دبي -صوت الإمارات
كل شيء كان مدعاة للفرح في العرض الخاص لفيلم الخيال العلمي "ستار تريك"، الذي عرض أول من أمس في "نوفو سينما" في "ابن بطوطة مول"، ليس أولها عرض الفيلم بالتزامن مع مرور 50 عاماً على إنتاج السلسلة، وليس آخرها مشاهد عدة ورئيسة تم تصويرها في دبي. هذا العرض الخاص لم يدرك منظموه، أنه وبسبب حماسة العديد من عشاق السينما وعشاق تلك السلسلة، أنهم سيضطرون إلى فتح شاشة عرض أخرى لتستوعب الأعداد الكبيرة التي جاءت لتكون جزءاً من الاحتفالية بهذا الجزء الذي يحمل العديد من الأخبار التي يريد أن يقولها.
الفيلم الذي سيُعرض اليوم في غالبية دور العرض المحلية، من إخراج جاستن لين، وبطولة كريس باين، زاكاري كوينتو، سايمون بيج، كارل أوربان، زوي سالدانا، جون تشو، إدريس إلبا، وأنطوان يلتشين الذي توفي الشهر الماضي إثر حادث سيارة، والذي بدأت شارة الفيلم بالتوجه الى التذكير به ونعيه.
أحداث الفيلم في هذا الجزء جاءت لتؤكد أن مدينة دبي، صارت واحدة من أهم المدن العالمية التي تستقطب اهتمام شركات الإنتاج السينمائية، ولم يعد مستغرباً وجودها ضمن بنية حدث سينمائي عالمي، فمن سيشاهد الفيلم، سيدرك أن مشاهد دبي التي ظهرت في أماكن مختلفة، عززت من فكرة الفيلم الرئيسة المراد إيصالها، والتي لها علاقة بالبحث دائماً عن سبل الى السلام والاستقرار على كوكب الأرض، حيث دبي تشكل مدينة المستقبل الموجودة على الأرض، والتي يتمنى الاتحاد الفضائي خارج الكوكب الأرضي أن يحافظ عليها من أي اعتداءات خارجية.
وبدأت أحداث الفيلم مع الكابتن جايمس تي كريك، وهو يقف كتلميذ أمام مخلوقات فضائية، يحاول أن يقدم لهم رمزاً يفسره أن له دلالة على تعميم السلام في الفضاء، لكن ردة فعل هؤلاء الفضائيين ذوي الأشكال الغريبة على هدية الكابتن كانت عنيفة، تحت اثر استغرابه، وبلمح البصر وبنداء استغاثة يعود كابتن جايمس الى عربته الفضائية المشغولة بتنفيذ مشروع يُطلق عليه USS Enterprise، وهو مشروع يريدون نشره عبر الاتحاد الفضائي، ليعم السلام خارج كوكب الأرض.
وتمر أحداث الفيلم للتذكير بشخصيات الفيلم الرئيسة، ودور كل واحد منهم في ذلك المشروع، تمر عبر حوارات ومشاهد لها علاقة بسنوات ثلاث قضاها الكابتن خارج كوكب الأرض، كي يحافظ على مدينة المستقبل التي يعمها الخير والسلام على كوكب الأرض، والاتفاقات التي يبرمها مع الفضائيين ليضمن استقرار كوكب الأرض من أي اعتداء، لتنتقل المشاهد الى دبي بشوارعها وناسها، ويعلو تصفيق الجمهور المتعدد الجنسيات الذي كان حاضراً، كردة فعل طبيعية على مدينة يعيشون على أرضها، يحبونها ويخلصون لها.
