ملتقى "قمرة" السينمائي

أشاد أفراد من مجتمع السينما الدولي بالدورة الأولى من ملتقى "قمرة" السينمائي الذي نظمته مؤسسة الدوحة للأفلام هذا الشهر بهدف تطوير المواهب الصاعدة في قطر.

ونوه المنتدبون الدوليون بالصيغة التي اعتمدها "قمرة" في تيسير الاجتماعات الفردية المكثفة وتوفير الأوضاع المثلى لتعزيز أطر التواصل عبر "تهيئة البيئة الصحيحة" لتطوير المواهب الصاعدة بصورة مجدية.

فمن جانبه، قال المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، مخرج فيلم "تمبكتو" المرشح لجائزة الأوسكار 2015 :" لقد بدا واضحا الجهد المبذول في تنظيم "قمرة" وتطوير فكرته من خلال مقاربته واختيار المشاركين فيه"، مشيرا إلى أن الملتقى هيأ البيئة المناسبة لصناع الأفلام الشباب في قطر وتقديم كافة الدعم لهم.

وأعرب سيساكو، في كلمة له وردت في بيان لمؤسسة الدوحة للأفلام اليوم، عن سعادته بالمشاركة في فعاليات الدورة الأولى من "قمرة"، منوها بأنه التقى من خلال هذه الدورة بالعديد من المواهب القطرية الصاعدة التي تمنى لها أن تحظى بفرص أكبر لدعمها وتطويرها حتى تصل الى العالمية.

بدوره، قال غايل غارسيا بيرنال، بطل فيلم "لا" إخراج بابلو لاريان الذي عُرض في "قمرة"، إن حجم "قمرة" وديناميكيته يؤكد حرص دولة قطر على تقديم كافة الدعم لمواهبها من أجل تطوير صناعة السينما المحلية، مضيفا :" يمثل "قمرة" فرصة عظيمة لأي شخص شغوف بالسينما، فهو مكان خاص يتيح لك لقاء الناس في إطار ذي معنى، ولا بد أن قمرة على قدر كبير من الأهمية لمنطقة تسطر تاريخا جديدا".

ويصف مخرج فيلم "الأرض المحرمة" الحائز على جائزة الأوسكار دانيس تانوفيتش "قمرة" بالحدث الريادي، لافتا الى أنه لم ير من قبل في المنطقة العربية مهرجانا سينمائيا ينظم خصيصا لصناع الأفلام الشباب والصاعدين ، معتبرا أن هذه الخطوة هي خطوة رائعة في تشجيع المواهب المحلية من أجل بناء قاعدة سينمائية جديدة في المنطقة.
 
 وأضاف " ننظر في أغلب الأحيان إلى هذه المنطقة من منظور أمريكي أو أوروبي ونادرا ما نرى صناع أفلام عرب يروون قصصهم، وقمرة المكان المناسب لذلك، حيث يجمع الملتقى نخبة من العاملين في صناعة الأفلام من الكتاب والموزعين ووكلاء المبيعات وصناع الأفلام، أي أنه يجمع أناسا شغوفين بالسينما وراغبين في العمل مع صناع الأفلام الشباب، وأنا سعيد بما تقوم به مؤسسة الدوحة للأفلام."

وقد سلط الفائز بجائزة السعفة الذهبية المخرج كريستيان مونجيو الذي عُرض فيلمه "حكايات من العصر الذهبي" خلال الملتقى، الضوء على أهمية "قمرة" في تطوير جمهور السينما، مضيفا:" لدى "قمرة" جميع الإمكانيات ليعمل المشاركون من خلاله على التعبير عن أفكارهم ورواية قصصهم، إن تعليم جيل جديد من صناع الأفلام يتماشى مع تثقيف الجمهور ليستقبلوا إبداعاتهم."

وأضاف "ونتيجة لما شهدناه خلال "قمرة"، آمل أن نرى مشروعات تتحول إلى أفلام تثير اهتمام الجماهير المحلية حتى يتسنى لنا مستقبلاً الحديث عن جيل أو موجة من صناع الأفلام وجدوا صوتهم هنا في هذه المنطقة."

وفي كلمة لها وردت في بيان صادر عن مؤسسة الدوحة للأفلام، قالت السيدة فاطمة الرميحي، المدير التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام :"لقد استمعنا إلى صناع الأفلام الصاعدين وتعرفنا على احتياجاتهم، فجاء "قمرة" بهدف إحداث تغيير في مسيرتهم عبر إتاحة الفرصة لهم للعثور على الموارد التي يحتاجونها على المستويين الإبداعي والعملي حتى يتسنى لهم المضي قدما في مشروعاتهم".

وأضافت الرميحي :"نحن سعداء جدا بردود الفعل التي وصلتنا ممن ساهموا في الدورة الأولى من "قمرة"، سواء كانوا من أصحاب المشروعات أو الخبراء السينمائيين في قمرة أو العاملين في مختلف مجالات صناعة الأفلام، إن دعمهم الكبير لقمرة لهو بمثابة شهادة على سلوكنا الطريق الصحيح."
 
واستضاف ملتقى "قمرة" الذي نظمته الدوحة للأفلام خلال الفترة من 6 الى 11 مارس الجاري، أكثر من مئة منتدب من العاملين في صناعة الأفلام بما فيهم خبراء سينمائيون معاصرون، وممثلون عن مهرجانات سينمائية دولية، ومنتجون، وخبراء في المبيعات والتوزيع، ومستشارون في كتابة السيناريو والتطوير، وممثلون عن جهات تمويلية.

واختتم الملتقى أعماله بعد ستة أيام حافلة بورشات العمل والجلسات التوجيهية والجلسات التدريبية الجماعية والفردية وعروض مغلقة لأفلام قيد التحضير وردود الفعل عليها وجلسات العمل الصباحية وعروض الأفلام المفتوحة للجمهور.

وقد أتيح لأصحاب تسعة وعشرين مشروعا من مشروعات "قمرة" في مراحل مختلفة من الإنتاج فرصة غير مسبوقة للعمل مع الخبراء في صناعة الأفلام والخبراء السينمائيين في قمرة في إطار برنامج تطوير مكثف صُمم خصيصاً لدفع مشروعاتهم إلى المراحل التالية.

وكان من بين التسعة وعشرين مشروعا مشروعات أفلام طويلة وقصيرة تتنوع بين الروائية والوثائقية بما فيها: عشرة مشروعات من قطر، وأربعة عشر مشروعا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخمسة من باقي دول العالم، وقد حصل عشرون مشروعا من هذه المشروعات على دعم من برنامج منح مؤسسة الدوحة للأفلام، بما يؤكد استمرار جهودها في دعم صناعة الأفلام في المنطقة.