الفنان الإماراتي جمعة علي

يعود الفنان الإماراتي جمعة علي، هذا العام، إلى طبيعته الكوميدية بشكل أكبر، بعد تجربة "القياضة" التي استمرت لموسمين متتاليين، ليجد نفسه على شاشته الأثيرة التي شهدت العديد من الأعمال التي تألق فيها، مبكرًا، حينما قررت الفنانة سميرة أحمد الاستعانة بنجوم شباب برعوا على خشبة المسرح، ليقدموا أعمالًا تلفزيونية، كان منهم هذا الشاب الذي لفت الأنظار بشدة.

جمعة يخوض هذا العام تجربة وصفها بـ"المختلفة" مع الفنان أحمد الجسمي، عبر مسلسل "الحرب العائلية" الذي يمتد لثلاثة أجزاء، أولها "الحرب العائلية الأولى"، الذي يعرض يوميًا على مدار شهر رمضان على شاشة سما دبي، بعد أن خاض في المرحلة الأخيرة العديد من الأدوار؛ منها دوره في مسلسل "دكة الفريج" وغيره، بالإضافة إلى تجارب سينمائية، مثل "زفاف ملكي" لجمال سالم، والعديد من الأعمال التي رغم تعددها لم تستوعب كامل إمكانات جمعة علي، الذي لايزال بانتظار فرص أكبر.

وعلى الرغم من اشتهار جمعة في العديد من الأدوار الكوميدية، إلا أن نظرة على مجمل أعماله، والتي كان رمضان دومًا بوابة عرضها على الشاشات المحلية، تؤكد أنه منفتح إلى حد كبير على أدوار متنوعة، بعضها يحرص غالبًا الفنان الكوميدي على تجنّبه، وهي أدوار الشر، التي لم تخلُ منها أعماله، فضلًا عن الأدوار الجادة، بما في ذلك الدراما الاجتماعية وأيضًا التراثية.

وسواء كان جمعة في المسرح أو في دراما تلفزيونية، أو حتى في سجيته وسط زملائه وأقرانه فإنه يظل بمثابة طاقة كوميدية بالفطرة، تتحدى قدرة من يصادفها دومًا على كتم "الضحكة"، ورغم أنه سعى لقبول أدوار تؤكد قدراته الفنية المتنوعة، لكن الكثير من المخرجين، اقتنعوا به بشكل أكبر في هذا الإطار الكوميدي. رغم ذلك فإن جمعة علي يراهن على دوره في "الحرب العائلية" بشكل كبير، لاسيما أن العمل يظهره في دور جديد يستمد من طبيعته طرافة كوميدية، وهو "يوسف" الشاب الذي يعاني ضعف السمع، بكل ما يترتب عليه من مفارقات ضمن أسرة الفنانة البحرينية سعاد علي، التي تلعب دورًا مناهضًا لأسرة "خميس الخامس عشر" الذي يقوم بدوره الفنان أحمد الجسمي.

ويبدو جمعة علي واحدًا من أنشط الفنانين الإماراتيين من خلال تنوع تجاربه الدرامية، إذ عمل مع أكثر من مدرسة إخراجية، فبعد تجربته مع الفنان والمخرج السوري سلوم حداد عبر "القياضة" بجزأيه، خاض تجربة مهمة مع واحدة من أهم المخرجات السوريات، وهي رشا شربتجي، في مسلسل "وش رجعك"، وهو العمل الذي استفاد منه جمعة علي، لاسيما أنه متكئ على كم كبير من الأشعار التي تجعله تجربة مختلفة، بخلاف العديد من الأعمال التراثية والمعاصرة المتنوعة التي خاضها. الانتقال في تجربة جمعة علي من الدراما التلفزيونية إلى المسرح، يعني الوقوف أمام منصة إبداعه الأولى، والتي أسهمت في التأسيس لحضوره في الدراما التلفزيونية، ليفنّد بثبات أدائه، الادعاء بأن الممثل الإماراتي القادم من خلفية مسرحية، يكون مثقلًا في الغالب بتركة فنية لا تجعله قادرًا على تلبية احتياجات ومتطلبات كاميرا الدراما التلفزيونية. وتعد خشبة أيام الشارقة المسرحية، وأيضًا التمثيل الخارجي للدولة في عدد من المهرجانات المسرحية المهمة، خصوصًا مهرجاني الخليج للفرق الأهلية، ومهرجان المسرح العربي، من المحطات المهمة في مسيرة جمعة علي، الذي يؤشر نتاجه إلى أنه يمتلك العديد من المقومات التي ترسخ حضوره في عالم الدراما المحلية والخليجية عمومًا، والكوميدية منها بصفة خاصة.