دبي – صوت الإمارات
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أهمية توفير كل المقوّمات الداعمة للإبداع والابتكار، وكافة سبل التشجيع الممكنة لأصحاب الفكر الخلّاق والمواهب المبدعة، كمطلب رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ دعائمها، موجهاً سموه بضرورة مواصلة العمل على تعزيز المناخ المحفّز على الإبداع، ومضاعفة الجهود في سبيل اكتشاف المواهب القادرة على الابتكار لاسيما بين الشباب، لاستحداث مسارات غير تقليدية للتنمية، يمكننا من خلالها تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في الوصول إلى الرقم واحد في شتى المجالات.
ونوَّه بأهمية قطاع التصميم ودوره كإحدى الركائز الأساسية في بناء المستقبل، بوصفه عاملاً مهماً من عوامل تحفيز الإبداع والابتكار. وقال سموه: "القطاعات القائمة على الإبداع والابتكار تعدّ من المحرّكات الرئيسية للتنمية المستدامة، وعلينا تعزيز سبل رعاية المواهب والكفاءات، وتهيئة البيئة الأمثل لإطلاق طاقاتها الإيجابية، وتعزيز مشاركتها في ترسيخ دعائم المستقبل، تماشياً مع هدفنا في تقديم نموذج تنموي فريد، تتركز غاياته في هدف أسمى واحد وهو سعادة الناس".
وأضاف: "تتمتع دولتنا بمكانة متميزة كمنصة عالمية للاقتصاد القائم على المعرفة، الذي حققنا فيه العديد من الإنجازات التي نعتز بها، وهدفنا ترسيخ موقع متقدم لدولتنا في قطاع التصميم على الصعيد الدولي، بما له من آفاق واسعة للتطور، كي تظل الإمارات الوجهة الأولى المفضَّلة للشركات العالمية، والحاضنة التي ينطلق منها المبدعون وشركات التصميم الجديدة إلى العالم".
وجاء ذلك خلال زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يرافقه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، إلى "حي دبي للتصميم"، حيث كان في استقباله عبد الله الحباي، رئيس دبي القابضة، والدكتورة أمينة الرستماني، الرئيسة التنفيذية لمجموعة تيكوم، وعدد من القيادات التنفيذية في دبي القابضة.
وتفقد سموه ومرافقوه مناطق مختلفة من الحي خلال جولة شملت زيارة عدد من المؤسسات والشركات العاملة هناك؛ حيث اطلع سموه على مجمل أعمالها وأنشطتها التي تمارسها انطلاقاً من دبي، وأطمأن على توفير كافة الخدمات التي تمكّنها من القيام بأعمالها بسهولة ويسر، أسوة بنهج دبي الدائم في تقديم مختلف صور الدعم لشركائها من القطاع الخاص، وضمن كافة القطاعات.
واطلع سموه خلال الزيارة على تفاصيل المرحلة الثانية لتطوير الحي، والتي تشمل مجمعاً إبداعياً متخصصاً، يمتد على مساحة مليون قدم مربعة، ويشكل مركزاً ثقافياً مزدهراً تقوم فكرته على إلهام المصممين، ويشكل إحدى مناطق الجذب السياحي المهمة للزوار من داخل وخارج الدولة؛ إذ سيضم المجتمع الإبداعي أعمال ومنتجات المبدعين والمصممين من مختلف قطاعات التصميم، كالتصميم المعماري، والأثاث والديكور والأزياء والمجوهرات، مستوعباً 6500 مبدع، يضافون إلى العاملين حالياً في حي دبي للتصميم، وسيتم افتتاحه في 2019.
وتضم المرحلة الثانية كذلك معهد دبي للتصميم والابتكار؛ الجامعة الأولى في المنطقة المتخصصة في فنون التصميم، حيث تقدّم الجامعة أول بكالوريوس في التصميم في منطقة الشرق الأوسط. وتم تطوير المساقات الدراسية بالتعاون مع أهم المعاهد العالمية في هذا المجال، مثل معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ومدرسة بارسون للتصميم في نيويورك.
ويشكل المعهد رافداً فريداً للقطاعات القائمة على الإبداع والتصميم في دولة الإمارات، يُثريها بالمواهب والكفاءات اللازمة لتعزيز مكانتها كمساهم مهم في التنمية الاقتصادية للدولة. وسيضم المجمّع كذلك مختبر Fablab المجهز بأحدث المعدات والبنية التحتية للتصميم والإنتاج.
وتشمل أعمال التوسعة لحي التصميم كذلك، واجهة مائية بطول 1.8كيلومتر، تضم مجموعة من الفنادق ومنافذ تجارة التجزئة الفريدة، ليكون المشروع بمثابة وجهة عالمية للتصميم والثقافة والفن. وذكر عبد الله الحباي، رئيس دبي القابضة: "تشرّفنا بزيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي كانت رؤيته وتوجيهاته منطلقاً لتأسيس حي دبي للتصميم".
وأضاف: "اليوم يمثل انطلاق أعمال المرحلة الثانية الهادفة للتوسع وتطوير الحي، دليلاً على مستوى النجاح والنضج الذي حققناه عبر توفير منظومة تشجع الإبداع والابتكار، وتعمل على تعزيز نموّ قطاع التصميم في الإمارات".
وأعربت الدكتورة أمينة الرستماني عن خالص الشكر والتقدير للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لاهتمام سموه الدائم بالإبداع والابتكار، حيث كان دعم ورؤية سموه من أهم أسباب نجاح حي دبي للتصميم، مؤكدة مواصلة العمل على تطوير الحي بما يحقّق هدف تحويله إلى وجهة عالمية متكاملة وفريدة، تضع دولة الإمارات في مركز الصدارة في مجال التصميم.
وبحسب آخر الدراسات، فمن المتوقع أن يصل حجم قطاع التصميم في الدولة إلى 116.7 مليار درهم هذا العام، وهو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا. ويعتبر حي دبي للتصميم الوجهة الأولى المخصصة لتلبية احتياجات قطاع التصميم المتنامي في المنطقة، ويخدم كمنصة عالمية مجتمع المبدعين والمصممين والفنانين الذين تزخر بهم دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط. ويضم الحي في الوقت الحالي 415 مؤسسة، و211 شركة صغيرة ومتوسطة، و85 شركة إماراتية، ويعمل فيه أكثر من 7000 من العاملين في القطاعات القائمة على الإبداع.