وفي لحظة تؤكد أهمية الكابتن جايمس وفريقه في اتحاد الكواكب، تظهر شخصية فضائية غريبة الشكل بطبيعة حال سكان الكواكب الأخرى، لطلب المساعدة بإيجاد مركبتها التي فقدتها وفقدت معها فريقها، عبر مسار مملوء بالمخاطر، وغير محدد الهوية، يقوم الكابتن جايمس بتحضير فريقه، وهو يدرك خطورة الذهاب الى مسار قد يفقده الاتصال بكل المركبات في الفضاء، ويؤكد لفريقه أن الشيء الوحيد المضمون في تلك العملية هو فريق العمل في تلك المهمة، الذين يجب عليهم اتخاذ القوة والصبر في تجربة جديدة عليهم، ومنذ لحظة اتخاذ القرار، تبدأ الأحداث الفعلية في الفيلم، التي يظهر معها العدو الجديد لاتحاد الطيران ولمشروع USS Enterprise، وهم لا يريدون من جايمس سوى تلك القطعة الأثرية التي كان يريد إهداءها في بداية الفيلم إلى مخلوقات فضائية كرمز للسلام.
وعلى الرغم من اعتذار المخرج جي جي إبرامز عن تصوير هذا الجزيء، ليتولى المخرج جاستين لين الذي أخرج بعض أجزاء فيلم الأكشن والحركة والسيارات "السرعة والغضب" مرشحاً قوياً له، يتولى هذه المهمة، وهي تجربته الأولى في صناعة فيلم خيال علمي. حاول لين أن يكون على قدر التوقعات، لكن من يعرف أعماله السابقة يدرك القليل في التخبط في تجربته الأولى نحو إدارته للفيلم من طاقم عمل وإضاءة ومؤثرات صوتية وبصرية، ناهيك عن الغرافيك، فكانت ثمة مشاهد تؤكد ذلك التخبط، خصوصاً في المرحلة الأولى التي جابهت سفينة الكابتن جايمس العدو المجهول في الفضاء، تلك المشاهد كانت مزعجة للعين أكثر منها حماسية، بالرغم من أنها المشاهد التي بدأت معها حبكة الفيلم في الظهور، والتي تتلخص بظهور عدو جديد، لا أحد يعرفه، يتفنن بالقتل ولغة قطع الرأس، حتى لو كان المقصود بها قطع رأس المركبة الفضائية.
ومنذ مشهد المعركة الأولى، التي فقد بها الكابتن عدداً من أعضاء فريقه، وضحت شخصية أوهارا بنفسها، التي تعتبر عنصراً مهماً في فريقه، خصوصاً في رصد الاتصالات بين الأرض والفضاء، لتصبح أسيرة لتلك المخلوقات الجديدة على عالم الكواكب، مقابل إنقاذه لإدراكها بأنه سيأتي وينقذها، ويخلصهم من هذا الشر الجديد، تنتقل أحداث الفيلم الى محطة أخرى، خصوصاً بعد أن تفرق فريق الكابتن، وأصبح كل واحد منهم بجهة، مع الفتاة التي جاءتهم طالبة النجدة، والتي تتضح بعد مسار أحداث الفيلم علاقتها مع الجماعة الشريرة.
الفيلم مملوء بالحركة، والمشاهد التي يتخللها شيء من الكوميديا، خصوصاً بالحوارات التي تجمع بين الطبيب بونز وسبوك، وظهرت في الفيلم شخصيات جديدة، أثرت في وقع السلسلة ستتعرف إليها اليوم في العرض الجماهيري، مع سيناريو أسهم في كتابته كلٌ من سايمون بيج وروبرتو أوركي، ووضعا ثقلهما كي يكون خفيفاً وقريباً الى ذهن المتلقي، مع كل الصراعات التي ستدور من أجل أن يعم السلام الأرض والفضاء. فيلم هو ليس الأفضل تكنيكياً على الأقل مقارنة بأجزاء فائتة، بالرغم من أداء جيد كانت تنقصه ادارة أكثر خبرة في ذلك المجال من الصناعة "الخيال العلمي"، لكن موضوع الفيلم يهم الجميع، ويقترب من واقعهم بشكل مباشر، مع الكثير من المفاجآت التي لها علاقة بالولاء والخيانة، ومع وصول الفيلم الى نهايته وطريق الخلاص من ذلك العبء كفيلة بأن تجعلك كمشاهد تنتظر كل لحظة في الفيلم بحماسة ودون ملل، مع وجود حالة الترقب التي من السهل أن تسيطر عليك.