"الفتاة في القطار" يتخبط وينحرف عن السكة

فيلم The Girl on the Train أو "الفتاة في القطار" يبدو غير واثق من موضوعه، فهو يتمتع بكل العناصر المطلوبة لأي فيلم بوليسي تشويقي، إلا أنه يتردد بشدة في خوض تلك المنطقة، بل إنه لا يحاول حتى أن يكون غامضاً.

الفيلم مقتبس من رواية للمؤلفة الإنجليزية بولا هوكنز، وتدور أحداثها في بريطانيا، لكن الفيلم ينقل أحداثه إلى الولايات المتحدة، ويبدأ بفتاة اسمها ريتشيل (إميلي بلنت)، وهي الشخصية الرئيسة التي تروي القصة، تركب قطاراً في رحلة ذهاب وإياب يومياً إلى مدينة نيويورك.

القطار يمر عند الحي الذي كانت تسكنه ريتشيل، التي تراقب منزلاً معيناً، تعيش فيه فتاة شقراء حسناء تُدعى ميغان (هيلي بينيت - شاهدناها أخيراً، في "الرائعون السبعة")، وزوجها سكوت (لوك إيفانز)، ميغان وسكوت يمثلان ما تعتبره ريتشيل زواجاً مثالياً، وكل مرة يمر القطار أمام بيتهما تشاهدهما ريتشيل واقعين في حب بعضهما بعضاً.

في إحدى المرات مر القطار عند ذلك البيت وعندما نظرت ريتشيل شاهدت ميغان مع رجل آخر، ويتضح في ما بعد أنه الطبيب النفسي للأخيرة (إدغار راميريز - شاهدناه أخيراً، في هاندز أوف ستون)، تتحطم ريتشيل بسبب ما شاهدته، ثم نعلم أنها ضحية إدمانها على الكحول الذي دمر زواجها.

نعلم كذلك أن زوجها السابق توم (جستن ثيرو - آخر فيلم قوي له ملهولاند درايف عام 2001)، يعيش أيضاً هناك مع زوجته آنا (ريبيكا فيرغسون - شاهدناها في مهمة مستحيلة 5 العام الماضي) في المنزل نفسه الذي كانت ريتشيل تعيش فيه معه، الذي أثثته بنفسها قبل أن يخونها زوجها مع عميلة العقارات آنا أي زوجته الحالية، ثم نعلم أن ميغان تعمل جليسة أطفال عند آنا. تتعقد الأمور بالنسبة لريتشيل عندما تختفي ميغان في ظروف غامضة في الليلة التي تقرر فيها ريتشيل مواجهتها بخصوص وجود طبيبها النفسي في المنزل ما يشير إلى خيانة محتملة.

لكن بسبب مشكلة الكحول يُغمى على ريتشيل لحظة المواجهة، وتفقد الذاكرة بخصوص ما حدث في تلك اللحظة. الفيلم كله يتمحور حول هذه النقطة أو هذا المشهد وهو مشهد الإغماءة، وما الذي حدث قبل أن يُغمى عليها، وكيف اختفت ميغان: هل كانت ريتشيل تحت تأثير الكحول قبل أن تسقط أم تعرّضت لضربة؟ من الذي ضربها ولماذا؟

"الفتاة في القطار" يحاول جاهداً تقليد رائعة ديفيد فينشر Gone Girl عام 2014 التي كتبته للسينما مؤلفة تلك الرواية جيليان فلين، إلا أنه شتان بين الاثنين. هذا الفيلم من إخراج تيت تيلر (أخرج ذا هيلب في 2011)، الذي لم يحسن التعامل مع النص جيداً، أو ربما لم يناقش كاتبته إيرين كريسيدا ويلسون في طريقة بنائه المعقدة التي تعيدنا ستة أشهر إلى الماضي، ثم أربعة ثم شهرين، ثم بضعة أيام مع وقفات متقطعة في الوقت الحاضر، مع تغيير متواصل في وجهات النظر من ريتشيل إلى ميغان إلى آنا، رغم أن قصة ريتشيل هي الرئيسة.