بقلم : جهاد الخازن
قال ابن عنين:
دخلت على ابن الشهرزوري ليلةً / وقد أغلقت دون الوزير المغالق
فعاينته ولهانَ يرطل فيشةً / وينشدها والخدّ بالدمع غارق
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا / سوى أن يقولوا إنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت حبيبة / اليّ وإن لم تصفُ منك الخلائق
وقال إبن الرومي:
أعانقها والنفس بعد مشوقة / اليها وهل بعد العناق تداني
فألثم فاها كي تزول صبابتي / فيشتد ما ألقى من الهيمان
وما كان مقدار الذي بي من الجوى / ليشفيه ما ترشف الشفتان
كأن فؤادي ليس يشفي غليله / سوى أن يرى الروحين يمتزجان
وقالت إمرأة لزوجها:
أدعو الذي صرف الهوى / مني اليك ومنك عني
أن يبتليك بما ابتلاني / أو يسلّ الحب مني
وقال قيس بن الملوح:
ما بال قلبك يا مجنون قد خلعا / في حب من لا ترى من نيله طمعا
الحب والودّ نيطا بالفؤاد لها / فأصبحا في فؤادي ثابتين معا
لا أستطيع نزوعاً عن مودتها / ويصنع الحب بي فوق الذي صنعا
كم من دني لها قد كنت أتبعه / ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا
وزادني كلفاً في الحب أن منعت / أحبّ شيء الى الإنسان ما منعا
إقرَ السلام على ليلى وحقّ لها / مني التحية إن الموت قد نزعا
أمات أم هو حيّ في البلاد فقد / قلّ العزاء وأبدى القلب ما جزعا
وقال ابن مرداس:
نظر العيون الى العيون هو الذي / جعل الهلاك الى الفؤاد سبيلا
ما زالت اللحظات تغزو قلبه / حتى تشحط فيهن قتيلا
وقرأت:
تولع بالعشق حتى عشق / فلما استقل به لم يطق
رأى لجّة ظنها موجة / فلما تمكن منها غرق
ولما رأى أدمعاً تُستهلّ / وأبصر أحشاءه تحترق
تمنى الإفاقة من سكره / فلم يستطعها ولم يستفق
وقال الأقرع بن معاذ:
ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر / حبيبا ولا وافى اليك حبيب
وقال ابن المعتز:
الحب داء عضال لا دواء له / يحار فيه الأطباء النحارير
قد كنت أحسب أن العاشقين غلوا / في وصفه فإذا بالقوم تقصير
وقال آخر:
يسائلني عن علتي وهو علتي / عجيب من الأنباء جاء به الخبر
وقرأت:
إن تجفني فلطالما واصلتني / هذا بذاك فما عليك ملام