بدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ أول جولاته الخارجية منذ توليه منصبه إلى روسيا في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين اللذين تجمع بينهما مصالح اقتصادية واستراتيجية مشتركة.وتأتي الزيارة تلبية لدعوة وجهها نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي توجه إلى الصين في يونيو/حزيران بعد أقل من شهر على توليه مهام الرئاسة.وينتظر أن يناقش الطرفان صفقات تتعلق بالطاقة وعدة مشروعات استثمارية.وقال جيبينغ قبيل مغادرة بلاده إن الزيارة تحظى بأهمية كبرى حيث إنها تتم بين "الشريكين الأكثر أهمية في المنطقة، علاوة على أنهما متفاهمان في الأمور الاستراتيجية".وخلال العقدين الماضيين سيطرت الصبغة الاقتصادية على العلاقات بين روسيا والصين، إذ تزود موسكو بكين بتكنولوجيا الفضاء والتكنولوجيا العسكرية، بالإضافة إلى النفط، بينما تستورد موسكو من بكين المواد الاستهلاكية بشكل أساسي.ومثلت الصين العام الماضي أكبر شريك تجاري لروسيا وذلك للعام الثالث على التوالي إذ ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين لتصل إلى 88.2 مليار دولار حسب الأرقام الرسمية الصينية.وعلى الصعيد الإقليمي، تعتبر موسكو وبكين المحركين الرئيسيين لمنظمة شانغهاي للتعاون التي تعمل خصوصا على مكافحة "الإرهاب" في آسيا الوسطى.وعلى الصعيد الدولي، غالبا ما يتخذ البلدان مواقف مشتركة إزاء الغرب في مجلس الأمن الدولي.ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد في سوريا قبل عامين، ترفض موسكو وبكين إدانة هذا النظام.ومن المفترض أن يكون الوضع في سوريا، وفي كوريا الشمالية التي أجرت الشهر الماضي تجربتها النووية الثالثة، على جدول أعمال المباحثات بين الرئيسين.وبشكل عام فستسعى بكين لتعزيز علاقاتها مع موسكو من أجل دعم موقعها على الساحة الدولية، بحسب ما يقول ديمتري ترينين رئيس مركز كارنغي في موسكو.واعتبر ترينين أن "علاقات بكين مع الولايات المتحدة معقدة، وهناك قطيعة مع اليابان، والأمور ليست سهلة مع الهند"، مضيفا أن "توجيه رسالة إلى العالم بأن العلاقات جيدة ومتينة مع روسيا سيكون في صالح الصين".وفي مؤتمر صحفي استبق زيارته لموسكو قال جيبينغ "إن الزيارة التى يقوم بها إلى الجار الروسي الصديق تعبر عن المكانة التى توليها الصين لروسيا".وأضاف جيبينغ "أن العلاقات الصينية الروسية دخلت مرحلة جديدة حيث تقدم فيها كل دولة إلى الأخرى دعما أساسيا وفرصا متبادلة".وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة متلفزة أن "العلاقات الروسية الصينية تمثل أساسا لنظام عالمي جديد أكثر عدلا وتوازنا".وأضاف بوتين أن البلدين معا قدما "سياسات أكثر توازنا ومراعاة للأوضاع العالمية فيما يتعلق بالأزمات الدولية".وصرح سيرغي ساناكوييف، أحد المسوؤلين في وزارة التجارة الروسية بإمكان الإعلان عن العديد من الاستثمارات، بالإضافة إلى توقيع اتفاقات تجارية من بينها زيادة حجم النفط الذي تورده شركة النفط الروسية روزنيفت إلى الصين الى الضعف.ومن المقرر أن يلتقي رئيسا الصين وروسيا مجددا يومي 26 و27 من الشهر الجاري في ديربان بجنوب إفريقيا خلال قمة الدول الناشئة التي تضم أيضا الهند والبرازيل.