تحفة أثرية نادرة

يصنف متحف دمشق الوطني كأحد أهم عشرة متاحف في العالم نظراً لما يمتلكه من قطع أثرية نادرة عالميا و مميزة بتاريخها ومادة صناعتها و مضمونها التقني والفني ويشهد على ذلك كما يقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر و قارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار و المتاحف ختم هرمي الشكل تقريبا مصنوع من حجر طبيعي صابوني ملس يدعى الأستيتيت حفر عليه مخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان وجناح طائر يدعى أبو الهول المجنح.

وأضاف السيد أن الختم حفر بأسلوب فني رائع يجمع بين الواقعية في التصوير مع إبراز حكمة وعقلانية و ذكاء الإنسان و يمثل أبو الهول المجنح عند الفراعنة المصريين على الأرجح إله الشمس // حور /إم/آخت// ويعتبر تصوير أبو الهول المجنح شائع الاستخدام في النحت والرسم وصناعة التماثيل المعدنية لكن القطعةالأثرية السورية تصنف كقطع نادر لا مثيل له حتى الآن في العالم لأنها تتميز عن باقي اللقى الأثرية باحتوائها على ثلاث إشارات مسمارية أبجدية أوجاريتية هي حرف الدال وحرف اللام وحرف القاف وهذه الأحرف مجتمعة تؤلف اسم الشخص مالك الختم ويدعى دلق ويلاحظ في الختم ثقب محوري مما يؤكد أن الختم كان يعلق على رقبة المالك.

وأوضح السيد أن دراسة تقنية و أسلوب نحت أبو الهول يؤكد أن الختم صناعة محلية متأثرة بالفن المصري الفرعوني لكن بلمسة نحات محلي مبدع  وقد اكتشف الختم في موقع رأس الشمرة الأثري مملكة أوجاريت ويؤرخ بعصر البرونز الحديث بالنصف الثاني من القرن الثالث عشر قبل الميلاد.