الجزائر - و.أ.ج
عرضت قاعة سينما "الخيام" بالجزائر العاصمة ظهر يوم الخميس شريطا وثائقيا للمخرجة الشابة سهام مراد بعنوان "خضرة و اجماعته.حياة في السينماتك " تكريما لهذه المؤسسة العتيقة والعاملين بها.
حملت المخرجة على مدى 30 دقيقة من هذا العرض الأولي الجمهور إلى عوالم ذاكرة سينماتك الجزائر (متحف السينما) من خلال ذكريات و أحاديث عمالها الذين قضوا حياتهم داخل هذه المؤسسة الثقافية التي كانت تعد قطب إشعاع ونشاط فني.
واختارت المخرجة خضرة بودهان الوجه المالوف لدى رواد القاعة كهمزة وصل للربط بين الشخصيات والأحداث التي يرويها الفيلم .
و قد بدأت خضرة التي التحقت بالمؤسسة في 1964 كمضيفة (ترشد رواد القاعة إلى أماكنهم) ثم بائعة تذاكر قبل أن تصبح لاحقا مسؤولة القاعة .
و من خلال متابعة الكاميرا لخطوات خضرة في طريقها إلى القاعة المتواجدة في محيط الاحياء الشعبية العريقة والأكثر حركية رصدت صورا جميلة عن العاصمة وعمرانها المتميز .
و ركزت المخرجة وكاتبة السيناريو في طرحها على الجانب الإنساني لشخصيات الفيلم التي يحمل كل منها جانبا خفيا من ذاكرة المكان ( السينماتك)الذي كان مزار هواة السينما و النخبة لمشاهدة الأفلام و تنشيط النقاشات التي تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل .
يكتشف المشاهد من خلال البومات الصور التي تستعرضها خضرة داخل بيتها عن وجوه فنية شهيرة كانت تتردد على السينماتك مثل يوسف شاهين و جاك لانقلوا مؤسس أول سينماتك في العالم وغيرهم .و أيضا صور مؤسسها احمد حسين و احد مدراء ها الأكثر نشاطا بوجمعة كارش الذي كان يردد في أوج الأزمة التي مرت بها البلاد "شاهدوا الأفلام حتى لا تموت السينما عندنا " .
أعرب الحضورعن تأثرهم بما قدمه الفيلم خاصة المخضرمين الذين عاد بهم إلى "الزمن الجميل" كما قالوا بالرغم من تأكيد المخرجة بأنها لم تقدما فيلما عن "النوستالجيا" بل عن التواصل بين الأجيال حيث ينتهي بصور مجموعة من التلاميذ يتابعون فيلما داخل القاعة.
و عن فكرة الفيلم قالت سهام مراد أنها كانت تريد إنتاج فيلم عن شارع طنجة بالقريب من القاعة الذي يعج بكثير من الذكريات عن العاصمة لكنها فضلت بعد أن التقت بالعاملين بالقاعة تقديم هذا الشريط ثم العمل على مشاريع أخرى حول الأمكنة و الذاكرة .