جهاد الخازن


قال الكميت بن زيد في مديح النبي محمد:

فاعتتب الشوق عن فؤادي / والشعر الى من اليه معتتب

الى السراج المنير أحمد لا /  تعدلني رغبة ولا رهب

عنه الى غيره ولو رفع الناس / اليّ العيون وارتقبوا

اليك يا خير من تضمنت الأرض / ولو عاب قولي العيب


وقال ابن ميادة:

أتظهر ما في الصدر أم أنت كاتمه / وكتمانه داء الذي هو كاتمه

واضماره في الصدر داء وعلّة / وإظهاره شنع لمن هو عالمه


وقال أبو الشيص:

ضع السر في صماء ليست بصخرة / صلود كما من سائر الصخر

ولكنها قلب امرئ ذي حفيظة / يرى ضيعة الأسرار من أكبر الشر

يموت وما ماتت كرائم فعله / ويبلى ولا يبلى ثناه على الدهر

فذاك ولا صماء من رام كسرها / بمعوله ذلّت بكفيه للكسر 


ولكلثوم بن عمرو:

يا ليلة لي في حوران ساهرة / حتى تكلم في الصبح العصافير

أفي الأماقي انقباض عن جفونهما / أم في الجفون عن الآماق تقصير


وقال طرفة بن العبد:

يا لك من قنبرة بمعمر / خلا لك الجو فبيضي وأصفري

قد رُفع الفخ فماذا تحذري / ونقري ما شئتِ أن تنقري

قد ذهب الصياد عنكِ فأبشري / لا بد يوما أن تُصادي فاصبري


وقال أبّان اللاحقي:

اخفض الصوت إن نطقت بليل / والتفت بالنهار قبل المقال

ليس للقول رجعة حين يبدو / بقبيح يكون أو بجمال


وقال ابن عبدل:

يا أبا طلحة الجواد أغثني / بسجال من سيبك المقسوم

أحيّ نفسي فدتك نفسي فإني / مفلس قد علمت ذاك عديم

أو تطوع لنا بسلفٍ دقيق / أجره إن فعلت ذلك عظيم


قال الأعشى:

ودع هريرة إن الركب مرتحل / وهل تطيق وداعا أيها الرجل

غراء فرعاء مصقول عوارضها / تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل


هجا الأعشى قوماً وقارنهم بالقراد:

فلسنا لباغي المهملات بقرفة / إذا ما طها بالليل منتشراتها

أبا مسمع أقصر فان قصيدة / متى تأتكم تلحق بها أخواتها


قال ابن أبي فنن:

رأوا مال الإمام لهم حلالاً / فقالوا الدين دين بني صهارى

ولو كانوا يحاسبهم أمين / فقد سلحوا كما سلح الحبارى