دولة الإمارات

تعتبر الإمارات بشهادة القاصي والداني، بلدا نموذجيا في التعايش الثقافي والمعرفي المتوازن بين الجاليات المقيمة على أرضها في مناخ من الانفتاح على الثقافات الإنسانية ببعديها المعاصر والتراثي، وتعكس هذه الحالة الثقافية الإماراتية الاستثنائية مدى خصوبة وتنوع الساحة الثقافية الإماراتية التي من مكوناتها، وبحكم تواجد الجاليات الكثيرة في الدولة، ثقافات من الغرب وأخرى من الشرق والشمال والجنوب هنا على أرض لها تاريخها الثقافي والتراثي ذو المرجعيات العربية والإسلامية التي تمجّد العدل والتسامح والجمال.

ويؤكد الخبراء مجموعة من الأسباب التي تجعل الإمارات تستحق هذا الوصف، وربما في مقدمتها السبب التاريخي والثقافي، حيث لم تعرف الإمارات في تاريخها القريب صراعا عنيفا، ولا برزت فيها تيارات متشددة كما هي حال كثير من بلدان الوطن العربي، كما أن الثقافة السياسية السائدة تميل إلى الاعتدال والتوازن والتسامح والانضباط في السلوك والتفكير، وكل هذه العوامل تشجّع على التعايش الذي يستشعره أولئك الذين يعيشون على أرضها ممن ثمّنوا هذه الميزة التي جعلت الإمارات قبلة المصطافين والزائرين والمقيمين، ممن يشعرون بالرضا عن هذا البلد الذي يجسّد قيم المحبة والتكافل والتسامح.

يوضح المدير العام للمدينة الجامعية في الشارقة محمد بن جرش  " يبحث الإنسان دائما عن الاستقرار والأمان ليستطيع أن يعيش بحرية ويمارس نشاطه وسط مجتمع تسوده قيم التسامح والعدل والمساواة واحترام الآخر، دون النظر لعقيدته أو دينه، واحترام العلاقات الإنسانية، وهنا في الإمارات ومنذ نشأة دولة الاتحاد، حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان  على غرس قيم المحبة، وتعزيز ثقافة التعايش السلمي في الإمارات، رغم وجود ما يزيد على 200 جنسية تعيش على أرضها، ولتصبح الإمارات نموذجاً للاستقرار السياسي والاعتدال واحترام الحريات الشخصية، وهو الذي انعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية ودفع عجلة التنمية الشاملة قدماً إلى الأمام".

 ويتحدث ابن جرش عن ثقافة التعايش في الإمارات تلك التي تؤثر في كل تفاصيل الحياة التي يعيشها الأفراد، وهي تعكس ملامحها في الأطر التنظيمية والتشريعية، وبفضل هذا التعايش، ولد ما يعرف بالثقافة السياسية على المستويين المحلي والدولي، فأغلقت الأبواب أمام التيارات الإرهابية كما أغلقت منافذ التشدد بكافة أشكاله، من أجل الحفاظ على نسيج المجتمع وتعزيز تماسكه، ومن جهة أخرى فقد نجحت الإمارات في التعامل مع كافة أشكال العولمة الثقافية بمنهجية علمية وبفكر واعٍ، لتصبح في المرتبة الأولى عالمياً في التعايش السلمي بين الجنسيات، تلك التي تعيش حالة تناغم بشري أذهل العالم وفتح أبواب السعادة لكل مواطن ومقيم.