دبي – صوت الإمارات
استطاعت جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب أن تصبح منصة مهمة ومحفزة على الإبداع، وتمكنت على مر 10 سنوات منذ تأسيسها من دعم الحراك الفني في الإمارات. وأكدت مديرة المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، منى بن كلي، أن الجائزة بدأت تلعب هذا الدور الفني قبل الطفرة الثقافية في الإمارات، ونجحت في كسب ثقة الشباب والمبدعين، وهذا ما تبرزه النسب المتزايدة من المشتركين، والتي ترتفع بمعدل 25% في كل عام، علماً أن نسبة المشتركين متساوية بين الإماراتيين والمقيمين في الدولة.
وأوضحت منى بن كلي "انطلقت الجائزة ايماناً من سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بدعم المواهب الشابة، وليس في أن تكون جائزة إماراتية فحسب، بل لكل الشباب المقيمين في الإمارات، وهذا الحرص على الفن بدأ منذ 10 سنوات، أي قبل الطفرة الفنية والثقافية التي تشهدها الإمارات، فكانت الجائزة من أوائل المبادرات التي دعمت الفن". وأضافت بن كلي، "تنتهي في نهاية الشهر الجاري مهلة استقبال الطلبات الخاصة بهذه الدورة من الجائزة، وهي تحتفل اليوم بالعيد الـ10، وقد حققت الكثير من الإنجازات على مدى هذه السنوات، وإن قمنا بالمقارنة بين مستوى الأعمال التي كانت تقدم والأعمال التي تقدم اليوم نجد الكثير من الارتقاء في المستوى". وأشارت الى أن التقدم للجائزة مفتوح أمام الموهوبين من الفئات العمرية التي تراوح بين 18 و30 عاماً، ولهذا هي لا تقتصر على طلاب الفنون، بل لمن يملكون الموهبة.
وأكدت بن كلي أنه تم استحداث بعض الجوانب الجديدة في الجائزة ومنها الجائزة "المعمارية"، بسبب ملاحظتنا الاهتمام بهذه الفئة، الى جانب فئة "عمل المجموعة"، حيث يمكن للفنان تقديم عمله بمشاركة مجموعة على ألا يزيد عددهم عن خمسة.
أما الفئات الأخرى، فهي فئة "الرسوم الجميلة" و"التصوير" و"التصميم" و"الوسائط المتعددة"، ويكون هناك ثلاثة فائزين في كل فئة، إضافة الى جائزة "التواصل الاجتماعي" المفتوحة للمشاركة من قبل الجمهور أيضاً، التي وضعت ايماناً بأهمية وصول الفن الى كل الناس. وشددت بن كلي على أن اختيار موقع المعرض يستكمل الاهتمام في وصول الفن الى الجمهور، حيث يتم عرض الأعمال في مكان عام، كي يكون متاحاً للجمهور، للمساهمة في زيادة الثقافة البصرية. أما الفئة التي تشهد الكثير من الإقبال، فأكدت بن كلي أنها فئة "التصوير"، مشيرة الى أن هذا يعود الى كونها فئة تستوعب المحترفين وكذلك الهواة على حد سواء، فالتصوير متاح لكل شخص، وكذلك لأننا نعيش في عصر الصورة.
وأكدت بن كلي أن نسبة المشتركين في ارتفاع مستمر بنسبة تصل إلى 25% في كل دورة، كما أن مستوى الأعمال ارتقى، مشيرة إلى مواهب تخرجت من الجائزة وكرست اسماً لها في عالم الفن، ومن بينهم من بيعت أعمالهم في مزاد "كريستيز". وأشارت الى أن الجائزة تقدم في المعرض الكثير من الأعمال التي شاركت حتى لو أنها لم تفز، وكانت تقدم 50 عملاً، بينما هذا العام سيقدم المعرض 100 عمل، حرصاً على دعم المواهب. أما اختيار الأعمال وتصفيتها، فلفتت بن كلي الى أن المرحلة الأولى من التحكيم تكون الكترونياً، ثم تأتي المرحلة الثانية التي يتم فيها الحكم على العمل بشكل مباشر، بينما المرحلة الثالثة تكون بجمع أصوات لجنة التحكيم وفرزها وتحديد الفائز. وتتألف لجنة التحكيم من المختصين في الفن الإسلامي والمعاصر في الشرق الأوسط، في متحف لندن، الدكتورة فينيسيا بورتر، والشيخ سلطان القاسمي، والأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، علي بن ثالث، والمهندس المعماري حمد خوري، ومحمد سعيد حارب الذي لديه خبرة في فن الوسائط المتعددة، الى جانب مدير معرض "أيام التصميم دبي"، سيريل زاميت.
وشددت بن كلي على أن دورهم لا يتوقف عند حدود الجائزة، إذ يعملون في مرحلة ما بعد الجائزة مع المواهب البارزة، فيحاولون ادخال فنانين في مشروعات أخرى، ومنها مشروعات مع المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد، أو حتى مع مبادرات أخرى تدعم الفنانين ومنها التي تكون عالمية وليس على مستوى الإمارات فحسب، إضافة الى قيام بعض الجهات بطلب ترشيح فنانين سبق وشاركوا في الجائزة من أجل مشروعات فنية. وشددت على أن الجائزة عبر السنوات، باتت تحمل الكثير من التكريس والاعتراف، فحتى الجامعات التي لديها أقسام خاصة بالفنون أدخلت الجائزة كمنهج ضمن مناهجها، وهذا يبرز أهمية الجائزة في دعم الطلاب وأخذها على محمل من الثقة.