع نزوعاً عن مودتها / ويصنع الحب بي فوق الذي صنعا

كم من دني لها قد كنت أتبعه / ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا

وزادني كلفاً في الحب أن منعت / أحبّ شيء الى الإنسان ما منعا

إقرَ السلام على ليلى وحقّ لها / مني التحية إن الموت قد نزعا

أمات أم هو حيّ في البلاد فقد / قلّ العزاء وأبدى القلب ما جزعا

وقال ابن مرداس:

نظر العيون الى العيون هو الذي / جعل الهلاك الى الفؤاد سبيلا

ما زالت اللحظات تغزو قلبه / حتى تشحط فيهن قتيلا

وقرأت:

تولع بالعشق حتى عشق / فلما استقل به لم يطق

رأى لجّة ظنها موجة / فلما تمكن منها غرق

ولما رأى أدمعاً تُستهلّ / وأبصر أحشاءه تحترق

تمنى الإفاقة من سكره / فلم يستطعها ولم يستفق

وقال الأقرع بن معاذ:

ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر / حبيبا ولا وافى اليك حبيب

وقال ابن المعتز:

الحب داء عضال لا دواء له / يحار فيه الأطباء النحارير

قد كنت أحسب أن العاشقين غلوا / في وصفه فإذا بالقوم تقصير

وقال آخر:

يسائلني عن علتي وهو علتي / عجيب من الأنباء جاء به الخبر

وقرأت:

إن تجفني فلطالما واصلتني / هذا بذاك فما عليك ملام