القاهرة - صوت الإمارات
جرى مساء الأحد بكوبنهاغن عرض فيلم "مباركة” للمخرج المغربي محمد زين الدين ضمن فعاليات دورة السينما العربية، التي تمتد من 1 إلى 20 أكتوبر / تشرين الأول .
ويفتتح الفيلم (102 دقيقة)، الذي تم إنتاجه في عام 2018، بلقطة من سفر خلال عبور قطار يمر بمنطقة متربة توحي بأن الأمر يتعلق بمحيط منجم للفوسفاط. ومن خلال جرعة ذكية، يقود الفيلم المشاهد، على طول مسار أزقة متعرجة لحي هامشي لإخاله بهدوء في الأجواء الحميمة للشخصيات.
وهكذا، نتعرف على مباركة (فاطمة عاطف)، وهي معالجة يخشاها الجميع ويحترمها، وشعيبة (مهدي العروبي)، ثلاثيني جامح، وعبده (أحمد المستفيد)، مراهق يبلغ من العمر 16 عاما ويسعى للخروج من وضعيته الهشة من خلال تعلم القراءة والكتابة.
وانطلاقا من تشابك هذه الشخصيات المتنوعة، والمواقف المتناقضة، والقصص المختلفة، تتكشف الحبكة الروائية حيث سيعمد شعيبة، الذي يعاني من الإكزيما إلى زيارة مباركة، بناء على نصيحة عبده لطلب العلاج من المرض.
وسرعان ما تحولت العلاقة المضطربة بين الشخصيات الثلاثة إلى منعطف دراماتيكي، بلغ ذروته عند مقتل الشاب عبدو على يد مباركة، والدته بالتبني.
وكحلقة مفرغة، سينتهي الفيلم على نفس مشهد البداية.. سفر القطار وسباق نحو المجهول لفتاة حافية القدمين في أرض قاحلة.
مع نهاية العرض، تضيء الأنوار، ويسود صمت ثقيل جنبات القاعة. يبقى المشاهدون شاردين للحظة، قبل أن تتوالى التصفيقات. لقد تمكن الفيلم، الذي تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، من جذب جمهور كبير ومتنوع.
وفي حوار مع الجمهور أكد محمد زين الدين (من مواليد وادي زم) أن هذا الفيلم بمثابة إعادة كتابة فنية لطفولته، بذكرياتها المختلفة، مؤكدا أن الشخصيات بالرغم من طابعها المتخيل إلا أن لها امتدادات قوية في العالم الحقيقي.
وبالمناسبة ذاتها، تسنى للحاضرين الاستمتاع بمأدبة، قدمتها السفارة المغربية في الدنمارك، حيث كانت الفرصة سانحة لاكتشاف أسرار فن الطهي المغربي من خلال أطباق متنوعة.
وبعد الفوز بأربع جوائز في مهرجان طنجة الوطني الأخير واثنتين أخريين في روتردام ونابولي، تم عرض فيلم "مباركة"، بما تمثله من جدارية اجتماعية حقيقية ضد الجهل والأمية، يوم السبت الماضي في مسابقة رسمية لمهرجان الفيلم العربي مالمو (من 5 إلى 8 أكتوبر). كما أنه مدرج ضمن برنامج مهرجان الفيلم العربي آرهوس (من 4 إلى 9 أكتوبر).